أشعر أنني منهكة، وكأن سنواتٍ من التعب تراكمت في داخلي، تستنزفني أكثر مما ظننت. الجروح اندملت، لكن الندوب بقيت، تذكرني بكل لحظة ألم مررت بها، بكل صراع خضته.
جرح الروح... هل له علاج؟ أم أنه مجرد أثر خالد لا يختفي مهما مر الوقت؟ أشعر أنني خرجت من الجحيم، لكنني لا أعرف ماذا أفعل بعد ذلك. أمشي وأفكر، عقلي أمامي، أسمع أفكاري كأنها تتجسد أمامي، أراها واضحة بعدما أزلت ذلك الوشاح عن عيني. لكن لماذا تتردد قدماي؟ لماذا لا أثق في خطواتي كما كنت؟
أحيانًا أفقد نفسي وسط كل هذا، أتوه بين النفوس المتغيرة، وأشعر أنني لولا ذلك النور الذي يهديني، لما أدركت الطريق.
في داخلي روحٌ ملكيّة، عنفوانٌ وشجاعةٌ ولدت في عالمٍ آخر، جاءت إلى هذا الجسد لتستمر، لتثبت وجودها بعد كل حرب خاضتها. أفكاري لا تأتي من العدم، إنها تنبع من عمق روحي، من كل تجربة صنعتني، من كل معركة تركت أثرًا، لكن لم تهزمني.
ورغم التعب، أنا هنا... أبحث عن الثبات، عن اليقين، عن القوة التي علمتني أنني مهما انهرت، سأعود للنهوض من جديد.