arhery heros center logo v2

           من منصة تاميكوم 

آخر المواضيع

  • أنواع النكاح في الجاهلية | 21-07-2024
  • المطبات الجوية و أنواعها | 11-07-2024
  • أنواع و وظيفة المراقبين الجويين للطائرات | 26-06-2024
  • كيف يتفادى الطيار المُقاتل الصواريخ جو/جو ؟؟!! | 24-06-2024
  • الحب يروي الحياة .. قصص حب | 17-06-2024
  • الفرق بين ليلة القدر ويوم عرفه؟ ! | 14-06-2024
  • معنى : "الآشيه معدن"  | 13-06-2024
  • الإعجاز في "فَالْتَقَمَهُ الحوت" .. و النظام الغذائي للحوت الأزرق | 21-05-2024
  • إعجاز (لنتوفينك) في القرآن .. هل هو صدفة ؟! | 19-05-2024
  • من قصيدة: شرايين تاجية | 15-05-2024
  • معجزة بصمة كل سورة في القرآن الكريم | 12-05-2024
  • كفكف دموعك وانسحب يا عنترة | 08-05-2024
  • الفارق بين الطيار المدني و الطيار الحربي | 02-05-2024
  • لماذا لا تسقط الطائرة أثناء الإقلاع ؟ | 21-04-2024
  • الجذور التاريخية لبعض الأطعمة المصرية....لقمة القاضي إنموذجاً | 25-03-2024
  • قصة مثل ... الكلاب تعوي والقافلة تسير | 25-03-2024
  • من هم الأساطير و من هو الأسطورة ؟ | 23-03-2024
  • قوانين العقل الباطن | 21-03-2024
  • نبذة عن مكابح الطائرة بوينج 787 | 20-03-2024
  • كيف تمنع ظهور محتوى اباحي و جنسي حساس 18+ على الفيسبوك بسهولة | 08-03-2024
  1. الرئيسية
  2. بريد الجمعة
  3. الدمار الشامل

ضاقت بى السبل، وانعدمت الحيل، ووجدتنى فى طريق مظلم لا آخر له، فقررت أن أكتب إليك عسى أن ترشدنى إلى وسيلة للخلاص مما أعانيه، فأنا رجل فى الثامنة والأربعين من عمري، نشأت فى أسرة فقيرة أو قل معدمة بلا أى إمكانيات، ومع ذلك كافح أبواى رحمهما الله كفاح الأبطال لكى أتم تعليمى الجامعي، حتى تخرجت فى كلية الحقوق، واقتربت منهما وكنت أكثر أشقائى ارتباطا بهما، وساعدتهما قدر طاقتى فى بداية حياتى العملية بعد أن اشتغلت بالمحاماة، حيث افتتحت مكتبا فى حجرة صغيرة بمنزل والدى المتواضع بمنطقة عشوائية فى شبرا مصر، وذات يوم جاءتنى سيدة ريفية من الزقازيق بمحافظة الشرقية ومعها طفلان، ولد عمره أيام وبنت عمرها سنتان، لرفع دعوى أحوال شخصية ضد مطلقها الذى قالت إنه أذاقها الأمرين، وانخرطت فى بكاء حار فأشفقت عليها وهدأت من روعها، وتوالى ترددها عليّ وظلت تطاردنى كل يوم برغم طول المسافة بين القاهرة والشرقية. وهكذا صرت أسيرا لها، فلقد سيطرت عليّ بما تملكه من خبرة ودراية كأنثى فى التعامل مع من هو عديم الخبرة فى التعامل مع الجنس الآخر، إذ لم تكن لى أى تجارب عاطفية طوال دراستى الجامعية، ولا بعد تخرجى، وخوفا من أن أقع فى الخطيئة، وأرتكب مايغضب الله عقدت قرانى عليها سرا، ولم أخبر أحدا من أهلى إشفاقا عليهم من وقع الصدمة، حيث كانوا ينظرون إليّ نظرة القدوة والمثل فى كل شيء، ولا يتصور أحدهم أن أتزوج بهذه الطريقة، واستأجرت لها حجرة وصالة فى منطقة قريبة من منزلنا، وكتمت هذا السر عنهم لفترة، ثم تناثرت الشائعات عن زواجى منها، وسألنى أبواى عن صحة هذا الكلام فنفيت علاقتى بهذه السيدة وقلت لهما إنها موكلتى فى قضية ضد زوجها، لكنى فى تلك اللحظة أدركت الخطأ الذى ارتكبته عندما اتخذت قرارا مصيريا بالزواج دون أن أستشير أهلي، ولم تكن لى نظرة بعيدة بما يمكن أن أتعرض له من متاعب أو قل إننى كنت استشعر ذلك دون اهتمام!

