آخر الموثقات

  • إحذر و تيقن
  • ستجبرون...٤
  • حسنًا.. إنها الجمعة..
  • لا تحزني يا عين..
  • حبل الذكريات
  • [النقطة التي أكلتني] قصة قصيرة 
  • الاستقرار سنة كونية واجتماعية  
  • أتسمح لي..
  • فنجاني وحده يعرفني
  • هل هذا …..إنتصار ؟!!!!!
  • صرخة حوائط
  • هل يمكن حقًا تركيب جيب فستان من الخارج بدون أي خياطة مرئية؟ 
  • لا مبالاة ...
  • وأنتَ ملاذي...
  • ٣ كيلو لحمة
  • يتوسدون المياه والأوحال ويلتحفون الزمهرير
  • الثانية فجرا: وعلى سبيل الاعتراف..
  • عمر الحب ما شفته مشين
  • لزاما عليك ألا تعجز ... 
  • لعنة المعرفة
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة د مني قابل
  5. ياسمين ذابل بقلم مني قابل
 
رنة خفيضة مصحوبة بضوء خافت متقطع تصدر من الجهاز المحمول، الذي يتراقص على المنضدة فيصطدم بكوب أنيق فيه مشروب نعناع ساخن تفوح رائحته ويتصاعد بخاره.
تعلن النغمة عن وصول حوالة بنكية 
ترقبها ياسمين دون اكتراث .
اليوم هو الموعد الذي يرسل فيه "مأمون " المبلغ الشهري المخصص لزوجته ، تليها رنة أخرى من زميلها بالعمل"ضياء" يسألها عن صحتها وسبب غيابها اليوم وهل تحسنت و تراجع شعورها بالاكتئاب ؟ يخبرها بافتقاده لها و أنه يدعو كل يوم أن يلين له قلبها، على حد تعبيره .
تتنهد و يخرج مع هواء زفيرها وجع من مكان ما في أعماقها.
تلقي بالهاتف بحنق ، تدير لعبة (السبينر) بإصبعها والتي ترتديها كخاتم يجاور خاتم الزواج وتتابعها عن كثب .
أغبياء و نصابون هؤلاء الذين قالوا أنها تخفض حدة التوتر وتنهي القلق.
تلتقط قطعة شيكولاته.. تلتهمها دون أن تتذوقها أو تستمتع بطعمها، تلقى بالورقة فضية اللون التي كانت تغلفها في المدفأة التي صنعتها من قطع الفحم ، تراقب احتراقها ببصر شارد .انبعثت منها رائحة منفرة مقترنة بزفرات متتابعة من صدر "ياسمين".
على يمينها برواز خشبي أنيق تسكنه صورة زفافهما، عمرها عامان و نصف
بينما عمر البعد بين الزوجين أقل بثلاثة أسابيع فقط .
تلتقط الهاتف، بارد جدا ملمسه رغم كل محاولات التدفئة ، تضغط على رقمه، يرد بعد الرنة الأولى
_ايوه يا ياسو أنا ببعت ايميلات مهمة .مشغول أوى ،بعدين نتكلم
_راجع مصر امتى؟
_نعم
_هتيجى و لا أجيلك أنا و اللي يحصل يحصل 
قالتها بصوت غاضب مرتفع و ارتعاشة في نبرته ويدها
_ ياسمين ... مش فايق لجنانك ، سلام دلوقتي .
يغلق دون أن يربت على صفحة روحها .
تحملها لجة من الأفكار ، تهمس مناجية نفسها : أحتاجك هنا والآن ماذا علي أن أفعل وبمن يطمئن قلبي ؟ .
هكذا سألت نفسي عندما وجدتني اناديك فور ارتعاد أوصالي و سريان البرودة في ثنايا روحي .
عندما استحضرت عيوني صورتك توا وانا أستند على صدرك و أتخذ منه وسادة .
رنوت لهاتفي ، أترك لك شكواي و لم تمهلني .
هذا الكون بأسره ضئيل جدا أمام براح قلبك .
أيامنا تمضي و كل منا في واد وهذا الوادي قفر كقلبي الآن، أضحى غير ذي زرع ، أجبني.. ماذا أفعل؟ .
 البشر المحيطين بي صاروا أشر من الجحيم و أشد سعيرا بعدما تركتني عزلاء في وادي الذئاب .
هذا الطقس الذي تجمدت خلاياي بفعل قسوته أساء الى جسدي الرقيق كثيرا .
قد مللت الاحتماء بهذا الكرسي التعس المقيم دائما أسفل صورة جدي و جدك الراحل و غطاء رأسي ومعطفي الصوف لم يحسنا صنعا.
أما عن ذلك القابع في يسار صدري فلم يعد يحتمل المزيد بعدما أصبح ينبض بخفوت ملحوظ ، من يجيبني ؟ .
صرت أخجل أن اختبئ في عقلي بعد أن صار عاريًا.. قشرته الاسئلة والوجوه المتلونة .
اتكأت على مسند الكرسي.. بدت كعجوز طاعنة في السن و همت بالوقوف .
نظرت من خلف النافذة، الأمطار تغسل هموم السماء و الشوارع بينما تسقي هموم قلبها و متاهاته لتتضاعف .
ما زال ضوء النهار ساطعا ، سرمدية الغيم داخلها جعلت الضوء باهت وكأن الليل قد حل ، فقدت بوصلتها و زمانها ، أعادت ستارتها القطيفة مكانها ثم أغلقت موسيقى الهروب . اتجهت إلى غرفة نومها محتضنة يدها بيدها الأخرى ، أطفأت الأنوار ، الظلام يليق بوحدتها كما يليق بغربة نفسها
 
#منى_قابل
التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

433 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع