قال لي صديقي: سأجمع صور عزيزٍ لدي مضى وتركني في الحياة وحيدًا،، وسأعيش مع تلك الصور،، لعل ذلك يقلل شجوني وأحزاني.
قلت: يقل الحزن يا صديقي،، بتعديل الأفكار، وليس بالتعايش مع الماضي الجميل،، فهذا قد يزيد مشاعر الحزن ( وكلٌ حسبما يرتاح له)
الأفكار يا صديقي،، هي قائد قاطرة المشاعر،، والحزن أحد المشاعر.
لو أنك تطور أفكارك عن الفراق،، وأن كل يومٍ يمر، هو اقتراب ممن فارقناه، لهدأت أحزانك قليلًا.
وأن الذي فارقناه يحيا حياة برزخية أفضل مما كان عليه هنا في الحياة الدنيا، لهدأت أحزانك قليلا.
وأن مكوثنا في الدنيا قليل، وهي فترة ضئيلة من خط عمرنا الأبدي، ولابد لنا من أن ونرحل، لهدأت أحزانك قليلا.
ولو أن فكرتنا عن الموت تتطور، إلى أننا ننتقل ولا نفنى،، وأن الانتقال هو تسابق نحو الراحة من تعب الدنيا، لهدأت أحزانك قليلا.
وأن من يذهب، يكون قد أنهى الامتحان، وخرج من لجنة الاختبار وها هو ينتظرني خارجها لتلتقي به حين تُنهي اختبارك،، لهدأت أحزانك قليلا.
صديقي الكريم،، نحتاج لأن نتوقف بأنفسنا مع أفكارنا،، فهي التي تشكل شجوننا وأحزاننا وأتراحنا،، او تجعلنا في أمل وتفاؤل واستبشار بغدٍ أفضل،، نكون فيه ليس مع من فارقونا،، بل مع من هم فقط انتقلوا.