إن الحب من صنع الله، والكره من صنع البشر.
لقد خلقنا الله -سبحانه وتعالى- على فطرة الحب والخير والعطاء، وما يخالف ذلك هو من فساد البشر ومن الخلل الذي أصاب نشأتهم الأولى، والعطب الذي احتل نفوسهم وشوه نقاءها.
الحب هو الصفة المتأصلة فينا، وجذورها تمتد داخلنا وتجري منا مجرى الدم، ولذلك عندما نرى بعض الشخصيات ولأول وهلة نشعر تجاههم بحب عميق، لا نعرف كنهه ومصدره، وما سببه؟، ومن أين جاء؟، لكن نشعر بشيء غريب حدث داخلنا تجاه هؤلاء الذين لم نكن نعرفهم إلا في التو واللحظة.
وقد حدث معي ذلك مرات عديدة أذكر منها: أنني كنت في مكان عملي وجاءت أخت زميلتي في العمل لزيارتنا، ورحبت بها أنا وبقية الزميلات، وشعرت وكأنني أعرفها من قبل، وقضت معنا اليوم بأكمله، ومرت الساعات في أثنائه جميلة ممتعة رائعة، ساد جو من المرح والبهجة، وارتسمت الضحكات على وجوهنا جميعا، ودارت الأحاديث الشيقة، وكأننا فراشات تحلق من فرط سعادتها، فوجدت نفسي ارتبطت بها، وشعرت أنني أحبها كصديقتي وأختي. فما كان مني إلا أنني ذهبت إلى المديرة وطلبت منها أن توافق على عمل أخت زميلتي معنا بالعمل، وحاولت إقناعها بشتى الطرق حتى وافقت، رغم أنها مازالت في الدراسة، وأيضا لا يجوز أن تعمل أختان في نفس المكان، ولكن الله وفقني في مسعاي، وبالفعل تم تعيينها معنا بالعمل..
وتوطدت صداقتنا أكثر وأكثر. ومع مرور الوقت وكلما جلسنا سويا كانت دائمة التحدث عن أول مرة التقينا فيها، وذكرى ذلك اليوم الذي ترك أثرا طيبا في نفوسنا، والذي لن ننساه أبدا مادمنا نحيا على قيد الحياة.
إن الإنسان الذي يحب بصدق، وقد استقر الحب بأعماقه، لن يتحول حبه يوما ما إلى كراهية، ولن يقدر على قطيعة من يحب أو خصامه.
إن الحب يصنع المعجزات، يزيل كل العقبات، يمحو كل المسافات، فهو لا يعرف المستحيلات. الحب هو الغيث الذي ترتوي به القلوب، فإذا غمرها انقشع عنها ظلام الكراهية، وطرد منها كل الشرور.
الحب سحائب من النور تضيئ لنا الحياة. هو شمس تشرق بالخير علينا، هو كؤوس يجب أن نتجرعها لتعم السعادة بيننا.
⭐اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك⭐