 

وكان طبيعيا مع نفيى الدائم لهذه الزيجة، أن يلح عليّ والدى رحمه الله بالزواج، بعد أن تخطيت سن الثلاثين فظللت أؤجل هذه المسألة إلى أن تعرفت على فتاة ملكت قلبى من أول لقاء، حيث وجدتها إنسانة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان فهى معلمة من أسرة محترمة، ولا يعيبها شيء وخشيت أن يرفضنى أهلها إذا تقدمت لها، ولما تحدثت معها فى الأمر استغربت كلامى واعتبرته كلاما مرسلا، فرددت عليها بأننى سأزورهم خلال أيام، وبالفعل تقدمت لخطبتها، وسأل أهلها عني، وعرفوا من الجيران قصتى مع السيدة التى تزوجتها فعاتبتنى فتاتي، ووعدتها أن أنهى هذه العلاقة التى لم أخبرها بها خشية أن تبتعد عني، فسكتت بما يعنى أنها توافق على الارتباط بي، وتمت خطبتنا، وفى الوقت الذى قررت فيه أن أطلق زوجتى الأولى عرفت أنها حامل فتراجعت عن تطليقها، وبعد شهور أقمت حفل زفاف بسيطا، وتزوجت فتاة أحلامي، ثم وضعت زوجتى الأولى ابنتنا الكبرى رشا وبعدها بعام وضعت زوجتى الثانية ابننا أحمد، وتوالت الأحداث وماتت والدتى ولحقها والدي، وهما لا يعرفان حقيقة زواجى الأول، وتنقلت من مسكن إلى آخر، وتخبطت بى الحياة فمرة تسير الأمور على ما يرام وتكون سهلة وميسرة، ومرات تتعقد وتتشابك، وتصبح كالسجن الكبير.

 

وشيئا فشيئا عرفت أن زوجتى الأولى ارتبطت قبلى بثمانية أزواج، ولم تكن كل زيجة منها تستمر أكثر من عام تنجب خلاله من زوجها ثم لا يلبث أن يطلقها، إلى أن التقت بى وتزوجتها وانتقلت بها إلى شقة فى قليوب لتكون بعيدة عن زوجتى الثانية واشتريت لها ثلاجة بالتقسيط وتعثرت فى سداد آخر قسطين، فرفع صاحب المحل الذى اشتريتها منه جنحة ضدى بالمبلغ ، كما تراكم إيجار الشقة حتى وصل إلى ألف جنيه حررت به إيصال أمانة لصاحب المنزل، وأما زوجتى الثانية فهى من منطقة المؤسسة بشبرا، وأخذت لها شقة بجوار والدتها سعيا لراحتها، وطلب صاحب الشقة مبلغ ألفى جنيه، كما اشترط من كان يستأجرها مبلغا مماثلا لكى يتركها، فحررت إيصالين بأربعة آلاف جنيه حلا للمشكلة، وتراكمت الديون عليّ، ولم أستطع سداد أى إيصال من الإيصالات الأربعة، فرفع أصحابها ضدى أربع دعاوى جنح خيانة أمانة فى محافظة القليوبية.

 

ولم تكن زوجتى الأولى تعلم بزواجى الثاني، لكنها تتبعتنى وعرفت أننى متزوج من معلمة فأقامت الدنيا ضدي، ودمرت حياتي، وبهدلتنى أنا وزوجتى الثانية، وأساءت إلى سمعتى فى الشركة التى عملت بها مديرا للشئون القانونية فاضطررت إلى الاستقالة، والاختفاء عن عيون الناس!، ولم تقبل زوجتى الثانية التى ظنت أننى طلقت الأولى بهذا الوضع ، فتركتنى وذهبت إلى أهلها، ولم تفلح محاولاتى لإرجاعها، ورددوا على مسامعى أننى أخفيت عنهم حكاية زوجتى الأولي، ولم أف بوعدى بتطليقها، وأنهم انساقوا إلى كلامى الوهمى واتهمونى بالكذب والمماطلة، وتشتتت حياتي، ولم أجد من يساعدنى فى لملمة بعض ما تبعثر من الاستقرار الذى تبدد بسبب سوء تصرفى وقلة خبرتي، سوى شقيقى الأكبر، فلجأت إليه وأنا فى قمة الخجل، وطلبت منه أن يتدخل من أجل الصلح معها، فاتصل بهم ووافقوا على لقائه، وهم يتصورون أننى سأذهب معه، ولذلك رتبوا الأمر، وأبلغوا المباحث بالحكمين الصادرين ضدى فى دائرة المؤسسة، ولم يكونوا على علم بحكمى قليوب وقد كانا باتين نهائيين، وتم عمل كمين لى للقبض عليّ. ففوجئوا بأن أخى هو الذى ذهب إليهم وحده، وفشلت الجلسة، وخرج أخى من عندهم كسيرا مذهولا من هول الموقف، وفى طريق عودته صدمته سيارة مسرعة، وحمله المارة إلى المستشفي، وبفحصه تبين أنه مصاب بارتجاج فى المخ، وتوقفت الأمور مع زوجتى الثانية عند هذا الحد، ولم أستطع زيارتها، أو حتى رؤيتها منذ مغادرتها المنزل، كما أنها كانت حاملا عندما تركت المنزل، وأنجبت ابنتنا رما فى بيت أهلها.

 

وتملكنى الرعب من كل شيء حولي، ولم أجد أمامى سوى أن أستجيب لإملاءات زوجتى الأولى برغم كل ما فعلته بي، فتركت القاهرة، وانتقلت معها إلى الزقازيق، واستأجرت لها شقة هناك، وعشت فيها غريبا مطاردا، وأنا لا أملك قراري، ولا أى شيء، وقد أنجبت ابنتنا الثانية منها وأطلقت عليها اسم مني، ليصبح لدى أربعة أبناء، بنتان من الأولي، «رشا ومني»، وولد وبنت من الثانية «أحمد ورما»!!!

 

وفى الزقازيق وجدتنى بلا عمل، ولا هدف، وصرت إنسانا محطما، إذ لم يكن لى عمل، ولا مصدر رزق. فعملت بالمحاماة تارة، وبمهن أخرى تارة، وزادت أوضاعى سوءا بالانتكاسة الصحية والنفسية لزوجتي، فبعد زواجى منها، عرفت أنها مصابة بالربو المزمن وحساسية الصدر، وبمرور الوقت تبين أنها مصابة بفيروس «سي»، ثم أصيبت أخيرا بالسرطان، وأجدها فى حالة هياج دائم لا ينقطع ولا يتوقف ليلا ونهارا، وبمجرد أن ترانى تنهال عليّ بالسباب والشتائم، ووصلت بها الحال إلى حد تقطيع الملابس، وتلفت حولى فلم أجد أحدا من أهلها، وعشت فى رعب، متحملا كل ذلك من أجل ابنتّى منها، ولم يكن لى مكان ألجأ إليه.

 

وهدانى تفكيرى إلى أن أعرض الأمر على النقابة التى أنتمى إليها، عسى أن تجد لى حلا، فلجأت إلى نقابة المحامين العامة بشمال القاهرة، وحصلت منها على ألف جنيه، أخذت به شقة فى منطقة عبود بالدور الأرضى عبارة عن حجرة وصالة، وجئت بابنتىّ معى من الزقازيق بملابسنا فقط، ودون أى شيء من العفش الذى تركته لزوجتي، وهربنا من المصير المجهول الذى كان يتهددنا هناك. وقد اشتريت سريرا مستعملا تنام عليه البنتان أما أنا فأفترش الأرض. ولا أستطيع أن أصف لك معاناتنا فى ليالى الشتاء القاسية، ورطوبة الدور الأرضي، ولم تفلح البطاطين التى اشتريتها بشق الأنفس فى تدفئتنا، ولم نذق طعم اللحم منذ فترة طويلة، ودفعت المصروفات الدراسية للبنتين بالكاد، ونحن الآن معرضون للطرد من هذه الشقة لأننى لم أتمكن من تسديد إيجارها الذى تراكم عليّ منذ حصولى عليها، وليس لنا مكان نذهب إليه، ولا يوجد لدى ما أستطيع بيعه لتسديد ديوني.

 

وقد حاولت جاهدا أن أعيد المياه إلى مجاريها مع زوجتى الثانية التى لم أطلقها حتى الآن برغم رفعها دعوى طلاق مازالت منظورة بالمحكمة، إلا أننى فشلت تماما فى إقناعها بعودة حياتنا معا من جديد، فلقد زهدت فى المعيشة معي، وعندما خرجت من شقتنا غاضبة. تركت كل شيء، ولم تأخذ العفش ومحتويات الشقة فأقام صاحب المنزل دعوى ضدي، وحجز على العفش وباعه!!

 

واليوم وأنا أقترب من سن الخمسين أتلفت حولي، فلا أجد سوى الهم والحزن، والحرمان من زوجتى الثانية التى تمثل لى الحب والمودة، ومن ابنىّ أحمد، ورما التى لم أرها منذ ولادتها حتى الآن.. فقد أصبح أولادى أيتاما، فهناك رشا ومني، يتيمتا أم لم تعد تعى ما يدور حولها، وأحمد ورما يتيما أب بعيد عنهما، مع أن المسافة التى تفصلنى عن بيت أمهما بضعة أمتار، إن الألم يعتصر قلبى والدموع تلازم عينىّ، ولا أستطيع أن أقترب من المنزل الذى يعيشان فيه، وإنى أسألك، هل يكون لى نصيب فى أن يلتئم شمل أسرتى من جديد، وأن تعفو زوجتى الثانية عما سببته لها من متاعب وآلام؟ فالخناق يضيق من حولي، وحياتى كلها مضطربة، ولقد وصلت بى الحال إلى درجة أننى لم أستطع تسديد رسوم القيد بدرجة النقض والاستئناف العالى بمجلس الدولة، واسودت الدنيا كلها أمامي، ولا أجد مخرجا مما أعانيه، وإنى صابر على بلائي، وفوضت أمرى إلى الله، وأرجو أن تشير عليّ بما يمكن أن أفعله من أجل أن أواصل الإبحار فى سفينة الحياة مع أولادى الأربعة؟

 

 

ولكاتب هذه الرسالة أقول:

 

بعد كل ما ارتكبته من أخطاء وجرائم فى حق نفسك وحقوق الآخرين تتصور أنك الضحية ولست الجاني، وهو ادعاء تحاول أن تبرر به أفعالك، وسلوكك غير السوي، فالعبرة ليست بأن تتزوج زواجا شرعيا فقط، وإنما أيضا بأن تكون قادرا على إقامة حياة مستقرة وعادلة بين زوجاتك، ورعاية أولادك، لا أن تشتت الجميع بين البلاد، وتحاول أن تمتص كل فريسة إلى آخر نقطة دم فيها.. فلقد بررت زواجك من الأولى بأنها نصبت شباكها حولك فوجدت نفسك أسيرا لها، ولذلك تزوجتها دون علم أهلك بدعوى أنك كنت عديم الخبرة، ولا أدرى لماذا لم تدافع عن حبك لها إذا كنت بالفعل قد أحببتها أو على الأقل وجدت ضالتك معها، ولماذا لم تحاول أن تقرب المسافات بينكما، فينشأ الحب والتفاهم بالعشرة؟ ولا أدرى ما الذى أتى بها من الزقازيق إلى القاهرة لكى تقيم لها دعوى ضد مطلقها، وكيف أنك من واقع أوراقها لم تكتشف منذ البداية أنها تزوجت ثمانى مرات، وأن لها من كل زيجة ابنا يعيش مع أبيه!، ثم كيف تعرفت على زوجتك الثانية؟.. هل ساقتها إليك الصدفة أيضا؟ فأحببتها من أول نظرة، ولماذا لم تكن صريحا معها فتقول لها إنك متزوج من أخرى وانتظرت إلى أن عرف أهلها حقيقة وضعك الأسرى عندما سألوا عنك فى المنطقة التى تعيشون فيها، وفاتك أن الصراحة والصدق هما مفتاحا النجاة؟

 

