لقد تفشى الطلاق وكأنه مرض ينتشر في المجتمع، ورغم تعدد أسبابه واختلافها إلا أنه في تزايد مستمر، فأصبح وباء يصيب الأسر حتى تسقط مغشيا عليها، فهناك مجموعة من العوامل تتضافر حتى تجعل استمرار الحياة الزوجية مستحيلة منها العنف والشك والفقر وعدم التفاهم.
وهناك من يسعون لتدمير الأسرة لأنها النواة الأساسية للمجتمع. ونلاحظ ذلك من خلال الإعلام الممنهج الذي يضرب بشدة على الكيان الأسري ويسبب الوقيعة بين الزوج وزوجته لإفساد العلاقة بينهما حتى تنتهي بالطلاق.
وللأسف لا يؤثر الطلاق على الزوجين فحسب وإنما له تأثير بالغ على الأولاد.
إن الطلاق يؤثر على مستوى الأبناء دراسيا حيث أنه يجعل تركيزهم مشتتا، ويؤدي إلى خلل شديد في الجانب السلوكي لهم فيصبح الابن أكثر عدوانية وتمردا، ويشعر بفقدان الثقة بسبب الوضع الذي أصبح فيه.
وقد يصاب الأبناء بالخوف والاكتئاب والتوتر فينزوون على أنفسهم ويميلون إلى الانطواء والعزلة وكأنهم هم سبب الانفصال، كما يفقدون القدرة على التواصل مع من حولهم.
وفي بعض الأحيان نجد الأبناء يلجأون لتعاطي المخدرات في سن مبكر للهروب من واقعهم المؤلم، ومع مرور الوقت قد يصل الأمر إلى ارتكاب بعض الجرائم كالسرقة.
وعند الانفصال نجد أن كلا الوالدين يحاولان أن يستميلا الابن تجاههما مما يجعل الطفل يكذب على كل منهما وينقل الأكاذيب والأخبار بينهما حتى ينتقم منهما لأنه يعتبرهما السبب في تدمير حياته.
ولذلك يجب أن يفكر الوالدان مليا قبل اتخاذ قرار الطلاق وإعطاء فرصة للإصلاح إن أمكن، وعليهما وضع الأبناء في الاعتبار حتى لا يضيعون ويتم تدميرهم، لأن العبء الأكبر يقع عليهم بعد الانفصال.
إن الأسرة هي أساس المجتمع، فإذا أصبحت هشة ضعيفة، يضعف المجتمع كله؛ لأنها تخرج أجيالا محطمة غير سوية.