نقول: سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته، ويلا بينا.
زمان، كلمة مكوّنة من أربع حروف كفيلة تجعل أيًّا كان مين يبتسم، ليه؟
علشان كُلّ واحد فينا ليه ذكرياته الخاصّة أيَّام طفولته وشبابه، فكُلّ ما الإنسان بيتقدّم بيه العُمر بيحنّ للي فات، لأسباب كتيرة تتلّخص في شعوره بالرضا وإحساسه بالسعادة، وقت ما كانتْ الدماغ رايقة والبال مرتاح، والدُّنيا عنده وردي ومُستوى شيلانه للهموم زيرو.
مٰفيش حدّ هايحنّ لألم وتعب، ودا اللي بيحلّي اللي فات في عيون الحاضر.
طب جرّبتْ تسأل نفسك كان هايحصل إيه لو كُنت جيت زمان؟
بتقول: جرّبتْ، طب وكانتْ إجابتك إيه؟
بتقول: إنَّكَ مش كنت هاتعرف تتعايش، برافو عليك.
بتسألني: على إيه يا مريم؟
هاقولك: على فِطنتك، لإنّك حرفيًا مش كُنت هاتعرف تعيش ولا تتعايش، وإلَّا كان ربّنا سُبحانَهُ وتعالى خلقك في الزمن اللي فات.
ربّنا سُبحانَهُ وتعالى هو الخالق وأدرى بمصلحة مَن خلق، ربّنا خلق كُلّ واحد فينا في الزمن المُناسب ليه، الزمن المُطابق لتركيبته العقلية والمشاعرية وقوة التحمُّل عنده، يعني مثلًا لو إفترضنا جبنا إنسان من ألف سنة، وطلبنا منه يعيش زماننا دا زيّينا كدا مش هايعرف، وكذلك الأمر بالنسبة لنا لو حدّ فينا رجع لورا ألف سنة مش هايعرف يتعايش، لإن كُلّ واحد فينا بيحبّ الزمن اللي إتخلق فيه حتّى من غير ما يحسّ.. والدليل إننا بعد كُلّ كام سنة بنقول: اللَّه على زمان وأيَّام زمان!
في قوة إرتباط وثيقة بين الإنسان والزمان والمكان، لما الإنسان بيتولد في وقت مُعيّن ومكان بعينه بتلاقيه مُنتمي بقلبه ووجدانه للحقبة دي من الزمن وكمان المكان.
خلليك راضي كُلّ الرضا عن نفسك والزمكان اللي أنت فيه، مش عاجبك حاجة اسعى واجتهد في تغييرها وربّك المُعين، كن على يقين إنّك في المكان والزمان اللي ربّنا رايد تكون فيه، وإنّك لا تصلح إلَّا لزمانك اللي أنت فيه، وإلَّا كان زمانك مش معانا دلوقتي.