آخر الموثقات

  • إحذر و تيقن
  • ستجبرون...٤
  • حسنًا.. إنها الجمعة..
  • لا تحزني يا عين..
  • حبل الذكريات
  • [النقطة التي أكلتني] قصة قصيرة 
  • الاستقرار سنة كونية واجتماعية  
  • أتسمح لي..
  • فنجاني وحده يعرفني
  • هل هذا …..إنتصار ؟!!!!!
  • صرخة حوائط
  • هل يمكن حقًا تركيب جيب فستان من الخارج بدون أي خياطة مرئية؟ 
  • لا مبالاة ...
  • وأنتَ ملاذي...
  • ٣ كيلو لحمة
  • يتوسدون المياه والأوحال ويلتحفون الزمهرير
  • الثانية فجرا: وعلى سبيل الاعتراف..
  • عمر الحب ما شفته مشين
  • لزاما عليك ألا تعجز ... 
  • لعنة المعرفة
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شحاتة
  5. حوار مع زعفرانة .. الجزء 14

-إيه الصوت اللي خارج من أوضتي ده يا زعفرانة؟

=حمد الله على السلامة، متشغلش بالك أنت لسه جاي من برَّه، يادوب تلحق تغيَّر هدومك عشان تفطر، المغرب قرَّب يأذّن.

-سيبك من الفطار دلوقت، بجد إيه الصوت ده، أوعي تكوني عاملة حاجة في عُمَّار المكان زي عوايدك.

=لا مش هعمل فيهم حاجة في رمضان متقلقش، لما أتضايق منهم هقول اللهم إني صائمة.

-ربنا يقوّي إيمانك يا حاجة زعفرانة.

=رمضان كريم.

-الله أكرم، كل سنة وأنتِ طيبة.

 

***

 

=هتفطر إيه؟

-أنا مستني الدليفري، المغرب أذن ولسَّه موصلش، زمان عنده طلبات كتير وهيتأخر في توصيل الأكل.

=ما أنا قلت لَك أطبخ لَك وأنت قُلت مش هاكل من إيد عفاريت، والنتيجة أهي، المغرب أذن والأكل موصلش.

-عادي يا زعفرانة، هفطر على كوباية مَيَّه لحد ما الأكل يوصل.

=ما بلاش سيرة الكوباية دي إحنا في رمضان.

-دي كوباية المَيَّه مُش الكوباية بتاعتك.

=ولو برضه، بلاش السيرة دي.

-طيِّب مش هتقولي برضه إيه النَّكش اللي في أوضتي ده؟

=زمانه خنَّاس بديل ولا حاجة، ركّز أنت بَس في الدليفري بتاعك، رن على المطعم خليه يستعجله.

-ولا هرن ولا حاجة، يوصل وقت ما يوصل الدنيا مش هتطير، بس يعني المغرب أذِّن وأنتِ مفطرتيش، هو أنتِ مُش صايمة ولا حكايتك إيه؟

=إزاي مش هصوم يعني، ده اسمه كلام برضه؟ أكيد صايمة وجرحت صيامي كمان.

-إزاي ده؟

=شمّيت شوية بخور أول ما المغرب أذِّن.

-صحيح ده أنا نسيت إن البخور وجبتك المفضلة.

=وعاملة عصير زمباع، تحِب أجيب لَك شوية على ما الأكل يوصل.

-زمباع إيه بس اللي هشربه، لأ طبعًا.

=ده المشروب الرسمي عندنا في رمضان، زي قمر الدين وتمر هندي عندكم كده.

-اطلعي من دماغي يا زعفرانة، مش هشرب أنا الكلام ده، وبعدين إحنا في رمضان ومعنديش طول بال للرغي، واخدة بالك يا زعفرانة؟

=خلاص هسكت.

 

***

 

-مالك ومال الشباك يا زعفرانة، يا ترى واقفة عنده بتعملي إيه؟

=عايزة ألمَح موتوسيكل واقف أو دليفري جاي، بس مش شايفة حاجة.

-المطعم في الشارع اللي ورانا، والدليفري بييجي على رجليه، أكيد مش هيعطل موتوسيكل عشان خطوتين.

=بس برضه مفيش حد.

-طيِّب اقفلي الشباك وادخلي، أنتِ عارفة إني بتضايق من الشبابيك المفتوحة.

=وآدي الشباك اللي مضايقك، ما تجيب لَك صفِّين طوب واقفله أحسن من كل ده.

-فكرة يا زعفرانة، بعد رمضان أوعدك أفكَّر في الموضوع ده.

 

***

 

-في حاجة غريبة في الأوضة، وبرغم كده دخلت وخرجت ومشوفتش حاجة، مش هتقولي إيه الصوت ده؟

=أنت بَس لو تركّز مع الدليفري اللي لسَّه مجاش وإحنا داخلين على أذان العِشا يكون أحسن، وبعدين زمان الست لطفات بتعمل حاجة في البلكونة بتاعتها والصوت مسمَّع في أوضتك.

-الست لطفات بلكونتها بعيد عن أوضتي يا زعفرانة، ولو كانت في وش أوضتي كان زماني بايع الشقة من زمان وماشي.

=حد يبيع شقة بحري برضه؟

-بلا بحري بلا صحراوي، أنا مش ناقص صداع.

=فين الصداع بس؛ ده حتى إحنا في رمضان ومتخانقتش مع شكري جوزها غير خناقة واحدة بس.

-هو إيه اللي خناقة واحدة بس! هُمَّا عاملين تارجيت للخناقات بتاعتهم ولا إيه.

=أنا أقصد إنهم مهدِّيين اللعب، أصل من وقت ما أنت مشيت بعد السحور، وسمعتها بتصحِّي شُكري جوزها وبتقول له قوم يا راجل الفَجر لسَّه عليه ربع ساعة.

-إيه ده؛ هو شُكري جارنا بقى بيأذِّن في المسجد اللي جنبنا ولا إيه؟

=وهو إيه علاقته بالأذان، ده حتى ميطولش الميكروفون!

-أومال بتصحّيه قبل الأذان ليه؟

=عشان يتسحَّر.

-أها، وبعدين يا زعفرانة، إيه اللي حصل؟

=المهم قالت له على ما تغسل وشَّك وتفوق أكون جهِّزت السحور.

-ست أصيلة بصحيح.

=بَس بعد شوية بقى الخناقة قامت ما بينهم.

-خير يارب.

=أصل بعد ما شُكري جارنا قعد على السحور شرب العصير اللي قدامه، وساعتها سأل الست لطفات هو التُّمر هندي طعمه عامل كده ليه، قالت له: أنت شربت العرق سوس بتاعي يا راجل يا طِفِس، وقامت ماسكة فيه.

-مسكِت فيه عشان عرق سوس!

=أصل أنت متعرفش اللي فيها، شُكري جارنا مجابش ياميش رمضان غير ليلة امبارح، وعلى ما طلع بُه على السلم أنفاسه اتقطعت، ولمَّا الست لطفات جردت الياميش لقت إنه نسي العرق سوس.

-هي جردت الياميش؟

=بالورقة والقلم، واتأكدت هو جاب كل الياميش اللي طلبته ولا لأ.

-ولجنة الجرد برئاسة الست لطفات عملت إيه لما لقت إن شكري جوزها ناسي العرق سوس.

=مسكت في خناقه وطلبت منه ينزل يشتري، بس قال لها إنه مش قادر ينزل وهيجيب بُكره بعد الفطار، اللي هو النهاردة يعني، بَس هي مصمِّمتش على كلامها.

-عملت خير.

=أصل كان عندها شوية عرق سوس من رمضان اللي فات، وعملتهم بقى على السحور، قام شكري جوزها شاربهم بالغلط، أصله مكانش لسَّه فاق من النوم ومأخدش باله، عشان كده اتخانقوا.

-والله أنا شايف إن الخناقات بتقوم بين الست لطفات وشكري جوزها عشان أسباب منطقية ومُقنعة بصراحة.

=ما أنت حُط نفسك مكان الست، معندهاش غير شوية عرق سوس عاملة حسابها تشربهم على السحور قام شُكري شاربهم.

-صدقيني يا زعفرانة يا مخبولة لو قُلتي حُطي نفسك مكان الست تاني هحُطك تحت الكوباية ومش هتخرجي غير على صلاة العيد.

=أنا مقصدش اسم الله على مقامك، أنا بقصد بس إنها اتصدمت.

-ما تتصدم يا زعفرانة، أنا أصلًا مالي ومال العرق سوس والتمر هندي والكلام ده!

=فكرتني، أصلها بقى مسكت التمر هندي بتاع شُكري جوزها ودلقته في الحوض، وقالت له مش هخليك تتهنَّى عليه.

-جبروت الست لطفات دي، طيب ما كانت تشربها وتخليه يتحسَّر على التمر هندي أكتر.

=لأ أصل هي مالهاش في السكريات زي حالاتك كده.

-تاني يا زعفرانة؟

=أنا آسفة ما أنت عارف إن لساني بيلوِّش وبيقول أي حاجة، المهم لما الست لطفات دلقت التمر هندي في الحوض، قام شُكري جوزها ماسك البيض المسلوق وحادفه من الشباك وقال لها: وآدي البيض اللي أنتِ بتحبيه.

-دي عالم فاضية بقى.

=عقلهم صغيَّر.

-وأنتِ اسم الله على عقلك، ربنا رزقني بجيران مجانين وعفريتة هبلة.

=اللهم إنّي صائمة، مُش هرد عليك.

-ردَّت المَيَّه في زورك يا بعيدة.

=برضه اللهم إني صائمة، بَس المشكلة بقى إننا اتأذينا في الخناقة دي.

-اتأذينا إزاي يعني؟

=أصل في بيضة من اللي اتحدفت جت في الشباك بتاعنا، وأنا بفكَّر أنتقم من شُكري جارنا.

-تنتقمي منه إزاي يعني يا زعفرانة.

=بفكَّر ألبِسه.

-تلبسيه إزاي هو شِبشب يا زعفرانة؟ وبعدين ما كفاية الست لطفات نفسها لبساه، هيبقى أنتِ وهي على الراجل!

=على رأيك، وبعدين وفَّرت عليا المجهود.

-مجهود إيه اللي بتتكلمي عنه؟

=وهو أنت فاكر اللبس دَه بالساهل؟

-أومال يعني فَحت ورَدم؟

=أصعب بكتير من الفَحت والرَّدم، أصل محدش يعرف إن الجِن والعفاريت بيعتبوا أكتر من الناس اللي بيلبسوهم.

-يا سلام!

=مش مصدَّقني؟ تخيَّل كده تبقى جِن أو عفريت وتلبس واحد، وطول ما هوَّ صاحي تفضل صاحي عشان تقرف فيه، وأول ما ينام برضه تفضل صاحي عشان تقرفه في أحلامه، لأ وإيه بقى، أول ما يتعرف إن عليه جِن أو عفريت، تلاقي كل شوية شيخ داخل وشيخ خارج، واللي يرُش عليك مَيَّه مقري عليها، واللي يقول له استحمى بمَيَّه وملح، واللي يجيب خرزانة وينزل ضرب فيه والضرب ييجي فيك أنت.

-زي الخرزانة اللي الست لطفات اتروَّقت بيها كده.

=اسم الله على ذاكرتك، وكله كوم بقى، ولو الشيخ طلب من الملبوس يدخل المقابر بالليل، ده كوم لوحده.

-إيه اللي بيحصل يعني؟

=دي بتقوم فيها حروب والقبائل بتيجي لبعضها عندنا، ما هو الجِن أو العفريت بيبقى مُكلَّف بالملبوس، وبيفضل معاه، ولو دخل المقابر لازم يدخل وراه، وساعتها بقى جِن المقابر بيبدأ يحاربه، وبيعتبر إنه بيخترق حدود القبيلة بتاعتهم، والملبوس بقى يتعالج من هِنا، والعداوة تفضل قايمة بين قبائل الجِن من هنا.

-وهيجرى إيه يعني لو وفَّرتوا على نفسكم وبطَّلتوا تلبسوا الناس.

=ونسيب أكل عيشنا يعني؟ ما هو دَه شُغل عفاريت وجِن كتير.

-ما أنتوا بتأذوهم يا زعفرانة يا لئيمة.

=صدقني إحنا بنتأذي أكتر، بس أكل العيش مُر بقى العفاريت هتعمل إيه، اسكُت أنت متعرفش حاجة.

-عاجبك كده، فضلتي ترغي لحد ما العِشا أذِّنت.

=سمعاها، وبرضه الدليفري لسَّه موصلش.

-أيون ملاحظ، مش عارف إيه الحكاية.

=كلِّم المطعم عشان كده تهريج.

 

***

 

-آلو؛ لو سمحت أنا طالب أوردر من بعد العَصر وميعاد وصوله المفروض قبل المغرب، ودلوقت العشا أذِّنت.

-عنوان الأوردر فين يا فندم؟

-العنوان في الشارع اللي وراك، يعني مفيش مُبرِّر إن الأوردر يتأخر بالشكل ده، أنا كده مش هطلب من المطعم تاني.

-إحنا بنتأسف يا فندم التأخير غير مقصود، بَس الدليفري اللي طلع لحضرتك مختفي من وقتها ومش عارفين نوصل له، وكل الأوردرات اللي معاه أصحابها بيشتكوا.

-إزاي اختفى يعني؟

-دَه اللي حصل يا فندم، تليفونه غير متاح وهو فَص ملح وداب، بَس متقلقش يا فندم جاري تجهيز أوردرات تانية وهتوصل حضرتك.

-طيِّب يا فندم شكرًا.

 

***

 

-أنتِ يا هبابة.

=نعم.

-نعم الله عليكي، مش هتقولي بقى الصوت اللي خارج من أوضتي ده بتاع إيه؟

=ما أنا قلت لك، زمانه خنَّاس بديل ولا حاجة.

-ده أنا اللي هحبسك تحت الكوباية وهحبس معاكي خنَّاس بديل لو مقولتيش ده صوت إيه، ولو صاحب الصوت ده مظهرش يا زعفرانة نهارك مش فايت ويومك معايا هيبقى أطول من ديلك ده.

=خلاص، أهو متنيِّل ظهر في الأوضة.

 

***

 

-الله يخرب بيتك، أنتِ واخدة الدليفري أسير؟

=هو دَه الدليفري؟

-أومال اسكوتر!

=أنا معرفش إن دَه الدليفري.

 

***

 

-هو حضرتك بتكلم مين يا أستاذ؟

-أها، عندك حَق ما هو محدش بيشوفها غيري، أنا بكلم نفسي، اعتبرني مجنون، أنا آسف يا حضرت وصدقني هبعت اعتذار رسمي للمطعم.

-هو إيه اللي حصل أنا مش فاهم حاجة، أنا يادوب رنّيت الجرس لقيت نفسي متكتِّف التكتيفة السودة دي في الأوضة، وحضرتك دخلت كذا مرة وكلمتك وأنت ولا عبَّرتني، هو أنا دخلت هنا إزاي؟

-ما هو أنا هفهِّمك، أصل الشقة عندي فيها خاصية جذب زي الثقب الأسود كده، من وقت ما كان عايش معايا صديق بيشتغل في الفيزيا وعمل تجربة غلط والدنيا بايظة عندي، تصدَّق يا حضرت إني بدخل أستحمى في الحمام وبعد ما أخلَّص وأفتح الباب وأخرج، بلاقي نفسي طالع من المطبخ، يعني الحمام والمطبخ عندي داخلين في بعض.

-خُد يا عم الأوردر بتاعك، دي إيه شقّة المجانين دي.

 

***

 

-عاجبك كده يا لئيمة؟

=هي إيه التجربة الفيزيائية اللي حصلت عندك دي؟

-أهو أي كلام والسلام، أومال هقول له إيه، في عفريتة عايشة معايا وهي اللي عملت فيك كده؟ عايزاه يقول عني محنون!

=وهو كلامك ده اللي كلام عاقلين؟

-ما هو أنتِ السبب يا هبابة، بوَّظتي علاقتي بالمطعم، ابقي قابليني لو طلبت أوردر تاني والمطعم بعته.

=وإيه المشكلة المطاعم كتير، أو أنا أطبخ.

-ده بعينك يا زعفرانة، والأوردر كمان برِد وبقى تلج، أشوف فيكي يوم يا زعفرانة يا لئيمة.

=ولا تزعل نفسك هنفخ لَك فيه هيسخن ويبقى زي اللي طالع لسَّه من الفرن.

-هو أنا عيني مطروفة هتنفخي فيها، وبعدين هتنفخي فيه هيتحرق، ابعدي عشان أنا مش طايقك.

=بعدت خلاص.

-أنتِ ليه عملتي كده في الدليفري يا زعفرانة؟

=ده أنا كُنت فكراه بَصَّاص.

-إيه البصَّاص ده؟

=جاسـ..ـوس يعني زي ما بتقولوا عليه عندكم.

-وبذكائك كده هيكون جاي يتجـ..ـسس على إيه عندي؟

=ده أنا افتكرته جاي يتجـ..ـسس عليا أنا.

-ليه إن شاء الله. 

=أصل من كام يوم كده، وصلني خبر إن عشتاروش عاملة مشاكل في القبيلة عندنا.

-تطلع مين عشتاروش دي كمان!

=عفريتة، بس الله لا يوريك، عفريتة كيَّادة وبنار، غيورة وحقودة، قالت لهم اشمعنى زعفرانة تطلع تشتغل براحتها برَّه في عالم البشر وأنا أفضل أفحَت هنا في القبيلة.

-وإيه علاقة الكلام ده بالدليفري اللي جايب لي الأكل؟

=أصل بعدها عرفت إنها ناوية تبعت بصَّاص يعرف أنا عايشة فين وبعمل إيه، ومن وقتها وأنا قاعدة ورا الشباك أراقب أي حد ييجي كده ولا كده.

-أنا معدتش عارف أنتِ قاعدة ورا الشباك تشوفي البصَّاص بتاعك ولا تنقلي أخبار الست لطفات بتاعتك، أنا زهقت منك يا زعفرانة.

=لأ في الوقت ده كنت قاعدة براقب البصَّاص، وأخبار الست لطفات كُنت بتابعها مع المُهمة بتاعتي، حاجة على جنب يعني، لقيت بقى الباب بيرن، بصيت من العين السحرية شُفت دَه واقف ومعاه علبة في إيده، قُلت ده أكيد البصَّاص ومتنكّر، قُمت عاملة معاه بالواجب.

-ده الدليفري يا فالحة، وده الميعاد اللي المفروض يوصَّل فيه الأكل، ومن سوء حظه النحس إني اتأخرت في الطريق وهو وصل قبلي، وسيادتك بقى شغلتي عقلك واتعاملتي.

=وأنا أعرف منين يعني الدليفري؛ وبعدين أنا مش متعوِّدة إن في دليفري بييجي هنا.

-ما هو أنا مُش بطلب دليفري غير في رمضان، وأنتِ عملتي الواجب وبوَّظتي علاقتي بالمطعم، والدليفري أخد فكرة إن دي شقة مجانين، وفوق كل ده، جوَّعتي الناس اللي طالبه أوردرات، وزمان صيامهم ضاع على الشتيمة في المطعم والدليفري.

=ما تطبخوا في البيوت، إيه الموضة بتاعة المطاعم اللي طلعتوا فيها دي!

-أنتِ بتعلّي صوتك يا بنت الحاج حبهان والحاجة مستكة؟

=لأ مش هنطق؛ وهعترض اعتراض صامت.

-يكون أحسن.

=حطيت لساني في بوقّي أهو.

-وتحُطي ديلك كمان في بوقّك، مشوفش أي حاجة منك طالعة.

=لأ كده الدايرة هتقفل.

-دايرة إيه اللي بتتكلمي عنها؟

=مُش إحنا مخلوقين من نار؛ يعني من طاقة، زينا زي الكهربا، ولو حطيت ديلي في بوقّي الدايرة تكمل وتحصل عندي قفلة زي اللي بتحصل عندكم في الشقق.

