آخر الموثقات

  • خلاف الاختلاف
  • لماذ المنحنيات بالطرق،،؟؟
  • مدينون لهؤلاء
  • إذلال عملاء أورانج بالعريش
  • اللغة الشفافة والصور البلاغية في ديوان (مكتوب بماء الورد)
  • عن العلاقة الجنسية
  • كان الله في عونهم
  • شمس ديسمبر "6"
  • خواطر متفرقة
  • أقدر أحساسك..
  • و ذكرهم بأيام الله 
  • السجن لابد لكل من أعان الطبيب على مهنته
  • شجرة الكريسماس ليس لها علاقة بالحلال والحرام
  • يا مرحبا بجرحي الغائر
  • الخداع
  • وجدان الإنسان
  • أحاديث الفتن ليست للواقع
  • الوهابية يحتقرونهم أيضا
  • أنا وحدي لك
  • النعمة النادرة
  1. الرئيسية
  2. مدونة دعاء الشاهد
  3. القرآن طريق النجاة

عندما هممت بكتابة مقال عن موضوع: "القرآن علمني"، وجدتني فجأة عدت إلى فترة ليست بالبعيدة، استرجعت أحداثها وظللت أتأملها متفحصة لتدبير الخالق وترتيبه لأمور حياتنا بدقة متناهية. فما مر بي في الماضي هو سبب لما أنا عليه الآن. توقفت عند ذاتي مستغربة التغيرات التي طرأت عليها، والأوضاع التي تبدلت من حولها؛ ولكن ماذا حدث لكي تتغير حياتي عن السابق؟ وما الذي أحاط بها لتصبح هكذا؟.

لقد ألم بي خطب ما -وأشكر الله عليه- كان له بالغ الأثر عليّ، تهت بسببه وفقدت بوصلة حياتي، ما عدت أعرف وجهتي وتوقفت بي الحياة، ولم أستطع تجاوزه بسهولة كسابق عهدي عندما أصطدم بأي عقبة، ولا أدري لماذا؟ هل لأنه كان أمرًا غير متوقع أم لأنني شخصية حساسة خارت قواي، ولم أستطع معه الصمود؟. كنت دائما أواجه كل العراقيل حتى أتجاوزها.

ومع الألم الذي اخترق قلبي كطعنة نافذة وقطع نياطه إربًا لم أجد غير باب الله -عز وجل- بابًا حتى يكون الخلاص لي مما أنا فيه. فكانت الصلاة هي حمايتي، التصقت جبهتي بموضع سجودي تذرف دموعًا ولساني يلهج بالدعاء، وجسدي يشعر بيد الله -سبحانه وتعالى- تربت عليه تحتضنه، وبدأت أشعر بالسكينة تزلزل كياني والهدوء يستقر داخلي، فما عدت أرى غير رحمة الله تتغشاني فزدت في عبادتي فأصبح الذكر لا ينقطع عني، وواظبت على قيام الليل ولم أترك ليلة واحدة، كنت أقضي الليل بين قراءة القرآن والذكر والصلاة والدعاء وأقف بين يدي الله -سبحانه وتعالى- ألوذ به وأستغيث.

لقد وقفت على عتبات الكريم الذي لا يغلق بابه في وجه أحد من عباده، وتوجهت لأحتضن كتابه "القرآن الكريم" بين ضلوعي؛ فوجدت السلوى والسكينة والراحة بين حروفه وكلماته، ولمست كلماته نبضات قلبي، فقد كنت في السابق عندما أقرأ القرآن الكريم لا تهتز مشاعري ولا يحرك في ساكنًا، الآن لا أعبر آية إلا وتركت أثرها داخلي.

لقد أسبغت بعض سور القرآن على قلبي بالأمل وخففت عني ما اعتراني، فبت وأصبحت أعيش في رحاب القرآن، ومن كثرة تلاوتي للقرآن قد ارتبطت ببعض سوره، مثل: سورة يس والواقعة والرحمن والكهف والإخلاص والمعوذتين، وقد عكفت على قراءة سورة البقرة يوميًّا فلا يمر يوم دون قراءتها، وبحث عن معانيها وأثرها فما زادني ذلك إلا تمسكًا بها حتى وصل الأمر بي أنني قرأتها في يوم خمس مرات.

أما عن الآيات التي اهتز لها قلبي وارتجف كلما تلوتها وزاد تعلقي بها، فهي آية الكرسيّ، التي تصاحبني في صحوي وفي منامي، فهي أمني وأماني وراحتي واطمئناني، وكذلك قوله تعالى: "يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين"، هذه الآية أشعرتني بالاطمئنان لأن الله -عز وجل- معي وأنا في معيته، ما دمت صابرة على قضائه، وأقيم صلاتي التي هي وسيلة القرب والصلة به -سبحانه وتعالى-. وهناك آية كلما أقبلت على قراءتها انصب الصبر في قلبي كبلسم ترياق وهي قوله تعالى: "الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون, أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون" آية فيها رحمة من الله لمَن يصيبهم ابتلاء، ولكن مع وجود شرط وهو الرضا بالقضاء والقدر؛ ولذلك يكافئهم الله بصلواته عليهم والتي تعد مغفرة وغفرانا لهم وهدايتهم إلى طريق الحق، أي حبّ هذا؟! إنّه حبّ الله لعباده، ما أعظمك يا الله! وما أعظم لطفك بمن هزمتهم الأيام!.

ما أجمل كلام الله الذي يزيل الهم ويداوي الجراح!، هناك آية كلما همست بها خر فؤادي ساجدًا آمنا تقول الآية: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون"، إن الله قريب مني ومن جميع عباده يعلم ما أصابهم وما بداخل صدورهم؛ ولكن علينا بالدعاء فهو اعتراف بربوبية الخالق وأنه بيده الأمر كله، الدعاء هو الوسيلة لتغيير القدر وهو دليل على قرب العبد من ربه.

وقوله تعالى: "أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء" إن المضطر في لحظات الكربة والضيق لا يجد ملجأ إلا الله، يدعوه ليكشف عنه السوء والضر؛ ذلك حين تضيق الحلقة، وتشتد الخنقة، وتتخاذل القوى. وقوله تعالى: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" هو غرس ثمين كلما رددناه يأخذ بأيدينا للنجاة، ينقلنا من الظلام إلى النور، يهدينا إلى طريق الهداية والصواب.

العديد والعديد من الآيات التي تترك أثرًا عند قراءتها وتعيد للقلب نبضه، فيعود للحياة من جديد.

إن القرآن الكريم ملاذي وملجأي الدائم، وجدت سعادتي في الأوقات التي أقضيها بصحبته والغوص في معانيه والتمعن في آياته، إن السعادة كل السعادة في القرب من الله من خلال كتابه المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، إن ما يصيبنا من هموم ومشكلات يعود إلى تقصيرنا والبعد عن الله وهجر قرآنه؛ ولذلك علينا الإقبال عليه حتى ينصلح حالنا، وتنجلي الهموم والأحزان بعيدا عنّا. 

القرآن الكريم هو توجيه ورحمة ونجاة لكل مكلوم وراحة للمتعب، وأمل لكل من أصابه اليأس ونور ينير القلوب لتعتمر بحبه، هو الهداية والرشاد.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1406 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع