ماعلاقه طاجن البامية بالسعادة عندما كنت صغيرة كانت لدينا قواعد ثابته لايمكن تعديها بالمنزل تختص بالطعام منها ان طاجن البامية لايؤكل بالأرز أما البامية المطبوخة يطهى لها ارز عادى جداً،وأنا كنت عاشقه للأرز احب تناوله بمناسبة وبدون مناسبة .أذكر ذلك اليوم ولن انساه طيله عمرى عندما اعددت لنا أمى طاجن البامية باللحمه وبجواره خبز..الخبز فقط تخيلوا الجحود وهى تعلم تمام العلم اننى احب اى شئ بجواره الأرز وذلك أثار غضبي فأين الارز لماذا لم تطهى لى أرزاً كالعاده كيف آكل الآن واثرت قلقاً كبيراً قال ابي: كُلى يا ابنتى سلطة ومخلل وهناك حساء(شوربه) أو ملوخية
وبتصميم زائد رفضت ونهضت تاركةً مائدتهم العامرة بالطعام معلنه العصيان فلن آكل إلا لو حضر الأرز.توقعت حينها ان أجد من يساندنى ويقف بجوارى ويعلن التمرد لكن للأسف الكل رضخ وبدأوا بتناول الطعام وأنهت أمى الجدال بجملة حاسمه( الله لاعنك تاكلى) إستلقيت على سرير موجود بالصالة وهم يأكلون أمامى بنهم شديد وانا أراقبهم لأكثر من ربع ساعة اصواتهم وهم يمضغون الطعام تخترق أذنى ،وانا أتصنع اللامبالاه لكن فى الحقيقة بدأت معدتى تصدر أصواتاً غريبه مختلطه وكأنها تلومنى على هدر حقها الطبيعي. يأكلون ويتحدثون ويتسامرون أمامى. تتقلص عضلات معدتى وتزداد انكمشاً وألماً ويلومنى عقلى : تنازلى اذهبى وشاركيهم الطعام إنسي مافات وانجو بنفسك من ألم الجوع.. لكننى أبيت توقعت أن ينادينى أحدهم ينظر إلىّ او يذكرنى لكن الجميع مشغول بتلبيه رغباته هو والفرار بنفسه .إنتظرت وانتظرت ولكن بلا فائدة .أطالوا فى تناول طعامهم حتى فرغوا،وأخيراً إنفضوا ونهض الجميع وقاموا بجمع الاطباق وذهب كل منهم إلى حال سبيله
إشتد بى الجوع والألم وأخيراّ قررت تناول شئ يسد رمقى ذهبت إلى المطبخ وصنعت كوباً من الشاى وبجواره خبز محمص وللأسف كل من مر بجوارى ابتسم وتنمر وكأنهم فرحين بما انا فيه وبعد قليل احسست بالجوع مرة اخرى فصنعت نفس كوب الشاى وأكلت الخبز المحمص حتى زهدت ذلك الطعام وعافت نفسي تناوله مرة أخرى ،وفى آخر النهار قررت التنازل وقلت لأمى ألا يوجد القليل من البامية وسآكله بالخبز على اعتبار انها أكيد ستشفق علىّ وطبعاً تختزن لى بعضا منها.لكن جائنى الرد كالصاعقة (البامية خلصت) ذُهلت وقلت لها: أهون عليكى وبثبات انفعالى احسدها عليه قالت : عشان تتربى وتاكلى الموجود ،ومن يومها وانا ارضى بالموجود واوافق على المتاح فى حياتى وحتى عملى وكل تعاملاتى اتصرف فى حدود المتاح
ذات مرة سردت لابنتى تلك القصة لتتعلم ان ترضى بالمقسوم والمتاح فردت بمنتهى العفوية والثقه : انتى طيبة اوى ياماما كنت اشتريتي إندومى
مع إنه كان غير متاح هذا الاندومى لكن ردها يعلمنى ألا اقص لها حكايات وحكم ومواعظ مرة أخرى