آخر الموثقات

  • راقي بأخلاقي 
  • من دون سبب..
  • لحظات آنيه..
  •  ثقافة الاعتذار بين الأزواج… حين يطيب الحب بكلمة
  • موت الأجزاء داخلنا
  • تاج من النجاة
  • بردة جمال
  • كفانا ببغاوات
  • مـفهـوم الكيميــاء عنـد الصوفيـة
  • صوته
  • يوم خرجت من دمشق
  • المظهرة بالملابس
  • صورتي و خواطر
  • نعمة الإحساس 
  • المعادله لازم تكون واضحه في الأذهان
  • هل قلة الأدب من حسن الخلق ؟
  • وماذا لو جاء معتذرًا؟
  • رواية الهودو - الفصل العاشر
  • رواية الهودو - الفصل التاسع
  • هياكل النجوم -1
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد الشافعي
  5. رسالة قرآنية لمن أراد النجاح في حياته

 

كثيرًا ما نقرأ من النصائح التربوية والتوجيهات الإرشادية التي وضعها المفكرون والفلاسفة - قديما وحديثا - لمن أراد أن يسلك طريق النجاح ويبلغ قمة الفلاح، بل من بلاغة بعض هذه النصائح وعمق معانيها؛ نحفظها ونرددها ونتشدق بها وننتهج نهجها؛ لعلنا أن نصل، وقد لا نصل؛ لأن تلك النصائح قد تصلح للبعض وتؤتي ثمارها وتخيب مع الآخرين ولا تجدي.

 

ومع كل هذا الذي كُتب في نصائح النجاح، لم أجد أعمق ولا أبلغ ولا أصدق مما جاء في القرآن الكريم؛ لأنه الكتاب الذي ﴿لَّا یَأۡتِیهِ ٱلۡبَـٰطِلُ مِنۢ بَیۡنِ یَدَیۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِیلࣱ مِّنۡ حَكِیمٍ حَمِیدࣲ﴾ [فصلت 42]

فهو الكتاب الذي كل ما فيه صدق وحق، لا يحتمل الشك ولا التردد، ﴿وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ حَدِیثࣰا﴾ [النساء 87] ﴿وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِیلࣰا﴾ [النساء 122]

 

ففي كتاب الله آيةٌ تجمع كل خطوط النجاح، وترسم الطريق الواضح لمن أراد تحقيق الفلاح والصلاح، وهي قوله تعالى لسيدنا لوط: ﴿فَأَسۡرِ بِأَهۡلِكَ بِقِطۡعࣲ مِّنَ ٱلَّیۡلِ وَٱتَّبِعۡ أَدۡبَـٰرَهُمۡ وَلَا یَلۡتَفِتۡ مِنكُمۡ أَحَدࣱ وَٱمۡضُوا۟ حَیۡثُ تُؤۡمَرُونَ﴾ [الحجر 65]

فهذه الآية تشير إلى ثلاث نصائح لمن أراد الفلاح في أي شيء، هذه النصائح هي:

1- الكتمان.

2- عدم الالتفات لأحد.

3- المُضي في طريقك دون توقف.

 

نعم، وربي إنه لحق، فما كشف إنسانٌ وأفصح عما يريد أن يفعله - قبل أن يفعله - إلا ويبوء بالفشل، ويتسائل ماذا قد حدث؟ ثم يتبين له أن عيونًا حاسدة ونفوسًا مريضة قد نالت منه، لذلك ينصح دائما أهلُ النصائح بأن تكتم أمرك حتى يَتمَّ ثم أفصح عنه إن شئت، والقرآن يسجل لنا هذه النصيحة في وضوح ﴿فَأَسۡرِ بِأَهۡلِكَ بِقِطۡعࣲ مِّنَ ٱلَّیۡلِ﴾ حتى لا تراهم تلك العيون الفاسدة فتنجح الهجرة وتتم.

كذلك جاء في بَعْضِ الْآثَارِ النبوية «اسْتَعِينُوا عَلَى قَضَاءِ  حَوَائِجِكُمْ بِكِتْمَانِهَا فَإِنَّ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ مَحْسُودٌ»، ولذلك هاجر النبي سرا.

 

وأما النصيحة الثانية فهي عدم الالتفات لأحد، وأن لا تشغل بالك بما يقوله الناس عنك؛ لأن رضا الناس غاية لا تُدرَك، ورضا الله غاية لا تُترَك، فأدرِك ما لا يُترك واترُك ما لا يُدرك.

إذا أردت أن تُقدم على مشروع ما ( زواج، عقار، عمل، ...) وأنت تعلم جيدًا أنه مناسب لك، وليس فيه أي مخالفات، فامضي فيه على بركة الله، ولا تشغل بالك برأي الناس؛ لأنهم لا يعرفون غير التثبيط والتحطيم.

وهذا المعنى القرآني هو ما نعبر عنها في أمثالنا (الملتفت لا يصل).

وأما النصيحة الثالثة فهي أن تمضي إلى ما أمرك الله به دون توقف، ودون يأس.

 

هذه رسالة قرآنية لكل إنسان يريد النجاح أن سِرْ في طريقك، وخذ بالأسباب، ولا تتوقف، ولا تكل ولا تمل، ولا تصيغ سمعا لما يقوله هذا وذاك.

﴿فَأَسۡرِ بِأَهۡلِكَ بِقِطۡعࣲ مِّنَ ٱلَّیۡلِ وَٱتَّبِعۡ أَدۡبَـٰرَهُمۡ وَلَا یَلۡتَفِتۡ مِنكُمۡ أَحَدࣱ وَٱمۡضُوا۟ حَیۡثُ تُؤۡمَرُونَ﴾. صدق الله العظيم.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

953 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع