بعيداً عن العاصمة بعيداً عن الضوء..

ده كان عنوان تحقيق عملته في مجلة صباح الخير من ييجي عشر سنين.. كان بيتكلم عن المبدعين الذين يعيشون في أقاصي الجنوب بعيداً عن أضواء القاهرة.. المبدعين الحقيقيين حيث الميم ويعقبها باء وليس دال ككثيرين من قابلتهم في العاصمة وما يجاورها من بلاد.. ومع ذلك يتلقون تكريم يليق بمبدع حقيقي وليس بمدعين أمثالهم.. مش عايزة أذكر أسماء عشان بس هما ميستاهلوش والله ذكر اسماءهم في اي محفل او مناسبة.. لكن ممكن أذكر أسماء مبدعين حقيقيين يعيشون في بلدي الحبيب والأقرب للروح والقلب قنا وما يجاورها من بلاد.. وهم كثر والله يا وزارة الثقافة ده لو تعلمون طبعاً.. انا متأكدة ان معندكمش خبر غير بالارجوزات اللي بيتنططو اليوم كله وعاملين فيها حاجة وهما ولا اي حاجة.. 

لما سمعنا جوايز الدولة راحت لمين السنة دي فرحنا اوي.. انا شخصياً حقيقي انشرح صدري لأني سمعت كام اسم يستحقوا بجد من ضمنهم طبعا الكاتب الكبير والناقد الغني عن أي تعريف الأستاذ فتحي عبد السميع .. فوجئت من كام يوم وقد أتي وقت التكريم الحقيقي انهم كلموه وقالوله هتحضر للتكريم ولكن ملكش إقامة في القاهرة.. 

العاصمة لا تحتضن المبدع الحقيقي ولا تفرغ له مكاناً بين مدعيها.. ربما لأنها اكتظت بالمدعين وامتلأت عن آخرها فلم يعد مكان للحقيقيين.. بالإضافة إلا أنها لم تعد تفرق بين هذا او ذاك.. 

يا موظفين وزارة الثقافة وانا أعني ما أقول بكلمة موظفين فلم تتعدوها من قرون.. لحد النهاردة مش عارفين تقدروا مبدع حقيقي بإقامته ليلة تكريمه.. ليلة واحدة فقط.. استراحة من رحلة طويلة سيقطعها من أقاصي الجنوب وكم قطعها مرات ومرات دأباً وبحثاً وعشقاً للكلمة والإبداع.. 

يا وزير الثقافة نظرة لمبدعي الجنوب.. يا موظفي الوزارة البائسة اصبحتم موظفي السخافة وليس الثقافة .. بحث بسيط جدا لاسم اي مبدع قبل م تكلموه هتعرفوا انه يستحق..

يا جماعة شغلوا ناس بتحب القراءة ناس بتحب تقرأ ناس بتقدر قيمة الكاتب وتعرف جيداً كم عانى حتى يصل لهذه المرحلة...

فتحي عبد السميع مثالاً حياً سيطاردكم إلى يوم الدين كما كل مبدعي الجنوب.. 

كرموا فتحي عبد السميع بما يليق بقيمته الأدبية..