الرب هو عيار ناري – God is a Bullet
كم كنت أتمنى أن أقول عودًا حميدًا للمخرج نيك كازافيتيس بعد غياب طال لفترة تسع سنوات
لكن يبدو ان المخرج تلاحقه لعنة العمل الناجح الوحيد، لتتحول كل جهوده بعدها الي محاولات باهتة لاستعادة هذا النجاح
أعاد المخرج ثيمة البطل الذي يخذله النظام الذي من المفترض أن يحميه ويتولى رعايته فيقرر تحقيق العدالة بيديه، نفس ثيمة فيلمه السابق جون كيو من بطولة دينزيل واشنطن
لكن هنا نيكولاي كوستر والدو يلعب دور شرطي يضطر الي ملاحقة طائفة شيطانية بعدما قتلوا زوجته السابقة واختطفوا ابنته الوحيدة، لينطلق في رحلة استعادتها بمساعدة احدى المنشقات عن تلك الجماعة
كازافيتيس قام بكتابة سيناريو الفيلم، الذي لم يشفع لسوئه انه مأخوذ عن قصة حقيقية وتناولتها رواية للكاتب الامريكي بوسطن تران الذي نقل تجربته الشخصية الي الرواية التي تحمل نفس العنوان
السيناريو لم يأخذ الوقت الكاف للتمهيد للعالم الاعتيادي لبطله، والتعرف عليه بشكل يمهد لمواجهته للصراع المرتقب، لأن المخرج ركز على الصراع الخارجي المتمثل في دخول البطل لعالم الطائفة الشيطانية، ومحاولة استعادة ابنته، وغفل عن الصراع الداخلي بين القيم الدينية للبطل التي من المفترض إنه بدخوله لعالم الطائقة الشيطانية بتتغير وجهة نظره لقيمه وحياته بشكل عام، ومع غياب الملامح الكاملة لصراع البطل اصبح اداء نيكولاي ضعيف وباهت الملامح
لكن توقفت عند اداء الممثلة مايكا مونرو في دور المنشقة عن الطائفة، تألقت الممثلة الشابة في اتقان دور الفتاة المضطربة وساعدها مظهرها، قصة شعرها والوشوم التي تغطي جسدها، عيونها ونظراتها كانت بارزة ومخيفة مع بشرتها الباهتة
كان ادائها أفضل شيء في الفيلم، وتمنيت لو كانت الحكاية عنها وعن العنف الذي تعرضت له
نيك كازافيتيس له خمس مشاريع يتم التحضير لها على حسب موقع قاعدة بيانات الأفلام، التحدى امامه ليس انه ابن المخرج الكبير جون كازافيتس ولكن في تخطيه لنجاحه الوحيد لفيلمه
the notebook