تدور بنا عجلة الحياة دونَ توّقُف، ليمُرَّ العُمر بما حَمَلَ بطيّاتهِ من آمالٍ وآهات، وبينَ هذهِ وتلك دروسٌ وعِبرٌ يَعيها أولوا الألباب.
قد مررتُ بموقفٍ أقلّ ما أصفهُ بهِ أنَّهُ صعيبٌ للغاية؛ حيثُ وُضِعتُ في دائرةٍ مُغلقة مع بعض الأعمال، وهو تطبيقي لدرسٍ بعينهِ من دروسِ عِلم التصميم.
لم أَكُن حينها لأستطيع تنفيذ ما طُلِبَ منّي؛ دونَ عِلمي بالأسبابِ غيرَ أنَّ عقلي قد توّقفَ عن تنفيذِ هذا العمل، الغريب في الأمرِ أنَّني حاولتُ وبطُرقٍ شتّى لكنَّني لم أُوّفق، ظللتُ هكذا حتّى إقتربَ موعد التسليم، لم أدري ماذا أفعل؟
فقد توّقفَ عقلي تمامًا عن تنفيذِ هذهِ المَهمة، وعلى الرغم من ذلك كُنتُ أقومُ بتنفيذِ ما يُطلب منّي من تصاميمٍ في ذاتِ الوقت!
إذًا هُناكَ خطبٌ ما، ثَمّةُ درسٍ جديدٍ أقِفُ على أعتابه، لا أدري ما الحكمة من وراءِ قَصده، ولا الغاية منه، وهذا طبيعي جدًّا ما دُمتُ بتلكَ الدائرة فلن تنكشفَ ليَ الغاية، ولن أستطيع معرفة الحكمة من الدائرةِ ذاتها.
لكنْ حينَ يشأ اللَّهُ فترى الحكمة قد تجلّتْ لكَ دونَ إجتهادٍ منك، وهذا ما حَدَثَ معي بالضبط.
كادَ عقلي أنْ يُجَنّ من فرطِ نشاطهِ في مُحاولاتٍ منهُ لتنفيذِ المَهمة لكنْ دونَ جدوى، حينها أيقنتُ أنَّ الحلَّ بيدِ اللَّهِ سُبحانَهُ وتعالى، ولا تتعجب قارئ العزيز فأنا أربطُ كُلّ شيءٍ يخصّني باللَّه.
مرَّ الوقت وفَتَحَ اللَّهُ عليَّ من فضلهِ العظيم، وأنجزتُ المَهمة في وقتٍ يسيرٍ رُغم صعوبتها، وتعلّمتُ درسًا جديدًا يُضافُ لِما تعلّمتهُ من دروسٍ سابقة.
مَرّتْ الأيَّام وعَلِمتُ الحكمة مما حَدَثَ لي، وتعلّمتُ أنَّهُ لن يستطيع المرء الحصول على شيءٍ قبلَ ميعادهِ الذي أعدَّهُ اللَّهُ له، حتّى وإنْ أهلكَ نفسهُ في السعي والأخذِ بالأسبابِ لن ينالهُ إلَّا في الميعاد الذي أرادهُ اللَّه.
كُنتُ أظنُّ أنَّ تلكَ الأيَّام لن تَمرّ لكنَّها مَرّتْ بلُطفِ اللَّه، لتكونَ ذِكرى عزيزة من ذكرياتِ مريم.