-خلاص يا زفتة بطلي رغي، وبعدين حلوة المعلومة دي، هخليكي نايمة وأنا اللي هحط ديلك في بوقّك عشان تتفحَّمي وأخلص منك.

=أهو دَه عيب بقى إن الواحد يطلَّع أسراره لحد.

-خلاص خلصنا، وبعدين لمّي ديلك ده، بقالي سنة بقول لِك الأنثى بيظهر منها الوجه والكفين بس، يعني ديلك ده عورة والمفروض ميظهرش، وأنتِ ولا سامعة الكلام.

=خلاص هشوف أي صرفة فيه.

-مُش أنتِ في مرَّة يا زعفرانة قُلتي إنك بعتّي تشتري غطا لديلك من القبيلة عندكم؟ فين الغطا ده؟ ولا كنتي بتشتغليني.

=دَه من زمان، هو أنت لسَّه فاكر؟

-أنا مش بنسى وأنتِ عارفة، فين الغطا؟

=اتمسك في الجمرك العفاريتي.

-ده اللي هو إزاي إن شاء الله!

=أصل قالوا ممنوع يخرج لحد برَّه القبيلة، قُلت أجيبه تهريب، بَس اتقفش بقى في الجُمرك.

-طيب شوفي صرفة بقى إحنا في رمضان، وديلك رايح جاي عامل زي حبل الغسيل المقطوع.

=هشوف أي حاجة قديمة من عندك أفصَّلها على مقاس ديلي.

-ماشي يا زعفرانة، بَس متاخديش حاجة غير لما تسأليني، بدل ما تنيِّلي الدنيا زي عوايدك.

=لأ اطِّمن هو أنا صغيَّرة!

-يا نافوخ أبويا ياني!

=هو أبوك جاي يتسحَّر معاك؟ اطلب بقى من المطعم عشان إحنا داخلين على السحور، على ما أبوك يوصل يكون الدليفري وصل.

-يلا يا بنت الـ...

 

***

 

=ارفع الكوباية دي.

-بقى بتخطفي بتاع الدليفري يا زعفرانة؟

=وهو أنا كنت أعرف منين إنه دليفري، أنا افتكرته بصَّاص.

-يعني اتعميتي، مُش شيفاه واقف بالأكل قدام الباب؟

=ده أنا افتكرت اللي في العلبة جهاز تسجيل عفاريتي جايبه عشان يسجِّل لي ويسمَّع عشتاروش.

-مُش بقول لِك بقيتي عفريتة مصدِّية يا زعفرانة، يعني مش قادرة تشمّي ريحة الأكل في العلبة؟

=ما أنت عارف إني كُنت صايمة، يعني كل حواسي واقفة ومش شغالة، وبستعيد قدراتي العفاريتي بعد ما بشِم البخور، والمغرب مكانش لسَّه أذِّن ولا شميت ريحة البخور لسَّه.

-تقومي عاملة كده في الدليفري؟ الراجل لما ظهر وشُّه كان مخضوض من اللي حصل وكان ناقص يعملها على نفسه.

=ما هو عملها فعلًا وأنا نفخت فيه نشِّفت هدومه.

-وعشان كده يا زعفرانة مش هتخرجي من تَحت الكوباية.

=ارفع الكوباية، خناقة السحور بدأت بين الست لطفات وشُكري جوزها، عايزة أطلع أشوف إيه اللي بيحصل.

-يعني كل اللي هَمِّك تشوفي الخناقة، طيب يا زعفرانة مفيش خروج غير لمَّا أستلم الأوردر من الدليفري بكره، أصل نويت أطلب من مطعم تاني، ولأني مش بضمن الطريق وممكن أرجع متأخر تاني، مش هعطيكي فرصة إن الدليفري يقع في إيدك مرة تانية، عشان أنا حافظ دماغك وعارف ذكائك كويس.

=يعني إيه؟

-يعني أنتِ هتفضلي تحت الكوباية لحد ما أستلم فطار بُكره.

=طيِّب لو سمحت اقف أنت ورا الشباك شوف الخناقة وابقى احكي لي اللي حصل.

 

تمت...

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

558 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع