كانت أصعب لحظات حياتى ألا أرى طائرة والدى تحلق فى أستعراض ٦ أكتوبر على الرغم أنى كنت أشعر أنه كان يطير معهم.... أعود إلى الوراء برهة.... قبل أستشهاد والدى بعدة شهور أصيب جدى الراحل الحاج عبد الوهاب كريدى فى حادث سير مروع فى أحد شوارع مصر الجديدة و ظل طريح الفراش لسنوات حتى وفاته سنة ١٩٨٤ عن عمر يناهز ٨٤ سنة.... حاول والدى وقتها أن ينقل من أسراب القاذفات الثقيلة إلى الكلية الجوية ببلبيس أوائل سنة ١٩٧٥ لقربها من مصر الجديدة لرعاية والده ... قال له الفريق محمد حسنى مبارك وقتها "مش هتتنقل يا كريدى أنت لك ثقل فى القاذفات" . و أستشهد والدى بعدها بشهور.... و كان جدى الراحل طريح الفراش تحركاته بسيطة جدا، يا دوب للحمام و صباحا فى الشمس تجلسه جدتى رحمة الله عليهم فى بيتهم الكائن فى شارع الحجاز فى البلكونة حتى ينال نصيب من شمس مصر المحروسة.... فى يوم من الأيام كان أستعراض ٦ أكتوبر و كنا نرى التشكيلات الجوية واضحة من موقعنا... و فجأة أسمع جدى يقول "على فكرة محمد إبنى طاير فى الطيارة دى" لم يقتنع أبدا أن إبنه الوحيد قد أستشهد.... كنت وقتها على ما أظن أبلغ من العمر حوالى عشر سنوات....كتمت دموعى حتى دخلت الحمام ثم أنهارت بغزارة
رحمة الله على جدى و جدتى و أبى