هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • شهيد المعبر 149
  • الصبر على البلاء والحرمان: امتحان القلوب وصقل الأرواح
  • فوانيس مصر في رمضان 
  • العمل عن بُعد
  • فستان فرح 
  • طريق ومنحنيات
  • قلب وعقل 
  • أهو الإنسان؟!
  • نجاح بطعم الفشل
  • التيك توك .. مقزز
  • إلى صاحبةِ الحُزنِ الطويلِ
  • الهدف التوعية
  • محتوى بلوجر قبيح و معيب
  • هل الوهم يرسم، يا يحيى؟
  • مبروك أنت ممسوس
  • نجمة أمل
  • وميض ومضة غرام
  • ذلك الصباح البعيد 
  • ‏في أوروبا استطاعوا تحويل الزبالة لطاقة كهربائية‏
  • التوازن بين الابتكار والحفاظ على الأصالة
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة مروة القباني
  5. إني رأيتُ أحد عشر كوكبًا.

 

يتعلَّق القلبُ بأحبابِ الرُّوح ويميلُ إليهم كُلُّ الميل دون شعور أو حتى شروط، حتى يشتمُّ رائحتهم بِكُلِّ الأماكن و يراهم قمر السماء دونًا عن غيرهم، ورُبَّما شمس الحياة.

يمكن لقلبنا أن يركض حولنا على هيئة روحٍ صغيرة عندما نُنجبُ الأطفال، أما سيدنا يعقوب عليه السلام فقد وجد به الملاذ والحُبَّ والجمال عندما أرسل الله إليه يُوسُف الحُبِّ معجزته و رسوله القادم من بعده، وهذا ما لم يراه إخوته أو يفهمونه حينما تسلَّلت إلى قلوبهم الغيرة من محبة أبيهم له.

"إني رأيت أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر لي ساجدين" هذه الحكاية التي قصَّها يوسف على أبيه يعقوب عقبَ استيقاظه من النوم، وهذه الحكاية التي أوقعت في قلب الأب الحكيم والرسول الخوف والقلق على ابنه من إخوته أكثر مما كان عليه، ليطلب منه عدم إخبار إخوته برؤيته ويبقيها سرًّا بينه وبينه.

لكن قدر الله آتٍ لا محالة وتخطيط الأخوة كان سابقًا لتوقعات الأب المكلوم، حينما طلبوا من أبيهم أن يذهب معهم ليرتعي ويلعب وسوف يكونوا لهُ الحماية والدرع القوي.

أخفوا عن أبيهم حقيقة تخطيطهم لرمي أخيهم يوسُف في ذاكَ البئر وجاؤوه عشيَّةً يبكون و على قميصه دمٍ كذب، مُدعين بأنَّ الذئب من قتله، فما كان من يعقوب إلا الإعراض والنأي عنهم راجعًا لربِّه حزينًا مشتاقًا لريحِ يوسف.

أما يوسف الذي جلس في البئر المُظلم إلى أن جاء بعض السيَّارة وأدلى دلوه، من بعد أن أذن الله وشاء أن يأتوا إليه ويشترون بدراهم معدودة، لتبدأ رحلته العظيمة نحو مصر وليعلوا شأنه وتصل رسالته و يتحقق قدره.

وكان من الجمال والذكاء والتربية الحسنة ما جعل عزيز مصر و زوجته يقع حُبَّه في قلبهما ويتخذانه ولدًا لهما، ويبدأ بأخذ العلوم والسياسة من قصر العزيز و يتعرَّف إلى مصر وأهلها.

إلى أن شبَّ من العمرِ أجمله وأصبح رجلًا قويًّا جميل المظهر، وازداد حُبَّ الشاب يوسُف داخل قلبِ زُليخة وهي تراقبه من كلِّ مكان ومن بعيد.

حتى جاء اليوم الذي راودته بِهِ عن نفسه وغلَّقتِ الأبواب عليهما فاعتصم وهرب منها خائفًا من عقابِ الله، لكن القدر سبقه واصطدم برؤية العزيز أمامه.

كان دهاء زليخة باتهام يوسف بأنَّه كاد أن يأتي بها وسألته عن عقابه، وكادت أن تودي به لولا شهادة الطفل الرضيع الذي كان معجزة سيدنا يوسف لتبرئته وإظهار الحقَّ.

انتشرت قصة زوجة العزيز بين نساء مصر، وتكاثرت همسات النسوة بينهن بأن يوسف شغفها حُبّاً، فكان منها أن دعتهُنَّ ووضعت بين أيديهنَّ سكينًا، ثُمَّ دعته ليظهر أمامهن، فقطعن أيديهن من جمال صورته التي كان عليها.

وازداد كيد النِّساء من حوله واشتدت الفتنة أمامه، فدعا ربَّه أن السجن أحبُّ إليه من مخالفة أوامره.

