هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  •  أرجوحة 
  • مع خواطر روح آية الدسوقي
  • ذكرى توجع
  • البيض و البشر
  • بين أرطغرل وصلاح
  • لحظة للحب
  • صنع الله
  • عربة القطار
  •  مسلسل أولاد آدم 
  • غيمة خائفة
  • أبناء برج العقرب .. الوقت غير مناسب للبوح بالمشاعر
  • علاقة طاجن البامية بالسعادة
  • لا تكن وعاءا أجوف
  • إن لقلبي ذاكرة 
  • حول شريحة ايلون ماسك
  • حقدٌ دفين
  • نصيبٌ وفقر
  • كان للعيد بهجة
  • الأشباح لا تموت
  • ظلال المدينة القديمة الفصل الثالث
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة شريف ابراهيم
  5. نصيبٌ وفقر

وسط الأزقَّة والحواري في قريته التي لا يتعدى سكانها ألفي نسمة، افترش الأرض بحصيرة مهلهلة، مشققة، التقطتها يداه المرتعشتان من صندوق قمامة في أول الشارع، تمدَّد عليها؛ لعلَّه يشعر بالراحة من بعض خطوات فقط مشتها قدماه تاركًا بيته الذي كان يؤويه، لم يعُد يطيق العيش فيه، بعد أن استحوذ عليه أخوه وأولاده، هم لم يطردوه، ولكن طرده المكان ولفظه، فخرج كارهًا نفسه وحياته، زوجته قد ماتت، وتركته لأمراضه وقلة حيلته، وابنه انطلق إلى المدينة، ومكث بها تحت أحد كباريها الذي اتخذ منه مسكنًا، ويده ممدودة إلى المارة لطلب المساعدة، وابنته هي أيضًا عرفت طريقها، وتزوجت بأحد المطحونين المهمَّشين في الحياة، وارتضت بزوجها ظلًّا دون حائط على الرغم من شظف العيش.

الرجل مُنهك، وحواسه توحَّدت معه، لا تريد مفارقته، يؤلمه بدنه من ثقل أوجاعه، كل ما فيه يئنُّ ويشكو.

لم يعُد يفكر في شيء سوى أن تغفو عيناه قليلًا؛ عزوفًا عن واقعه المرير.

يتقلَّب يمينًا ويسارًا دون نوم، وكأن عينيه تأبيان الراحة، وفجأة يشعر بخطواتٍ تقترب منه، وكاميرا يحملها أحدهم، تصوره، فإذا به مذيع في قناة تليفزيونية، يقدم برنامجًا تحت عنوان «صاحب النصيب»، يسلم عليه، ويقدم له مبلغًا من المال قائلًا له: «نصيبك يصيبك».

دمعت عينا الرجل، وقال: «لا نصيبَ سيصيبني». فتعجب مذيع البرنامج من كلامه، ورد عليه بقوله: «عليك أن تفرح يا طيب.. هذا قسمتك، ورزق بعثه الله إليك، فقل: الحمد لله».

هز الرجل رأسه وقال:

«الحمد لله في السراء والضراء».

ربت المذيع على كتفه وتركه..

انتشر المقطع في غضون ساعات على مواقع التواصل الاجتماعي، ليحصد ملايين المشاهدات..

رجع الرجل ممددًا كما كان، ووضع المال تحت رأسه، وتصالحت معه عيناه، وذهب في نوم عميق، وبعد مضي ساعتين، نهض ليفكر في نصيبه الذي أصابه، بحث تحت رأسه، فلم يجد المال، بكى وشهق همًّا، وزفر حزنًا، ثم قال: «كنتُ على حق، ولم أقُل إلا الصدق، فالفقر قد نال مني، ولم يترك لي حظًّا في الحياة».

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

934 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع