الفقد شعور لا يمكن وصفه بالكلمات مهما حاولنا. عندما فقدت جدتي، شعرت وكأن شجرة كبيرة كانت تظلّل حياتي قد اجتُثّت فجأة. كانت هي السند، الحنان، والحكايات التي تملأ عالمي. رحيلها كان كأنه قَطع خيط متين كان يربطنا، خيط لم أكن أتصور أنه يمكن أن ينقطع يومًا.
في كل مرة أزور البيت، أشعر بروحها تحوم في المكان. وكأنها لم ترحل أبدًا، وكأن ضحكتها، صوتها، وحتى دفء وجودها ما زالوا يعيشون بيننا. كانت جدتي هي التي ربتني، كنا نأكل معًا، ننام معًا، وفي الليل كانت تروي لي الحكايات التي تحمل الحكم والنصائح التي ما زالت ترنّ في أذني حتى اليوم.
كانت حنونة، تعطي دون مقابل، تنصحني بكل صدق، وتزرع داخلي القوة والشجاعة. افتقدتها بكل جوارحي، وكأن جزءًا من روحي قد غاب معها. ومع كل ألم الفقد، تبقى ذكرياتها أعظم هدية تركتها لي.
ما لم يُقال بعد الفقد هو أن الروح لا تنسى، والقلب لا يهدأ، لكن الذكرى تمنحنا القوة، وكأنها تقول: "أنا هنا دائمًا معك." "وحشتيني يا جده"