آخر الموثقات

  • سألت الليالي
  • بيني وقلبي عَهدٌ ومِيثاق
  • عايشت ُ وجهك..
  • علوم الطب التجديدي
  • حوار مع زعفرانة ٨
  • لن نسمح للتاريخ بتكرار نفسه
  • تجربة النشر الأولى
  • صبر الأنتظار..
  • ميل هواك ِ ..
  • حوار مع زعفرانة "7"
  • تجاعيد على حجر من ذهب
  • رسالتك الأخيرة 
  • قريه السعداء 
  •  عايزه أقولكم سر
  • ستجبرون -2
  • اللا عشق
  • و مشت تتغنج
  • طفلة 
  • خيال
  • أي الألوان أسلك
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة سلوى بدران
  5. باسقٌ كنخلةٍ

1- أتعرف أنَّك زرتني اليوم؟ كنت هائمة في المنطقة التي تفصل الموت عن الحياة أنغرزُ في عالم الحلم؛ لأراكَ قادمًا نحوي من عالمٍ هلامي، كان وجهك يشبه قمر الدنيا، رائقًا ومغسولًا من هموم صغيرة وكبيرة تعلقت بك في يوم من الأيام، تفتح لي ذراعيك التي تخلصت من الأثقال والهموم الدنيوية التي ما زلنا نجثو نحوها، فكان حضنك دافئًا وعميقًا، وصار صوتك شيئًا آخر ليس كالأصوات التي نألفها، وتترك داخلنا أثرًا من ضوضاء، بل هو منساب كخرير ماء صافٍ ينفذ للأعماق قبل الآذان ...

  متحلقة كنتُ أنا بنجوم الدهشة، وقلبي يرتعش بالفرحة وأنا أقبل عليك، أفتش في وجهك الذي صار متلألئًا كنجوم الليل، وقوامك صار باسقًا كنخلةٍ وارفة تجاوزت كل العوالم، وأنا أنفذ لحضنك تجاوزت الموت والحياة والفناء، وبلاء الأجساد والسموات السبع؛لأحتضن روحك التي عادت تحوم حولي، وتتمثل لي في أحلامي بشرًا، لا هو يحمل سمة الحياة، ولا سمة الموت، هو مخلوقٌ تسامى؛ فكان بشرًا ملائكيًّا.

2ــ عندما ضربتني موجة الحياة على وجهي من جديد، وألقت بي على شاطئها وجدتني أفيق وأنا أبحث عنك، أحاول تجميع الصورة التي ذابت وتلاشت وأنا أفتح عيني؛ فينفذ نور الدنيا ببطء لها، ويبدد صورتك، وترشق عصافير الدنيا ومخلوقاتها ذبذباتها لأذني، وتتقلص أمعائي فأشعر بالجوع؛ ليدفعني لمواصلة السباحة في بحر الحياة.

   أفكر مليًّا كيف أرسم صورة لك، لو كنت بقيت بعالمنا حتى اليوم، أرسم وجهك الذي كان بلون الحنطة التي كانت تشتعل وقت حصادها في وهج الشمس، وأحدد مكان أنفك المستقيم الذي كان شامخًا، وفمك الذي كان مرسومًا كفم نبلاء الفراعين، تتقد نظرة عينيك الواسعتين كجب المترقرقتين كنهر، بإباء وشمم. أفرح، وأضم الوجه الذي تحددت معالمه لقلبي، وأنا أنثر بعض الشعرات البيضاء على الفودين ولا أنسي لمعة الرأس الذي خلا مع الوقت من شعراته، أضحك حين أتذكر تفسير أمي لنا، ونحن أطفال صغار ،حين كنا نسألها عن رأسك الذي خلا من الشعر مبكرًا فتقول: إنَّ ذلك (مؤشرٌ على الذكاء).

    كنا لا نفهم وقتها، فقط نشعر بالفخر؛ لأنَّ أبانا يحمل سمات الحكمة فوق رأسه.

الآن أضع وجهكَ متلألئًا في وسط العائلة تمامًا، وهو مفطورٌ بالفرح، تحيط ذراعك بكتف أمي، وحولكما بناتكما الأربعة، وخلفكما يقف ولداك، وتتحلق حفيداتك الأربعة كزهور فيحاء، ينثرن البهجة للصورة، ويقبلن صورك التي تركتها لأمهاتهن وآبائهن قبل أن ترحل عنا.

  وخمسة من الذكور هم أحفادك الذين صاروا رجالًا. أغمس ريشتي، وأحمل عينيك بنظراتك الملائكية الودودة التي تلفنا جميعًا بنقائها، ونقول لك جميعًا ونحن نرسل لك بفاتحة الكتاب على طبق من فضة في يوم ميلادك الدنيوي التاسع والسبعين:"أوحشتنا"، لتردها لنا موجات من السكينة حين تزورنا روحك في أحلامنا.

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

735 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع