إليك
كل صباح أقولها٬ كم أتمنى لو كنت هنا٬ افتقدك كثيرا٬
كيف أنت؟
أنا وحيدة بدونك، أكتب إليك اليوم لأبكي على صدر الورق، أتكىء على أكتاف مفرداتي، والتمس الطريق إليك بين أروقة السطور ، خرائط التيه أحاطت بطرقات أرضي المسلوبة يا كنان.
من أين لي بضلوعك لأرتمي بينها، أقسم أني تجرعت رشفة من كل بوتقة رجاء في مسجد من مساجد مدننا الصامتة، تركت اعترافا على أعمدة كل كنيسة قائمة من زمن بعيد فوق أراضينا، والله إني لم اتوقف عن البحث عنك، بحثت في عيون الأمهات الباكيات من وهن الصحة وعجز ذات اليد، في أصوات توسلات أطفال بلا مأوى، في دموع قهر رجل يمشي منكس الرأس لأنه لا يستطيع مزاولة عمله رافعا هامته، تسولتك معه لأيام وشهور، ولم يجبر بخاطري بئر الفراق،لم يتخل عن احتفاظه بك،وابتلاعه لأحلامنا.
كنت ألوذ بك دائما في أوقات هواني، دون أن أفكر، آتيك لأنجو من وطني الحزين وبكائه وصمته.
لأهرب من عبء وجودي، لألتمس السكينة، أشرب ماء عينيك حين أشعر بالعطش .
آتي إليك أنت- وأنت فقط -لأنك أفلاطوني النزعة، أرنو إلى ذراعيك٬ أطمع أن أعيش حريتي في قفصك الصدري
لأنني أؤمن بك في كل الأحوال
إن كنت على حق، فكل حقوقي أنت
وإن كنت على باطل، فالهداية هنا بين عينيك
أنت كل الصحيح من أخطائي، مهما طال زمن الفراق ستبقى وطني وأظل جنسيتك.
حبيبتك "لين"
#منى_قابل
#رسائلهن