آخر الموثقات

  • شهيد المعبر 149
  • الصبر على البلاء والحرمان: امتحان القلوب وصقل الأرواح
  • فوانيس مصر في رمضان 
  • العمل عن بُعد
  • فستان فرح 
  • طريق ومنحنيات
  • قلب وعقل 
  • أهو الإنسان؟!
  • نجاح بطعم الفشل
  • التيك توك .. مقزز
  • إلى صاحبةِ الحُزنِ الطويلِ
  • الهدف التوعية
  • محتوى بلوجر قبيح و معيب
  • هل الوهم يرسم، يا يحيى؟
  • مبروك أنت ممسوس
  • نجمة أمل
  • وميض ومضة غرام
  • ذلك الصباح البعيد 
  • ‏في أوروبا استطاعوا تحويل الزبالة لطاقة كهربائية‏
  • التوازن بين الابتكار والحفاظ على الأصالة
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة نورا صادق
  5. لماذا هرب الشباب إلى الشات؟

لا ننكر أن التكنولوجيا الحديثة لها أثر كبير في تيسير حياتنا، فقد ساعدتنا على إنجاز المهام بسهولة، سواء على المستوى الشخصي للفرد أو على المستوى المجتمعي، فقد دخلت وسائل التواصل إلى أروقة الأجهزة الحكومية والمؤسسات، وشكلت أداة فعالة للتواصل بين
المواطنين وقطاعات الدولة المختلفة فيما يتعلق باستخراج الوثائق الرسمية وخلافه، كما قدمت وسيلة للترفيه والتعبير عن الرأي للعديد من المستخدمين.
وانجذب إليها الناس من جميع الأعمار صغارًا كانوا أم كبارًا، ومنهم من يحسن استخدامها والاستفادة منها، ومنهم من يهدر وقته في نقاشات لا جدوى منها، ولكن الأخطر من ذلك لجوء الشباب في عمر الزهور لهذا العالم الافتراضى، وبالطبع لا نرفض مسايرة ما تقضيه
تطورات العصر الحالي، إلا أننا نرفض تمامًا أن تكون حوارات الشات هى الملجأ والملاذ للشباب.
وهنا يجب أن يستوقفنا سؤال في غاية الأهمية “لماذا هرب الشباب إلى الشات؟
أهم يهربون من واقع مؤلم لعالم افترضوا أن يجدوا فيه بُغيتهم؟
أم أنهم بحثوا عمن يُصغي إليهم ويرشدهم بين صفحاته؟
وإذا ما حاولنا الإجابة فالخيارات كلها أحلاها مر، فنحن من تركنا أبناءنا يلجأون لمن لا نأمنهم ومن نجهل أفكارهم، ولا شك أن الأوضاع الاقتصادية في الوقت الحالي فرضَت على البيت المصرى تغييرات عصفت بكيانه، فاختفى مشهد التفاف الأسرة حول مائدة الطعام كل
يوم، واستهلك السعي لتلبية احتياجات الأسرة الكثير من وقت الآباء والأمهات، فلم يعد الأهل يملكون رفاهية الوقت للجلوس مع أبنائهم والتحاور معهم ومناقشة مشكلاتهم الخاصة وتصحيح مفاهيمهم إذا ما اختلط عليهم الأمر أو تعثر تفكيرهم يومًا ما، وصارت لقاءات الأسرة عابرة حسبما يسمح بها الوقت المتبقي بعد معارك الحياة اليومية.
وما يدعو للانتباه بحق هو التغيير الذي طرأ على أفكار الأبناء ونلاحظه هذه الأيام حتى باتوا يرفضون الاستماع لنصائح الآباء، فهم يرون من وجهة نظرهم أن هذه الإرشادات قد عفا عنها الزمان، وأصبحت لا تناسب العصر الحالي، وقد يستند البعض إلى القول المأثور:
"لا تقسروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم"، فليس المقصود التخلي عن توجيه الأبناء وتوجيههم، وإنما تدعونا هذه المقولة إلى تقبل اختلاف العادات والطباع بين الأجيال، فربما تقبلنا في الماضي ما لا يتقبلونه الآن مما يوجب التزام المرونة في التفاهم معهم، ورغم أن التغيير أمر طبيعي، فإن مكارم الأخلاق والسلوكيات الراقية لن تتغير مهما تعاقبت العصور والأزمان، فهي ثوابت لن يصيبها الهَرَم أبدًا، وأصبح من الضرورى على الآباء تقليل الفجوة بينهم وبين أبنائهم وتقريب لغة الحوار، وألا يكونوا مجرد ألقاب في حياة أبنائهم أو بنوك بشرية يقدمون الدعم المادي فقط، ويتناسون احتياج أبنائهم لعاطفة الآباء خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة، وكذلك الاحتياج النفسي في مراحل المراهقة، فكم من كوراث كاد أن يقع فيها أبناء لولا متابعة الآباء لهم، فأبناؤنا تتشكل كثير من جوانب شخصياتهم بدعم من آبائهم.
ولعل أهم ما يجب أن يسعى إليه الآباء جاهدين هو رفع الوعي لدى الأبناء، فالإنسان الواعي يدرك الأحداث من حوله، ويتحكم في سلوكه، كما أنه لا يترك نفسه فريسة سهلة لمن يريد أن يسيطر
على عقله أو يجبره على تبني الأفكار الشاذة المتطرفة، ولن يتم ذلك إلا بمتابعة سلوك الأبناء ومعرفة المواقع التي يتصفحونها،
حتى لا يجد المتلاعبون مدخلًا إلى عقولهم، وليس المقصود بالطبع مصادرة أفكارهم وتجاهل آرائهم أو النقد المستمر لتصرفاتهم، بل على العكس، إن ترك المساحة لهم للتعبير عن آرائهم ومناقشة أفكارهم يعزز ثقتهم بأنفسهم، كما أن إشعارهم بحاجة المجتمع إليهم ومساعدتهم على اتخاذ القرارات الصائبة سيكون له أكبر الأثر في تكوين شخصياتهم، فينشأ لدينا جيل قادر على تحمل المسؤولية يعرف حقوقه ويلتزم بواجباته، وبالطبع فإن ذلك يحتاج من الآباء
إلى بذل الجهد في تربية الأبناء وتجنب القسوة والغلظة معهم، فهي مدعاة إلى الجفاء والبعد، مع التحلي بالمرونة والصبر، فلاشك أن تنشئة جيل واعٍٍ مستنير ليست بالأمر اليسير.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1274 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع