arhery heros center logo v2

           من منصة تاميكوم 

آخر المواضيع

  • أنواع النكاح في الجاهلية | 21-07-2024
  • المطبات الجوية و أنواعها | 11-07-2024
  • أنواع و وظيفة المراقبين الجويين للطائرات | 26-06-2024
  • كيف يتفادى الطيار المُقاتل الصواريخ جو/جو ؟؟!! | 24-06-2024
  • الحب يروي الحياة .. قصص حب | 17-06-2024
  • الفرق بين ليلة القدر ويوم عرفه؟ ! | 14-06-2024
  • معنى : "الآشيه معدن"  | 13-06-2024
  • الإعجاز في "فَالْتَقَمَهُ الحوت" .. و النظام الغذائي للحوت الأزرق | 21-05-2024
  • إعجاز (لنتوفينك) في القرآن .. هل هو صدفة ؟! | 19-05-2024
  • من قصيدة: شرايين تاجية | 15-05-2024
  • معجزة بصمة كل سورة في القرآن الكريم | 12-05-2024
  • كفكف دموعك وانسحب يا عنترة | 08-05-2024
  • الفارق بين الطيار المدني و الطيار الحربي | 02-05-2024
  • لماذا لا تسقط الطائرة أثناء الإقلاع ؟ | 21-04-2024
  • الجذور التاريخية لبعض الأطعمة المصرية....لقمة القاضي إنموذجاً | 25-03-2024
  • قصة مثل ... الكلاب تعوي والقافلة تسير | 25-03-2024
  • من هم الأساطير و من هو الأسطورة ؟ | 23-03-2024
  • قوانين العقل الباطن | 21-03-2024
  • نبذة عن مكابح الطائرة بوينج 787 | 20-03-2024
  • كيف تمنع ظهور محتوى اباحي و جنسي حساس 18+ على الفيسبوك بسهولة | 08-03-2024
  1. الرئيسية
  2. بريد الجمعة
  3. بريد الجمعة يكتبه: أحمد_البرى .. صراع الشك واليقين!

 

أكتب إليك طلبا للنصيحة قبل أن أتخذ القرار المصيرى بشأن حياتي، فأنا طبيبة فى سن الثانية والثلاثين. نشأت فى أسرة متوسطة الحال بين أبوين حنونين كنا «أنا وإخوتي» شغلهما الشاغل.. صحيح أنهما لم يكونا متفقين فى كثير من المواقف، لكنهما اجتمعا على الاهتمام بنا، وإسباغ العطف والحنان علينا، فربيانا على مكارم الأخلاق، وساندانا بكل ما أوتيا من قدرة وعزيمة على التفوق، فكنا أوائل المدرسة دائما، والتحقنا بكليات القمة، ونلنا المراكز الأولى فيها، وأصبحنا معيدين بها، وانصرفنا جميعا نحو المذاكرة، ولم نلتفت إلى العلاقات العاطفية التى تنشأ عادة بين طلبة وطالبات الجامعة، وبعد أن استقرت بى الحال فى السلك الجامعى تقدم لى كثيرون من زملاء المهنة للارتباط بي، فلم أشعر بانجذاب أو إعجاب تجاه أى منهم، حتى قابلت طبيبا فى تخصص آخر أحسست بالراحة النفسية إليه منذ لقائنا الأول، فانغلاقنا على أنفسنا، وعدم دخولنا فى أى احتكاكات أو تجارب مع الآخرين جعلنا نحسن الظن بالآخرين. ولا نأبه لما قد يقال عن بعضهم مادمنا لم نر منهم ما يجعلنا نشك فيهم، وهذا هو الخطأ الذى وقعت فيه منذ البداية، إذ كان ارتياحى له سببا مباشرا فى موافقتى على الزواج منه، ولم أتوقف عند الكلام الكثير الذى سمعته عنه، بأن له علاقات عاطفية مشبوهة، وكذلك أخته، وأن تعاملات أسرته فيها شدة وقسوة وجبروت، ونظرت إلى وضعه الأسرى فوجدت أن والده كان يشغل منصبا اداريا مهما قبل أن يصيبه الشلل ويلزم الفراش، كما أن حالتهم المادية ميسورة. واتخذت قرارى بالخطبة له بعد أن أكد لى أن كل ما سمعته عنه لا أساس له من الصحة، ووقفت ضد أهلى من أجله إذ رفضه أبى وأخى لكنهما تراجعا عن موقفيهما إرضاء لي، وقبل حفل الخطبة مات أبى فى حادث مرور، وعمّ الحزن المنزل، وانطفأت فرحتي، وتجمع الأهل والأصدقاء وأسرة فتاى حولي، وأصروا جميعا على عقد الزواج، وتأجيل حفل الزفاف ستة أشهر، ولم تفلح جهودى فى إلغاء الحفل، حيث قالوا إن ابنهم أول فرحتهم، ولابد من إقامة حفل يليق به.

 

ولم تمر أيام على عقد القران حتى بدأ يملى إملاءاته ويصدر فرماناته، إذ فرض عليّ عدم الخروج من منزل أبى دون إذنه، وعدم الذهاب إلى أى مكان إلا بعد أن أخبره بمقصدى والغرض الذى أهدف إليه، ثم أعطيه تقريرا بنتائج المشوار عند العودة، وقد فسرت ذلك وقتها بأنه قلق وخوف عليّ من أن يعترينى مكروه، وامتثلت لكل ما طلبه مني، وعندما اقترب موعد الزفاف، فاجأتنى أمه وأخته بتدخلهما فى كل ما يتعلق باختيارات الزفاف من الفستان إلى الحفل. حتى ما يتصل بى شخصيا. بل وقالت لى أخته: «مش لازم يتعمل إللى إنتى عايزاه».. ولكى لا تتفاقم الأمور تغاضيت عن حقي، وقلت فى نفسى اننى لم أكن أرغب فى إقامة أى حفل بعد موت والدى المفاجئ، وكتمت أحزاني، وانتقلت إلى بيت الزوجية بعد الحفل الذى أقامه حسب مزاج أسرته، وبدأنا رحلة شهر العسل، وفى اليوم التالى لسفرنا نظر إلى ملابسي، وقال لى إنها لا تريحه ولا تعجبه، برغم اننى أرتدى ملابس فخمة ومحترمة، وأنا بطبيعة الحال محجبة، ثم أضاف بالحرف الواحد «إن ذوقى لايرقى إلى مستواه» وقبل أن أنطق بكلمة واحدة ردا عليه قال: «لو عايزة تشترى ملابس من المكان إللى إحنا فيه، إشترى من فلوسك. لأن الفلوس إللى معايا على قد الرحلة وبس».. وتعجبت لما قاله فأنا لم أطلب منه شيئا، ولم أختر المكان باهظ التكلفة الذى نزلنا به، بل اخترت مكانا آخر بأسعار مناسبة لكنه لم يأخذ برأيى كالعادة!

 

وعدنا من رحلة العسل هذه لأواجه شكوكا من نوع مختلف، فإذا خرجت معه إلى شارع تجارى مثلا، ونظرت إلى المحلات لأستطلع البضائع المعروضة فى واجهاتها، فإنه يتشاجر معي، ويتهمنى بأننى أنظر إلى رجل ما، لدرجة اننا عندما ذهبنا إلى أداء العمرة بصحبة والديه، وكنا فى بيت الله الحرام، وجه لى هذا الاتهام، ولم يكف عن إهانتي، وسمع أبواه كلامه، فلم يقولا له شيئا، ومالت عليّ أمه وطلبت منى أن أمتثل لما يقوله وأن «أفوت وأسكت»، مع اننى والله العظيم لم أنظر إلى أحد، ولم أرتكب ذنبا.