ولبث في السجن ماشاء الله أن يكون ولحكمة بالغة منه، فكان يؤول ويفسر الأحلام ويعطي الحكمة لمن حوله، ويعبد الله ويناجيه، بينما يعقوب عليه السلام في فلسطين يناجي ربَّه ويذكر شوقه وحنينه لريحِ ابنه الذي فقده ويدعوه أن يعيده إليه.

قال تعالى في قصة يوسف ﴿ وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ ۖ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ۖ وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ۖ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾

فما كان من يوسُف إلا أن يقوم بتأويل أحلامهم، بأن الأول سوف يُصلَب، أما الآخر فإنه سيخرج ويصبح ساقي الملك، ثم طلب منه أن يذكره عند الملك طامعًا بالخروج من غياهب السجن، لكنَّه نسي فورَ خروجه من السجن لحكمة بالغة.

ولمَّا جاء الميقات المُناسب جاء على هيئة حلم للملك حينما قصَّ الله علينا رؤية الملك بقوله ﴿ وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ۖ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ﴾

ولم يعرف أيٌّ من المفسرين أو العلماء تأويله فقالوا أضغاث أحلام، حينها تذكر الفتى الساقي يوسف عليه السلام وأخبر الملك عنه، فطلب منه أن يذهب ليقوم بتفسير الحلم ويأتيه به.

فأخبره أن ستأتي على مصر سبعة سنين خير وعطاء يدخرون به ويذرون القمح، ثم تأتي سبعة سنين عجاف لن يكون لهم فيها خير ثُمَّ يأتي بعدها عام يُغاث فيه النَّاس.

وكان حُلم الملك هو السبب في خروج يوسف عليه السلام من السجن، وقام بوضعه إلى جانبه وتعيينه عزيزًا لمصر، ثم سأله عن خبر النسوة التي قطعن أيديهن فأخبره بقصتهن كاملة.

ثم قام سيدنا يوسف تحت إشراف الوحي بوضع خطة للسنوات المقبلة و كيفية تخزين القمح، وطلب من الملك أن يجعله على خزائن الأرض، وبهذا مكَّن الله ليوسُف في الأرض ويُتمَّ قدره عليه، حينما جاء أخوة يوسُف عليه السلام يسألون بضاعة وقمحٍ في سنوات الجفاف، فعرفهم وكانوا له مُنكرين.

قام بأخذهم إليه وإخبارهم أن سيعطيهم بضاعة وقمحٍ إذا ما جاؤوا له بأخٍ لهم من أبيهم، وعادوا إلى بلادهم وقد ردَّ بضاعتهم إليهم.

فما كان منهم إلا أن عادوا إلى أبيهم يسألونه بأخذ بنيامين معهم ليزدادوا كيل قمحٍ لأهلهم في هذه الأيام الصعبة، وعاهدوه أمام الله بأن يحموه وأعطوه ميثاق غليظ.

طلب يعقوب من أولاده أن يدخلوا من أبواب متفرقة، وأن لا يلتقوا بعزيز مصر خوفًا من الكيد أو الوقوع في الشر، وما كان ذلك إلا عن حكمة من يعقوب لكن قدر الله فوق جميع الطرقات التي نقوم بتخبئتها أو الركض بعيدًا عنها.

وقام بوضع صواع الملك برحيل أخيه ليأخذه به وكذلك كان أمر ُ الله بأن تبدأ الحقيقة بالظهور وإعلاء كلمة الحق، وإحتضن أخيه وطمئنه بتعريفه عن نفسه وعادت الدماء تجري في روحه عندما رأى أخيه، وكتم غيظه عندما أخرج الصواع من رحل أخيه بعد أن قالوا إخوته " إن سرقَ فقد سرقَ أخيه له من قبل" مُتَّهمينه بالسرقة في طفولته، وطلبوا منه أن يأخذوا أحدهم مكانه إلا أنَّه رفض الأمر وأخرجهم من عنده 

أما يعقوب الذي أعقب وازداد حزنه بعد عودة أولاده دون بنيامين فابيضت عيناه وفقد بصره بعد فقدانه أحبابه، كالجسد بروحٍ خاوية، لكن يقينه بالله تعالى جعله يعود ليطلب من أولاده أن يتحسسوا أخبار يوسف وبنيامين، ليُتمَّ قدر الله سبحانه وتعالى ويعود يوسُف إلى أبيه.

روى الأخوة ما أصبح عليه وضع أبيهم فقام بإرسال قميصه وإلقاؤه على وجه أبيهم ليرتدَّ بصره ويأتوا به إليه.

ولمَّا دنا البشير قال سيدنا يعقوب إني لأجد ريح يوسف، فظنَّ أهله من حوله أنَّه عاد لحزنه القديم.

لكن قدر الله وماشاء أن يعلوا الحقَّ ويظهر في إعادة بصر سيدنا يعقوب عليه السلام و ينتقل برفقة بني إسرائيل نحو مصر هو القائم، وتفسَّر حُلم سيدنا يوسف ومكَّن الله لقومِ إسرائيل في أرض مصر وعاد ريحَ يوسُف إلى يعقوب وإلتقَتْ الرُّوح بالجسد.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1771 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع