انتبهوا
————-
كثير جدا أولائك الذين لايعرفون طريقا للمصحف إلا في رمضان ، فإذا انقضى هجروه إلى رمضان التالي ، الذي يعلم الله وحده هل سيدركونه أم لا؟
و هذه هي أكبر مصيبة يمكن أن يصاب بها مسلم ، بعد أن من الله تعالى عليه بفتح مغاليق قلبه بتلاوة القرآن الكريم طوال الشهر الفضيل ، أو في فترات متقطعة منه ..
وانتبهوا كذلك إلى أن هجر القرآن الكريم لايكون فقط بهجر تلاوته ، ولكن بهجر تدبره وفهمه ، والأدهى والأمر : هجر العمل به
، فكل ذلك يصبح حجة على الهاجر يوم القيامة بلا ريب .
وأسأل :
كم يبذل الواحد منا كي يتقن لغة أجنبية ، وأحيانا فقط لزوم الوجاهة الاجتماعية في نظره ؟
وفي المقابل ، كم بذل من عمره لإتقان لغة القرآن الكريم ، التي هي المدخل الحقيقي لتدبر القرآن وفهمه ؟ وكم بذل من عمره ليتعرف على طريقة تلاوة القرآن الكريم تلاوة صحيحة ، وهو مايعرف بعلم التجويد ؟ وقطعا لن أتحدث عن تفسير القرآن الكريم وفقهه وبلاغته ، فهذا مما تفنى فيه الأعمار …
أيها الهاجر للقرآن :
بماذا ستدافع عن نفسك يوم القيامة أمام ربك إذا كنت من أصحاب هذه الآية الكريمة :
" وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا "
لم يعد لأحد أدنى عذر ، فعلى الإنترنت مواقع متعددة لتعليم تلاوة القرآن الكريم ، وتعليم اللغة العربية ، وإذاعة القرآن الكريم تذيع دوما برنامج المصحف المعلم ، وتذيع كذلك تفسير القرآن الكريم للشيخ محمد سيد طنطاوي رحمه الله ،شيخ الأزهر السابق
،وهو تفسير غاية في البساطة والعذوبة!!
يمكنك بأدنى مجهود حفظ آية كل يوم وفهم معناها …
وعلى المحمول يمكنك تنزيل تطبيق المصحف الذهبي الاكتروني أو غيره ، ويتضمن مصحفا معلما لمن تحب سماعه من القراء ، يعلمك كيف تقرأ القرآن الكريم قراءة صحيحة ، ويتضمن كذلك تفسير الآية التي تقرؤها وبلاغياتها وأحكامها بل وترجمتها إلى مختلف اللغات .
يمكنك وباستخدام موبايلك في خمس دقائق فقط كل يوم -يعني الوقت الذي تستغرق أضعافه في أقل شات تدخله- أن تتعلم شيئا من كتاب الله يدخر لك .
وإليك هذه النصيحة المجربة "
👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇
نصف ساعة في اليوم تكفي مع المداومة لمدة عام واحد فقط لأن تصبح من المهرة في قراءة القرآن الكريم ،مع فهم مبسط لآياته ، ليكون ذلك منطلقك فيما بعد لما هو أعمق بطول المدارسة والمداومة ، وهناك من حفظ القرآن الكريم كاملا بعد هذه المدة .
الأمر ليس عسيرا ولاشاقا ، ولكنه يسير على من يسره الله تعالى عليه " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر "
فقط خلص قلبك من من حجب الران والغفلة التي حجبتك عن ربك ، حتى يصبح صالحا لأن تتنزل عليه الأنوار ويكون محلا للتجليات والواردات الإلهية …
ففي قول مأثور عن سيدنا عثمان رضي الله عنه يقول " لو صفت قلوبكم لما شبعت من كلام ربكم "
نعم هذه حقيقة ، جرب ، وستصبح مدمنا لمدارسة القرآن الكريم .
ستشعر كم كنت ميتا بموات قلبك وخلوه من أنوار القرآن !!!
فالقرآن حياة القلوب
وهذا ليس كلاما …..
وها قد بدأت في رمضان ، وإن لم تكن قد بدأت ، فأمامك فرصة فيما بقي ، قم على الفور توضأ وصل ركعتين بنية التيسير والمداومة وابدأ ، ثم داوم ….
داوم حتى ينقشع عن قلبك شيء من ظلماته،
ثم داوم حتى تنقشع كل الظلمات عنه…..
لاتحرم نفسك السعادة الحقيقية ..
، لاتحرم نفسك الحياة ….
فالحياة تعني حياة قلبك…
ولن يحيى قلبك سوى كلام من خلقه الذي قال في كتابه الكريم …
" أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها "
بين أنوار القرب وظلمات الحجب والبعد، فارق ضخم !!!.
وفي حديث شريف يقول صلى الله عليه وسلم " مثل الذي يذكر الله والذي لايذكره كمثل الحي والميت " رواه البخاري
والقرآن الكريم هو الذكر الأكبر …
ثم إن القرآن الكريم هو مفتاحنا جميعا إلى الجنة بغفران كل الخطايا وتساقطها مهما بلغت ، أتدرون لماذا ؟
لقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث شريف " من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لاأقول "الم" حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" الحديث رواه الترمذي وقال حسن صحيح .
فهل يمكن وفق هذا الحديث إحصاء مايحرزه قاريء القرآن من حسنات بقراءة صفحتين أو ثلاث في ثوان معدودات من المصحف الشريف ؟
فما بالكم بقراءة جزء - يأخذ ربع ساعة من الوقت - أو حزأين أو ثلاثة ..
وفي القرآن الكريم " إن الحسنات يذهبن السيآت "
تلال السيئات يذهب ويتلاشى بمداومة قراءة القرآن بلا ريب .
ثم إن القرآن الكريم هو شفيعك يوم القيامة حين تغرق في أوحال الذنوب ، فقد قال صلى الله عليه وسلم نصا "
" اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه" جزء من حديث مطول أخرجه مسلم
والقرآن الكريم هو أنيسك في قبرك ورفيقك في معبرك على الصراط ، وهو كذلك الذي يرقيك في درجات الجنة ، حتى تبلغ أعلاها مع النبيين والصديقين ..
" يقال لقاريء القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها " رواه أبو داود والترمذي وصححه .
والقرآن الكريم هو الذي سيتوجك بتاج الكرامة يوم القيامة .
بل إن من يحرص على تعليم ابنه أو ابنته القرآن الكريم سيمن الله تعالى عليه بهذا التتويج .
أيها الآباء والأمهات الحريصون على تعليم أولادهم كل مايوصلهم إلى إحتلال مواقع الصدارة في هذه الحياة الدنيا -وهذا جيد ومطلوب مادام بوسائله المشروعة- أين أنتم من الآخرة ؟
لقنوا أولادكم أن القرآن الكريم هو عزنا كمسلمين وغنانا ونجاتنا وحفظنا وبركة حياتنا الأولى والآخرة:
فمن الأقوال المأثورة "من أراد عز الدنيا فعليه بالقرآن ومن أراد عز الآخرة فعليه بالقرآن ومن أرادهما معا فعليه بالقرآن "
هيا ابدءوا ، واحذروا التسويف ، فالحياة قصيرة ، ولاأحد يملك حياته للحظة قادمة .
ألا قد بلغت اللهم فاشهد .