كيف ترين حالي يا أمي !
اني عليل ارتجي الصبر علي ما أصابني وقلبي المحارب فر من المعركة هارباً لا منتصراً ولا مهزوما .
انني اشتاق يا أماه ليوم مضي عليه سنوات ، ليوم كانت أحضانك أعظم ملاذ لروحي .
أخبريني هل ينجو الإنسان من يأس روحه ؟
هل يترك خلفه كل ما يرجو ويمضي بلا شيء .
هل يعود القلب إلي أمانه الذي فقده في غفلة منه في زحمة الأيام ! .
ثمة أصوات غريبة حولي يا أمي .
أحيانا تدهشني صلابتي يا أمي .
أراني في بعض النصوص وأقرأ نفسي في كلماتها .
كلما حصلت علي شيء يفقد قيمته.
لازلت افضل الجلوس بمفردي في غرفتي .
يؤلمك وحدتي ويؤلمني الونس الكاذب يا أمي .
أرتدي ثياباً بالية مليئة بذكريات سعيدة جداً .
أظهر في مواقف سخيفة أتمني الاختفاء منها واقتلاع الحدث من جذوره إن استطعت.
أواجه أمورا تبدو للبعض تافهة ولكنها تستهلك ما تبقي مني.
حزين علي ما مضي أسف علي ما يأتي .
وجهي شاحب في الصباح وبالليل يبدو القمر في تمامه .
لعنة التفاصيل تهاجمني يا أمي .. تخلق لي أجنحة ثم تهوي بي إلي قاع البحر.
أنا في المنطقة الرمادية يا أبي
اجثو علي ركبتي حاملا همي وألمي من الحياة .
يضحكني ألمي فقط ويبكيني شقاء من حولي .
ما بك يا أبي تلومني فقط !
آذانك صماء في سماع دفاعي وعقلك قاسي في الحكم .
لماذا تجلد جثتي يا أبي وقد جئتك قتيلا من هول الحياة وقسوتها ؟
أحتاج حضنك يا أمي كلما نظرت في وجه أبي .
(تعلمت )هذه الكلمة تخيفني بقدر ما تسعدني .
داخل نضجي خبأت كثيراً من الخيبات المتكررة وهجر الأصدقاء وفقد الأحبة .
والاكثر إيلاماً هو اللوم الدائم علي قلبي الصغير الذي يجهل خبث العالم وأكاذيبه ..
إلي متي يا أخي تمل بوجهك عني !؟
هذه الحياة تخيفني يا أخي .
كف يدك عني لقد خانني جسدي ولم يقوي علي تحمل الألم ، أحتاجها فقط تمسك بيدي بحب وسلام ..
تربت علي كتفي في منامي .
ابحثوا عني يا أخي في دفاترنا القديمة، ستجدونني هناك حبيسة لبيت كان يجمعنا وضحكة كانت ترسم حلو الحياة رغم مرارتها .
أصبحت تختبئ مني في طيات النسيان يا أخي , ولكني أعيدك منها جبرا وأدنو منك طوعاً وأخبرك أنني لا أستطيع أن أحيا بدون هذا الرباط بيني وبينك ولكنك تغادرني وأنت تتذمر .
ما بك يا أبن أبي ألا تعلم أن هناك يوم ليس ببعيد لن تراني , فلم العجلة علي أمرك تريد وداعي وأنا حي قبل الموت .