لعلي لم انتبه أن ما أجلت قوله لم يعد بوسعي أن أقوله إلا بعد فوات الأوان..
أتوق إلى الأيام التي أكون فيها كما أنا، على هيئتي التي أحب، بصوره أخفّ، وفي حال أعرفه وتألفه نفسي"
لكن المساء عنيد لم يبقى سارحًا بل نما وجوده من مزايا نفسهِ، لا سارحًا في العَدم.
و الشمس أيضًا تنفلق كُل يوم من قبضة الفجر لتضيئ الكون بشعاعها،
والقمر يعود ويستنير من خلف ذلك الأخدود الغائر ليفرح سُراق القلوب ،
والربيع يخضر من جديد الزمكاني ليجبرنا على أن نخضر ونصفر ونحمر معه ...
والمطر ..قطرة .. قطرة، يترك آثاره السعيدة على الروح، يروي عروق الزهر، وينعش الارض لتُحيا من جديد .
حتى الحرب تعود ، لتُثقل على عنق الشعوب متخذة أحد أكثر أشكالها حدة ،
و العاشق ايضًا في كُلِّ مَرَّة يَنظُر إِلَىٰ مجازات السَّمَاء ، تُجهضُ نَجمَة وتفقس له قصيدةً ليقرأها في نفسه ..
و كَم زهرةً فِي قَلبِ شاعرًا كَانت تخضرُ جُذُورهَا كَلمات؟🤔
كُل شيء عاد ويعود مع الموسم في بلادي ، فنجان القهوة مثلًا ،كفيل بأن يرمم العقل ويجدد الروح ويعيد الحياة ويحلّق بها في أحيانًا كثيرة.
ولكني أيقنت بأن أختي لَن تعود ،
نصيبي من الاستيقاظ المتأخر هو مشاهدتها ترحل فقط في آخرِ الوقتِ
أنها كانت جادة جدّاً جادّة تماماً
مثل نوبةٍ قلبيّة.
كان لابد من شرخٍ ما ..
هكذا أردتها أن تتسلل كالنّور إلى البيت .
كنت أصدق في كل مرة أقول :
إن كل شيء جميل سيعود، و أنا من كان يعطف الطريق عنوة ليعود بي الوقت من جديد لأراها تبتسم ،
حاولت قدر المستطاع ، ولكن قدر المستطاع كان ضئيل بشكل مخجل،
ولكن ماذا عساي أن أفعل؟
وأنا أعرف أن الأشخاص دومًا مهددين بالغياب، و انهم ذات يوم كانوا هنا
في هذا المكان حيث لن يكونوا أبدًا مرة أخرى"
ماذا عساي أن أفعل ؟
وأنا لا أملك رفاهية الإنهيار.. مُجبرة على التجاوز.
ماذا عساي أن أفعل ؟
و الراعي الهزيل في الحقل لا يملك أكثر من المحاولة…
و في نهاية كلّ كلمة أنتِ هنا..
هذا الفعل البسيط يُنقذني.
أما عن لُطف الله لن أجد له مثيلًا …