آخر الموثقات

  • إحذر و تيقن
  • ستجبرون...٤
  • حسنًا.. إنها الجمعة..
  • لا تحزني يا عين..
  • حبل الذكريات
  • [النقطة التي أكلتني] قصة قصيرة 
  • الاستقرار سنة كونية واجتماعية  
  • أتسمح لي..
  • فنجاني وحده يعرفني
  • هل هذا …..إنتصار ؟!!!!!
  • صرخة حوائط
  • هل يمكن حقًا تركيب جيب فستان من الخارج بدون أي خياطة مرئية؟ 
  • لا مبالاة ...
  • وأنتَ ملاذي...
  • ٣ كيلو لحمة
  • يتوسدون المياه والأوحال ويلتحفون الزمهرير
  • الثانية فجرا: وعلى سبيل الاعتراف..
  • عمر الحب ما شفته مشين
  • لزاما عليك ألا تعجز ... 
  • لعنة المعرفة
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة مروة القباني
  5. حاملة القنديل.

نتراقصُ أنا والذِّكريات تحت ضوء القمر، مُمسِكة القنديل أُضرِم به نور الطَّريق ليكُن دليلنا في الوصول نحو المنزلِ القديم، منزل الطفولة.
أنظر إلى وجهيهُما بإصرارٍ وأمل قائلة: لا تخافا فأنا حفرتُ طريقِ العودة داخل قلبي قبلَ خروجنا مُنذ سنين عديدة.
شبَحُ ابتسامة يرسُماها مُعلنين ثقتَهُما الكبيرة بي، تجعلني أشقُّ الطريق وسطَ الظلمةِ نحو المجهول الذي كان ينتظرنا.
نبضات قلبي المُتسرِّعة والخائفة تُعيدني نحو أيام الطفولة والمدرسة الابتدائية، تلك الأيام التي جعلتني أقوم باكتشاف جميع الأزِقَّة والطُرقِ المؤدية إلى منزلنا، والتجوُّلِ في البساتين الخضراء الكبيرة المدى.
وَقَع في روحي فجأة الكابوس الذي انتابني لسنوات طويلة بضياعي أنا وأشقائي في منتصف البساتين الخضراء الكبيرة خصيصاً أراضي القمح الذهبية التي تعانِقُ السَّماء بشموخ.
يُعيدني إلى الواقع سقوطي المفاجئ أَثَرَ إنزلاق قدمي بالطِّين اللَّزِج والوحل، وتحاصِرها حجرة ضخمة فلا أعود قادرة على الوقوف من جديد.
أبكي بحرقةٍ ووجع لا لأن قدمي تؤلمني بل لشعوري بالضَّعفِ والهوان، أمام حُلمي وأملي بالعودة نحو منزل العائلة الدافئ.
- النورُ في قلوبنا لا في الطريق..
بهذه الكلمات أعادني للنظر نحو السماءِ من بعد انحناءٍ خيبةٍ وحُزن، وبيده يرفع الحجرة عن قدمي لأقف من جديد.
وأنا أتأمل ملامح وجهه التي تَبدَدت لإشراقة أمل، وهو يكملُ حديثه الذي بدأ به: أخبرتينا أنَّك قادرة على إرشادنا للطريق الصحيح، ونحن آمنا بِكِ وصَدقناكِ فامضِ بنا يا شقيقتي.
إقتربَ الآخر ومسح بكفِّ يده دموع عيني المُنهمرة وعانقني بِشدَّة وهو يشدَّني بثقة نحو المُقدِّمة وهو يربِّتُ على كتفي مؤكداً كلام شقيقنا الأصغر.
- لن أَخذِلَ ثقةَ عائلتي بي مهما كان الأمرُ صعباً، انتظري يا أُمي نحن قادمين إليكِ. همستُ داخلي بصوتٍ قوي.
وأنا أُمسِك أيدي شقيقيَّ لأعبر الأزقَّة الضيقة من خلال حبَّاتِ المطر المُتساقطة معلِنة بداية جديدة نحو عهدنا القديم.
لقد وصلنا قفزتُ فرحاً معانقة جدران منزلنا الخارجية، وبيدي أطرق فوق الباب بطربٍ وشوقٍ فائضٌ عن الرُّوح مُعانِق للحياة.
بضع دقائق فصَلَت عن فتحِ الباب ورؤيتنا لوالدي بشعره الذي غزاه المَشيب، قبل أن يدعونا للدخول بسعادة غامرة.
كان المنزل لم يمسَّه شيء على عهده القديم، تجلسُ أُمِّي بجوار المِدفأة تقرأُ القُرآن بخشوع وتُرتِّل آياته وهي تبعثُ بدعواتها نحو السَّماء.
هذا الحُلُم الذي يروادني منذُ مغادرة شقيقيَّ نحو بلاد الغربة، أن أكون حاملة القنديل التي تُعيد لوالديَّ الأمل والحياة، بعودة شملِ عائلتنا كعهدنا القديم.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

587 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع