هي تلك المتفـردة ، المتجـددة ، سحابـةٌ عاليـةُ المنـال ، بيضـاءُ القـلبِ ، شفافـةُ القالـب ، لا تمنـع خيـرًا ولا تضمـر شـرًا ، وحين ترضى تُمطرُ رِهامـًا، وتُغـدق عطـاءً حتى تفـنى ! ...
هي بحـرٌ لُـجيّ ، في باطنـه عالـمٌ سحـريّ ، سنـاهُ أبيـضٌ سرمـديّ ، هي الشيء وضـده ، ليس تناقضـًا قـط ، بـل جمـالاً وجاذبيـة ..
طفـلةُ عاقـلة ، مجنونـة في قـالـبٍ من الحڪمـة ، هي تلك المبهجـة الضاحڪة الثرثـارة حيـن تحب ، هادئـة لا تڪاد تسمع لها صوتـًا حين تفڪر ، تؤنسـك وتؤانسـك حيـن ترضى عنـك ، وتنسحـب من عالمـك فلا تڪاد ترى لحضورها أثـرًا حيـن يتملڪها الغضبُ منك ...
منفتحـة على العالـم .. في نسـقٍ مأطـورٍ بشريعـةِ رب العالميـن . . متوازنـة بين القلـب والعقـل ، بيـن المنطـق والعاطفـة ..
متجـددة ، ڪل لحظـة تتشڪل بهيئة الحـال ، فيصعـب عليـك وصفـها ، تحـاول .. ثم تڪتشـف أن ڪل ما جـال بخاطـرك نحـوها لم يڪن صوابـًا مطلـق ، بل هـو محـض خيـال !
يُشار إليها بالبنـان تـارةً أنها شديـدة العُجـب بنفسها ، ثم لم يلبثـوا إلا أن يطيبـون نفسـًا بتواضعـها وحُسـن استقبـالها ، بشاشتـها وترحابـها ، فيقولـون :
ظلمنـاكِ يا هـذه وإن بعـض الظـن إثـم ! هينـة لينـة أنتِ لا يشـقى بصحبتـك أحـد ! ...
----
اللوحة بريشتي (Oil pastel colors)