 

وكان أول ما فعله بعد ذلك أنه طلب منى أن أعطيه مرتبى كله حتى نشعر معا بالمشاركة فى المعيشة ـ على حد قوله ـ مع أنه ليس محتاجا لأى أموال، فأعطيته إياه، إذ ليست لدى نية سيئة تجاهه، فهو زوجى الذى اخترته بمحض إرادتي، وأريد أن أحيا معه حياة مستقرة وسعيدة، لكنى فوجئت بأننى إذا طلبت أى طلب، فإنه لايعطينى النقود المطلوبة لشرائه، أو يعطينى مبلغا صغيرا لا يغطى تكاليف ما أرغب فى شرائه، لدرجة أن ملابسى ضاقت عليّ كثيرا، والأحذية تقطعت وهو غير عابئ بي، بل إنه تكبّر عليّ، ويردد على مسامعى كثيرا «مش عارفة إنت متجوزة مين»؟.. وقد فكرت فى أن أمتهن عملا خاصا بجانب عملى الحكومى لتنمية مهاراتى من جهة، وزيادة دخلى من جهة أخرى وطلبت منه ذلك، وفى إمكانه أن يوفره لى لكنه رفض، وظلت الحال كذلك عامين كاملين، ولم أجد بدا من أن أحتفظ بمرتبى لنفسى فوافق على مضض!

 

ولما مرت الأيام دون إنجاب طلبت منه أن أذهب إلى طبيب أمراض نساء لكى أطمئن على نفسى من هذه الناحية، خصوصا وأننا لم نجر أى فحوص قبل الزواج، فأخذنى إلى أحد أصدقاء والده المقربين، وقد أعطانى لا سامحه الله ـ أدوية منشطة للتبويض برغم أنه لم يجد عندى أى سبب ظاهر لعدم الحمل، ولم يطلب من زوجى أى تحاليل خاصة به، ولما لم تعط الأدوية النتائج التى كان يهدف إليها بشأنى طلب الطبيب تحليلا له، وفى الزيارة التالية كانت والدته بصحبتي، وفيها قال لى الطبيب: إننى سليمة تماما، وأن زوجى هو المريض، ولا يمكن حدوث حمل، ووضعه الصحى على ما هو عليه، وخرجت من عنده وأنا حزينة ومصدومة، ويبدو أن أمه كانت تعلم بحالته الصحية، إذ لم يبد عليها أى حزن أو اندهاش، وإنما قالت لى «أنا زعلانة منك علشان إنتى مش مهتمة بلبسك، والمفروض تلبسى أحسن من كده»!! ولا أدرى كيف قطعنا الطريق إلى المنزل، وما أن دخلته حتى طلب منى أبوه ألا أخبره بما قاله لى الطبيب لكى يستطيع التركيز فى امتحاناته للدراسات العليا، فاستجبت له، ورجوته أن يشير علينا بمركز لعلاج العقم، وبعدها عرضت نفسى على طبيبة أخرى متخصصة فى هذا المجال، فنصحتنا بـ«طفل الأنابيب» وقد وافق على ذلك دون أن نتحدث معا فى تفاصيل التحاليل، وبالفعل ذهبنا إلى مركز للحقن المجهرى ، وقمنا بعمل تجربتين، لكنهما فشلتا ، وأتوقف هنا لأروى لك حادثتين:

 

الأولي: بعد أن أجريت لى أول عملية لنقل الأجنة، ذهبنا للمبيت فى منزل لأهل زوجى بالقاهرة تعيش فيه أخته غير المتزوجة، وإذا بها تتعمد اهانتى بألفاظ نابية وصوت عال، مع أننى لم أخطئ فى حقها، وأتجنبها قدر الامكان حيث إنها عصبية، ولسانها طويل على كل من حولها حتى إن أبويها لم يسلما من كلماتها غير اللائقة، وقد سبت أمها أمامى ذات مرة، فتحرجت وتركت المكان حفاظا على ماء وجه حماتي، وفى هذا الموقف لم أرد عليها، ودخلت إلى حجرة زوجي، وأغلقت الباب على نفسي، ولما عاد زوجى من الخارج، رويت له ما حدث فرد عليّ بأنه سوف يتأكد أولا مما قالته بمعنى أنه لا يصدق كلامي، وهكذا لم يأخذ لى حقي، وكذلك أمه التى علقت على تصرفات ابنتها بقولها «شوفى انتى عملتى إيه»! والأدهى من ذلك كله إن زوجى دخل عليّ ذات مرة وأنا فى غاية التعب منذ نقل الأجنة ثائرا واتهمنى بأننى أكلم آخرين، وأتفوه بألفاظ بذيئة.. تخيل إنه يدعى ذلك وأنا التى تحملت أكثر من مائتى حقنة فى سبيل الانجاب منه! واضطربت حياتي، وأخذت إجازة من العمل، وزاد وزنى كثيرا، وقد استكثر عليّ أن يشترى لى «مشاية كهربائية» مع أنه يصرف أضعاف ثمنها فى أشياء تافهة، وبعد كل هذا العذاب لم يحدث الحمل!

 

الثانية: قبل ذهابى إلى الطبيب لإجراء محاولة أخري، اتهمنى زوجى بقلة الأدب، وأننى أشاهد «فيديوهات» غير مهذبة على الفيس بوك، وهو اتهام كاذب ولا أدرى كيف يصور له خياله المريض هذه الأشياء!! ولما فحصنى الطبيب أكد لى أن استجابة المبيض «كويسة جدا»، وأن حالتى الصحية تؤهلنى للحمل، وأجرى لزوجى تحليلا للحمض النووى فكانت النتيجة غير جيدة، فطلب منه أن يتوقف عن التدخين حيث إنه مدخن شره، وبعد عودتنا إلى المنزل أردت الاطلاع على التقارير الخاصة بحالته الصحية فوجدتها قد اختفت تماما. وبالطبع فشلت المحاولة الثانية. وعادت الأوضاع بنا إلى حيث بدأت.

 

إن زوجى يغالى فى تصرفاته الحمقاء، وتؤيده والدته وأخته اللتان أحالتا حياتنا إلى جحيم فمثلا حدث أن تعرضت لسرقة هاتفى المحمول فى مقر عملى فإذا بزوجى يصدر فرمانا بعدم ذهابى إلى العمل إلى أن أتعلم كيف أحافظ على أشيائى وردت على حماتى «أصل اللى ما يحافظش على ماله، مش حيحافظ على شرفه»!.. كلام لا يليق ولا يتحمله بشر، وفى مرة أخرى تتهمنى بعدم النظام دون سبب لكى تقول جملة كانت تكتمها فى داخلها مثل «إنت ما تعرفيش أن البنات دلوقتى بتلف على الرجال حتى المتزوجين»!.. وبرغم ذلك لجأت إلى الصمت، ورحت أدرس فى نفسى ما ستكون عليه حياتى المستقبلية، ويبدو أنه أحس بذلك، فلم يعد يضيق الخناق عليّ، وهو حاليا لا يأخذ مرتبي، ويشترى طلبات البيت كلها، بل وأبلغنى أننى عند انتهائى من الدكتوراه سيسمح لى بالعمل معه فى عيادته الخاصة ولا أدرى إن كان صادقا فى وعده أم لا، لكنه على جانب آخر مازال متمسكا بأسلوبه الحاد وشكوكه التى لا تنتهي، ولم يقل لى أى كلمة حلوة على مدار أربع سنوات من عمر زواجنا حتى الآن، وإذا نبهته إلى ذلك يرد «مش كل حاجة الجمال»، و«ربنا أمر بالستر»، والحقيقة إننى لا أستطيع أن أسامح أمه وأخته، وأتجنب التعامل معهما.

 

وبعد ما سردته لك من أحداث أسألك: هل أواصل هذه الزيجة وما الذى ستكون عليه حياتى بعد ذلك؟.. وإذا حاولت استكمالها: هل أعمل حقنا مجهريا من جديد، وأعرض جسمى لهرمونات مسرطنة، وأعرض حياتى للخطر مع زوج لا يثق بى، وفى الوقت نفسه يطالبنى بتسليم «حالى ومحتالي» وأتركه هو الذى يرسم لى مستقبلي؟.. أم هل أنجو بما بقى لى من صحتى وعمرى وأركز فى عملى، أو أبحث عن عمل خارج مصر وأترك البلد كله بما فيه؟.. لقد كان بودى أن أتزوج بمن يحترمنى ويقدر عملي.. ويشاركنى طموحى فى التعلم والارتقاء. وقد أخطأت عندما لم آخذ بنصيحة أبى وأخي، والآن أجدنى فى هذا المأزق، فبماذا تنصحني؟

 

ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

 

تأرجحت حياتك الزوجية منذ عقد قرانك بين الشك واليقين، الشك فى أن زوجك سيكون الرجل المثالى الذى داعب خيالك، ولم تجديه فى كل من تقدموا لطلب يدك، واليقين فيما بعد بأنك لن تتمكنى من الاستمرار معه لعوامل كثيرة، منها السيطرة التى يفرضها عليك، وإشعارك دائما بأنك أقل منه، وضغط أمه وأخته المستمرين عليك لكى لا تستطيعى أن ترفعى ناظريك إليهم بعد أن تأكدوا أنه غير قادر على الإنجاب، وربما كانوا جميعا على علم بذلك ولم يفصحوا لك عنه.

 

وقد بات ضروريا أن تضعى النقاط على الحروف لتتبينى أمرك، وتحددى خطواتك المستقبلية، فإذا كنت ترغبين فى الإنجاب، فإنه صار أمرا صعبا، بالمقاييس العلمية المتعارف عليها، وبعد أن ظهر أن السبب فيه هو زوجك ولست أنت وفقا لما أشارت إليه التحاليل الطبية، والأمر متروك لك إما بالإستمرار معه، وعدم التفكير فى الإنجاب مستقبلا، أو الانفصال والزواج بآخر ليس فيه عيب من هذه الناحية.. أما ما يخص أسلوب حياته ومعيشته وشكوكه فليكن الأمر واضحا معه هو وأمه وأخته، بأنك لن تقبلى أى شكوك ولن تسمحى بأن يرميك أحد منهم بأى أقاويل كعهدهم معك طوال السنوات الأربع الماضية، ولتعطى نفسك فرصة لعدة أشهر تقيسين فيها مدى التغير الذى يطرأ على أسلوب تعاملهم معك، فإن لمست تحسنا على الطريق الذى يرضيك، يمكنك أن تواصلى حياتك، وأن ترضى بما قسمه الله لك، ، وقد تتبدل الأحوال الطبية لزوجك، ويتمكن من الإنجاب، فهذه المسألة واردة تماما فالطب يشهد كل يوم أبحاثا جديدة لعلاج العقم.

 

إذن الأمر بيديك، ولكن زوجك مطالب بأن يغير موقفه منك، فيحاول أن يكسبك فى صفه، ويدرك أن ما تصنعينه معه، لن تصنعه أى زوجة أخري، فكلام والدته عن البنات مغالى فيه، ولا توجد بنت أو سيدة فى مثل وضعك الاجتماعى والتعليمى تقبل أن يحدث لها ما يفعلونه معك أبدا، وهناك سيدات حدثت خلافات بسيطة بينهن وبين أزواجهن فآثرن الانفصال، وارتبطن بآخرين أفضل منهم كثيرا، وهى ومثيلاتها من الحموات يدفعن أولادهن الى حافة الهاوية، ويخربن بيوتهم بمثل هذه التصرفات الحمقاء، ولا سبيل الى الاستقرار الأسرى بين كل زوجين إلا بوضع حد لتدخلات الأهل فى حياتهما، وعلى عائلتيهما أن تضبطا مسافة معينة لا تتعديانها فى العلاقة بهما، فمناقشة كل كبيرة وصغيرة تزيد الفجوات، وتشعل الخلافات، وعلى حد تعبير الكسندر دوماس فإن الحب الخالص والشك لا يجتمعان، فالباب الذى يدخل منه الشك يخرج منه الحب، وفى ذلك يقول أيضا «توماس بين»: «الشك هو الصديق الحميم للأرواح الضعيفة».

 

وهناك وسائل عديدة لبناء الثقة بين الزوجين أبرزها ألا يخفيا أسرارا عن بعضهما، وأن يتحدثا عن حدود علاقتهما مع المحيطين بهما، ويحرصا على عدم الرجوع الى الماضي، فما مضى فات والمؤمل غيب، وللمرء الساعة التى هو فيها، واذا أقدم أحدهما على خطوة جديدة فى عمله مثلا فليطلب مشورة الآخر، مع استخدام كلمة «نحن»، والبعد عن كلمة «أنا» فهذه الكلمة تشعر الطرف الثانى بالأمان، وبأن له مكانة كبرى لدى شريك حياته، فالحقيقة أن وجود جسور الثقة بين الزوجين هو الضامن الوحيد للإبقاء على الحب والمودة والسعادة بينهما.

 

وعلى زوجك أن يدرك أن الشك يقتل السعادة، فهو الوجه السيئ من الغيرة وينهك الطرفين بالأسئلة والرقابة الدائمة، كما يفعل هو معك لدرجة أن الشك انتابه تجاهك حتى وأنتم تؤدون العمرة جميعا، بأنك تنظرين الى هذا أو ذاك! وأعتقد أن هذه المسألة مرتبطة لديه بعدم قدرته على الإنجاب، واخفائه عنك هذه الحقيقة، ولا سبيل الى خلاصه من الشك إلا بالحوار المباشر معه، وبأن تؤكدى له حبك، وأن تبتعدى عن السلوكيات التى قد تثير الشكوك لديه، وهناك من يطلق على هذه الحالة «الغيرة الوهامية»، وهى عبارة عن اضطراب يجعل الشخص يشك فجأة فى سلوك زوجته، وتبدأ فكرة تسلطية عليه مفادها الشك فيها مع علمه بعدم صحة هذه الفكرة، وبرغم أنه يعرف أنها غير صحيحة فإنه يحاول تفتيش أشياء زوجته ويراقبها ويتتبعها كأفعال قهرية لكى يتأكد من شكوكه أو يرتاح منها بالتأكد من عدم صحتها، لكنها تعاوده مرة أخرى فيما يشبه الدائرة، وأعتقد أن زوجك بلغ هذه الحالة وعليه وهو طبيب يعرف أكثر من غيره ما ألم به، أن يتراجع عن ظنونه وشكوكه فيك.

 

ولقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يعود الرجل الى بيته ليلا بعد طول غياب ودون سابق إعلام، حيث روى البخارى ومسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال «اذا قدم أحدكم ليلا فلا يأتين أهله طروقا، حتى تستحد المغيبة، وتمتشط الشعثة»، وذلك لئلا يخونهم أو يطلب عثراتهم، وقال أيضا «إن من الغيرة غيرة يبغضها الله عز وجل، وهى غيرة الرجل على أهله من غير ريبة»!، إذ إن شدة الغيرة تجلب المذمة للمرأة، حيث سيقول الناس ما صار زوجها هكذا إلا لعلمه بأنها غير شريفة، أو بأمر فعلته، ويقول الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه «لا تكبر الغيرة على أهلك فترمى بالسوء من أجلك».

 

وهكذا يكون بإمكانكما بدء صفحة جديدة من حياتكما اذا تراجع زوجك وأهله عن الأسلوب الذى يعاملونك به، ويجب أن تتجنبى كل ما يثير الشكوك مع المعالجة الشفافة والواضحة لما تواجهانه من مشكلات، فإذا استجاب لذلك يمكنك أن تكملى معه مشوار الحياة، واذا استمر على ما هو فيه من أفكار ووساوس، انفصلى عنه بلا تردد، ورتبى نفسك لحياة أخرى قائمة على الصراحة والوضوح، والله المستعان.

لا تعليقات