هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • لن يغير من الحقيقة شيئا | 2024-07-26
  • لا لمسؤولية بيت ابني المتزوج | 2024-07-26
  •  دراسة التاريخ ليست إلهاءً | 2024-07-26
  • دَغبَش | 2024-07-25
  • الحرب والشتاء  | 2024-07-25
  • مرة أخرى | 2024-02-08
  • أول ساعة فراق | 2024-07-26
  • لحم معيز - الجزء السابع والأخير | 2024-07-25
  • لم أكن أعرفك … | 2024-07-26
  • لماذا المنهج الصوفي أفضل من السلفي؟ | 2024-07-26
  • الإنتاج هو الحل،، كبسولة | 2024-07-26
  • وكلما مر عليه ملأ من قومه !!!!! | 2024-07-25
  • ماتت سعادتي | 2024-02-05
  • دواء الدنيترا و سرعة ضربات القلب ، حالة خاصة ، ما التفسير؟ | 2024-07-25
  • انت عايز تتربى  | 2024-07-24
  • سيدات ثلاثية الأبعاد | 2024-07-24
  • أوامر النبي صلى الله عليه وسلم ونواهيه في رؤيا منامية، هل تلزم الرائي ؟ | 2024-07-24
  • المعنى الحقيقى للزواج فى زَمَنِنا هذا | 2024-04-05
  • الفجر والغسق | 2024-07-24
  • ليس محمد صبحي !! | 2024-07-24
  1. الرئيسية
  2. مدونة د محمد عبد الوهاب بدر
  3. اريد عقدا يا ابي

نظر الي اعلي ..

الي تلك الشرفه ...

شرفة بيته الاول قبل ان ينفصل عن زوجته الاولي ...

و تقرر هي ان تحجب عنه ابنته في تعسف طالما اشتهرت به النسوه في تلك المواقف الشبيهه... فهي تعرف ان طفلته هي هواءه ... هي سماؤه ... هم قمره و شمسه و كوكبه ... هي منتهي امانيه ...

ظل يحدق طويلا في تلك الشرفه ... لعل و عسي ... ان تظهر ابنته ... فقد اوحشته ..

ظل يحوم حول المبني ... هنا و هناك ... و كأنه في حركة روتينيه محفوظه ...

و لم لا ..

فاليوم هي الزيارة العاشرة الي هذا المكان بلا جدوي .... هي النظرة المئه الي تلك الشرفه .. و لا شئ تغير في كل مره ... باب موصد ... و احبال غسيل ... تتناثر فوقها قطع فقيرة من ماسكات الملابس


و فجأه و بدون مقدمات ... و لا احاسيس مسبقة بأمل في اللقاء ..

ظهرت الطفله ... ظهرت تلهو في الشرفة المتمركزة في الطابق الاول ... القريب من الارض ..

تسمر مكانه ... تصلبت عيناه ... هتف بصوت مخنوق ..

ابنتي .. ابنتي ..

نظرت اليه ببراءه .... و ابتسمت علي استحياء ..

هي تعرفه ... هي حتما تعرف انه اباها ... لكنه رد فعل افرزه الفراق الطويل .. افرزه الهجر القسري من الام ... حتي اصبح "بابا" ... كـ "عمو" .. لا فرق !!

هتف بسعاده ...

ابنتي ... كيف حالك ... لقد اوحشتني ..

ردت بخجل بدون ان تتخلي عن ابتسامتها البريئه الساحره ...

كيف حالك يا ابي ...

ثم اردفت تتابع بسرعه و كأنها تنتهز الفرصه :

اين انت ؟

هل ستصعد الي اعلي ؟

امي في عملها .. !!

اجابها بصوت هاافت خافت ..

احبك يا ابنتي ....

ثم هتف ...

هل تريدين ان اشتري لك شيكولاته ؟

فاقتربت من سور الشرفه .. و نظرت الي ابيها بخجل كمن تتحدث مع غريب عنها ثم قال : لا شكرا

ارتج عليه الامر .... هل تقول له ابنته (لا شكرا) .... هل اصبحت انا ابوها في عداد الغرباء

فكرر بحنق و رجاء :
هل احضر لك شيكولاته ؟؟؟

ترددت الطفله ثم حسمت امرها و قد فاز احساس البنوه علي جفاء الفراق ...
: حسنا يا ابي .. احضر لي شيكولاته

قفز الاب الي ذلك المتجر الذي يقبع تحت المبني ... و ابتاع شيكولاته لا يتذكر شكلها و لا ثمنها ... ثم هرول الي اسفل الشرفه ... و الق بها الي ابنته .. التي تهللت اساريرها ... ثم اردفت : اين انت يا ابي ؟

نظر اليها بعمق و حنان و اشتياق ... و عنقه قد تجمدت علي هذا الوضع الناظر الي حيث الشرفه ... ثم اردف :
انا في العمل يا حبيبتي ... و حين انهي عملي سآتي .... حتما سآتي يوما ...

فضحكت الطفله ثم اردفت ببراءه :
عندما تأتي في المرة القادمه احضر لي عقدا من محل الالعاب يا ابي

فهتف : و لمَ المره القادمه ؟!!! ... انتظري فقط في الشرفه و لا تدخلي ... و سأحضر لك واحدا حالا ... فقط انتظري ..

و بدأ يهرول هنا و هناك لعل عينيه تقع علي محل العاب قريب ... يجد فيه عقدا لطفلته ...

ظل يهرول بعصبيه .. فهو لا يدري كم ستبقي الطفله في الشرفه ... و لا يدري متي ستقف ثانية ..

و ها قد وجد شابا يفترش العابا يبيعها ...

اختار عقدا و ابتاعه بسرعه ... ثم هرول مسرعا حيث الشرفه

حيث ابنته .. التي طال فراقها ..

ظل يهرول و هو يسابق الزمن و يسبح في تخيلات عن مدي سعادتها عندما تتلقف عقدها الجديد ... و تشكره ... و ترسل له قبلة عبر الهواء ..

ها قد وصل الي المبني ... و اشرأبت عُنقه لاعلي ... و اخترقت نظراته الشرفه ... فلم يجد طفلته ...

لم يجد حبيبته ...

اعادت عيناه مسح الشرفه .... كرادار بعيد المدي ... و لكن هيهات ... فقد اختفت

كانت الشرفه الزاهرة بالبراءه منذ لحظات ..... كالكوخ المهجور ... و كان بابها المغلق كزنزانة مصفحه تُخفي وراءها كل حبيب و معشوق ..و ابنه !!

احمرت عيناه ... و تحجرت مقلتاه ... و قبضت يداه علي العقد في غضب ...

ثم قرر ان ينصرف ...

و قرر ان يستمتع بذكريات لقاء لم يكن في الحسبان ... حتي و لو كان صغيرا

حتي و لو لم تحصل ابنته علي عقدها ...

فحتما ستفتح الشرفة بابها للبراءة يوما

حتما ستفعلها ..

----------

بقلمي

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1255 زائر، و1 أعضاء داخل الموقع