وقد أخطأت زوجتك الثانية عندما قبلت بهذا الوضع، فلقد كان عليها أن تفسخ خطبتها لك بمجرد علمها بكذبك عليها، فالكذب فى هذه الحال لا يمكن مداواته، والأمر هنا لا يدخل فى باب «كذبة وتعدي» كما يحلو للبعض تبرير قبولهم بأوضاع خاطئة، لأن الكذبة تتعلق بأمر مصيرى فلقد أنجبت زوجتك الأولى اثنتين، والثانية اثنين، وتخبط الكل، ودخلوا فى دوامة ألاعيبك، وحتى معاملاتك مع الآخرين من أصحاب العقارات التى استأجرت شققا بها، والمحلات التى اشتريت منها أجهزة منزلية، لم يسلموا من الحيل التى لجأت إليها لكى لا تسدد مستحقاتهم لديك، وفعلت ذلك من باب «الفهلوة»، وتصورت أن كونك محاميا سوف يجعل الآخرين يرهبونك ويخشون من أن تدبر لهم المكائد فينصرفوا عنك وفاتك أن صاحب الحق لا يأبه بأى شيء فهو يمتلك الأدلة والأسانيد التى تثبت حقوقه وبالتالى فإنك سوف تقع يوما فى يد العدالة مهما يطل الوقت!.. ويقينك فى ذلك هو الذى دفعك إلى مغادرة القاهرة وفرارك إلى المحافظة التى تقطن بها زوجتك حيث ظللت هناك طريدا سنوات عديدة.

 

واستمرارا لأنانيتك المفرطة وبعد أن استنفدت كل أغراضك من زوجتك الأولى التى ساءت حالتها الصحية وصارت عبئا عليك، لم تجد بدا من أن تعود إلى القاهرة، وأن تتذكر فجأة أن لك ولدا وبنتا يعيشان مع أمهما التى تركتها كالبيت الوقف ولم تطلقها إمعانا فى إذلالها وإخضاعها لإملاءاتك عليها، ولا أدرى لماذا لم ترفع هى دعوى خلع فتريح نفسها من هذا العذاب فأنت لا تملك شيئا من الممكن أن تعطيه لها. ولن تستطيع أن تنفذ ضدك أحكاما بالنفقة والمؤخر وغيرها من مستحقاتها وأنت تهرب كل فترة إلى مكان جديد.

 

إنك لا تريد زوجتك الثانية لكى يعيش ابناك منها معك كما تدّعي، وإنما لكى تصرف مرتبها عليك، وتتولى مسئولية البيت بدلا منك، حتى إذا استتبت لك الأمور، تبحث عن ضحية ثالثة تكرر معها ما فعلته مع سابقتيها.. نعم هذه هى الحقيقة المؤلمة المحفورة فى نفسك، لكنك لا تبوح بها، فحتى لو سلمنا جدلا بأنها قبلت العودة إليك، كيف ستصرف على أسرة مكونة من ستة أفراد، وأنت مكبل بالديون، ولا تمتهن عملا يدر عليك دخلا، ولم تقل ما هو عملك الآن، ومن أين تأتى بالنقود الضرورية للقمة العيش؟.

 

أيضا مازلت مدينا بالإيجارات القديمة، وثمن الأجهزة التى حصل أصحابها على احكام نهائية بسجنك، إذ لم تدفع رسوم نقابة المحامين للانتقال إلى الجدول الجديد، وكل هذه العراقيل علاوة على التفكير الأنانى لا تستقيم معها أى حياة.

 

وإذا كنت تبحث عن مخرج لما أنت فيه، فليس أمامك سوى أن تبدأ مشوارا جديدا، فتبحث عن عمل فى المحاماة أو غيرها، بحيث يدر عليك دخلا مناسبا، وما أكثر الأعمال الخاصة التى يجرى الإعلان عنها، فتستطيع أن تسدد ديونك كلها، وأن تعيش مع ابنتيك حياة مستقرة، وبعدها تحدد موقفك من زوجتيك فإما أن تعيش معهما بالمعروف، وإما أن تسرحهما بإحسان، ولا يعقل أن تأكل زوجتك الأولى لحما ثم ترميها عظما بعد أن تكاثرت عليها الأمراض، وعشت معها كل هذه السنوات الطويلة برغم علمك بزيجاتها الثماني، وأما زوجتك الثانية فالأمر متروك لها إن شاءت تعود إليك، أو أن تنفصل عنك، ولا يستطيع أحد أن يجبرها على أمر لا تريده.

 

والمهم أولا أن تعيد النظر فى فلسفتك فى الحياة وأن تتعلم من الأخطاء القاتلة التى وقعت فيها بإرادتك، وبغير ذلك لن تنصلح أحوالك وسيكون أوان العلاج قد ولى، وإنى أرجوها ألا تتعجل أمر الطلاق منك، أو العودة إليك، إلا بعد أن تتضح لها أمورك إذا كنت حقا تريد اصلاح نفسك، كما أرجو أن تكون قد استوعبت الدرس جيدا، وأسأل الله لك الهداية والتوفيق، وهو على كل شيء قدير.

لا تعليقات