أعلمتِ الآن ؟ وبعد كل ما كان
أننا في المستحيل نسير
هل فاق قلبك واهتدى
بعد المحبة والرضا
بعد شوق فاق المدى
بعد الليالي الساهرات
بعد الحنين إلى اللؤى
بعد الأنين من البكا
بعد الآهات ؟؟
أعلمتِ الآن ؟؟
أعلمتِ الآن وفجأةً
أن ما عشناه وكان
كان محض أوهام ؟؟
أم تسلل هذا الحب بيننا
في غفلة من الزمان ؟
هل حكمتِ الآن بغتة
بعد كل ما جرى
وبعد هذا المرض اللعين
الذي سكن الفؤاد
وبين أوصالي سرى
أن يُدفن هذا الحب تحت الثرى ؟
هل كان ضربًا من المقامرة !؟
أعلمتِ الآن فجأة ومن دون أعذار
أن العشق لا دين له
وأن من عاش راهبًا في محرابك
يرجو النجاة بعشقه
يضرع إليك بقلبه
قد صار اليوم كافرًا من الفجار ؟
ألم تبن لهواي صرحًا بين أحضانك ؟
ألم أكن يومًا ملاذا لأسرارك ؟
ألم يكن هذا القلب يومًا مسرحًا
تعرضين عليه جنون أحلامك؟
ألم يكن لوحة تعبثين فيها
وترسمين طريق أوهامك ؟
وتلك الكفوف الناعمات
ألم تكن وسادة لدموع آلامك ؟
ألم تتغزلي في هذا الحب العذري ؟
وذاك الفؤاد وحبه وولاؤه
وإخلاصه ووفاؤه وحنانه ؟
ألم تتغزلي فيّ ليل نهار ؟
هل صرت الآن من الفجّار ؟
عجبًا لحواء ووعشقها وفؤادها
أفق من سباتك أيها القلب العليل
وانهض فلن ينفعك البكاء ولا العويل
ولا تنعت جراحك بالهوى ظلمًا
إن الجراح مردها وأساسها
الوهم الطويل
المرأة تعشق لا جدال
لكن عشقها الأول والأصيل
لمن يلبي رغباتها ويميل
فذو المال عندها أغلى وأرقى
من ألف عاشق للحب قتيل
حتى وإن عشقتْ ومال فؤادها
فسرعان ماتعود لطبعها الذليل
فلا تحزن على من باع حبك والهوى
وركع للبهرج وصار للمال ذليل
فالبيع منهجه والخزي فيه أصيل
ولا تهنأ بحب امرأة وإن وعدت
فإنهن يمكسن بوعودهن كما
تمسك بالماء الغرابيل
أعلمت أنت الآن ؟
أم فهمت الدرس بعد فوات الأوان ؟