نقول: سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته، ويلا بينا.

أوقات كتير جدًّا الدُّنيا بتسود في عيون البني آدم، ودي حاجة على اد ما هي صعبة ومُحزنة، لكنَّها في نفس الوقت درس، درس بيعلّمك إزاي تجمد وتتحمّل، دا لو كنت أنت أصلًا إنسان صامد بتحبّ المُعافرة أو خللينا نقول جُبرت على وضعك.

يعني إيه يا مريم الكلام دا؟

هاقولك: يعني مٰفيش حدّ بيختار وضعه المُتعب، ومع ذلك الذكي بس هو اللي مش بس بيتأقلم لكنَّه بيعافر بكُلِّ عزيمته، ومهما حصل مش بيفقد روح المُحارب اللي جوّاه.

الدُّنيا عمرها ما كانتْ على وتيرة واحدة، إستحالة، التغيُّر طبعها، ودي حاجة مُريحة إلى حدٍّ ما؛ علشان لو كانتْ على وتيرة واحدة كانتْ هاتكون مُملّة والحياة مالهاش طعم خالص، أي نعم في ملل لكن في تَّسْلِيَة، في حزن وفي فرح حتّى وإنْ كانتْ لحظات السعادة نسبية، بس هي موجودة فعلًا.

أيّ حاجة صعبة حصلت لك درس جديد تتعلّم منه، درس أنت اللي دافع تمنه، يعني مش جايلك هديّة ولا ببلاش، أنت اللي حاسبت عليه لوحدك، وأنت لوحدك أدرى بالتمن دا كان إيه، سواء صّحتك، عُمرك، صدقك، قلبك، عقلك، أو أيّ حاجة تخصّك.. علشان كدا خلليك واثق في نفسك وسيبك من أيّ كلام؛ لإن اللي بيتكلم دا قطعًا مش شاف اللي أنت شُفته، ولا عاش اللي أنت عيشته.

مش هاتحصل على حاجة خالص وأنت قاعد عند محطة إمبارح ومضيّع النهارده فيها، طبيعي بكره ييجي يلاقيك تعبان، مُشَتت، مُرهق ذهنيًا، وبالتالي مش هاتقدر تنتج أو تفيد نفسك.

طب والعمل إيه يا مريم؟

العمل إنك تحسّ بقيمتك، وترمي ورا ضهرك، أيّ حاجة ممكن تسرق سلامك النفسي، إبتسامتك، راحة بالك وهدوءك.

خلليك أمين مع نفسك، لإنها أولى بأمانتك دي قبل أيّ حدّ، وبلاش جلد فيها وقالوا وقلنا وعادوا وعدنا وروحنا وجينا.. نفسك دي لو خسرتها أنت ميّت على قيد الحياة!