تجلس هناك، على طاولة الزمن، وكأنها انبثقت من لوحة مرسومة بريشة حلم قديم. عيناها، لؤلؤتان في بحر من الغموض، تحملان أسرارًا لا تُحكى، وأحزانًا تهمس بها الريح حين يغفو الليل.
كأنها لوحة خرجت من قلب الزمن، بملامح من نور وظلال، تأسر القلب قبل العين. في عينيها سر غامض، نظرة تحمل دفء الحكايات القديمة، وهدوء المساء حين يلامس البحر.
القفازات البيضاء فى يديها كزهر اللوز في الربيع ، وكل حركة منها نغمة تعزفها أصابع القدر على وتر قلبي. كيف لامرأة كهذه أن تكون مجرد واقع؟ أليست هي وهماً خلقته الأمنيات؟
أنا هنا، على الطرف الآخر من الحلم، أراقبها من خلف ستار المستحيل. أريد أن أقترب، أن أقول لها إن جمالها أشبه بقصيدة لم تُكتب بعد، ولكنني أخشى أن تهرب مني كضوء الفجر حين يحاول الليل احتضانه.
"ذات القفاز الأبيض"… هكذا أسميتها، وهكذا ستبقى—ذكرى لامرأة لن تكون لي، وحلمًا لن أستيقظ منه أبدًا.