جائنى من أخطأ فى حقى فقرأت له قوله تعالى :
( لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اليوم يَغْفِرُ الله لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الراحمين ) .
وقلت فى نفسى ما أصل كلمة تثريب فبحثت حتى عثرت على أصلها :
#والتثريب : التعيير والتوبيخ والتأنيب . وأصله كما يقول الآلوسى : من الثرب ، وهو الشحم الرقيق فى الجوف وعلى الكرش . . . فاستعير للتأنيب الذى يمزق الأعراض ويذهب بهاء الوجه ، لأنه بإزالة الشحم يبدو الهزال ، كما أنه بالتأنيب واللوم تظهر العيوب ، فالجامع بينهما طريان النقص بعد الكمال .
#وروي: (إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها ولا يثربها) ولا يثرب يعنى لا يعاتب ولا يعنف ولا يعريها بكثرة اللوم والعتاب حتى لا تعتاد هذا الامر ويصير عادة لها
#ومنه قوله تعالى: يا أهل يثرب أي: أهل المدينة، يعنى يامن أزيل عنكم الشحم وتعريتم وجرى عليكم النقص
والنداء بيثرب إشارة واضحة إلى القومية والعصبية؛ لأنه دعاهم باسم الوطن، ما قال: يا إخوتنا، ولا قال: يا أيها المسلمون، إنما قال: يا أهل يثرب؛ لأنه ليس عنده دين يقاتل من أجله، وإنما هو قوميّ يريد الحمية فقط والمتغطى بالقومية عريان فيصير من أهل يثرب ومن أهل التعرى …
#أما الوقفة الدعوية والتربوية التى اريد أن أقف عليها هى:
إذا جاءك المذنب معتذراً فلا توبخه وأحفظ ماء وجهه ولا تعريه أمام الناس خاصة حتى لا تفقد حياؤه ويفلت زمامه منك ومن المجتمع فيصير مجرما ويعتاد من نفسه الاجرام والمجتمع لا ينظر اليه الا مجرما فحافظ عليه بالعفو ولا تثرب ولا تعاتب ولا توبخ بل ذكره بالعفو والمغفرة … ولا تكن عونا للشيطان عليه ..