هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • خلاف الاختلاف
  • لماذ المنحنيات بالطرق،،؟؟
  • مدينون لهؤلاء
  • إذلال عملاء أورانج بالعريش
  • اللغة الشفافة والصور البلاغية في ديوان (مكتوب بماء الورد)
  • عن العلاقة الجنسية
  • كان الله في عونهم
  • شمس ديسمبر "6"
  • خواطر متفرقة
  • أقدر أحساسك..
  • و ذكرهم بأيام الله 
  • السجن لابد لكل من أعان الطبيب على مهنته
  • شجرة الكريسماس ليس لها علاقة بالحلال والحرام
  • يا مرحبا بجرحي الغائر
  • الخداع
  • وجدان الإنسان
  • أحاديث الفتن ليست للواقع
  • الوهابية يحتقرونهم أيضا
  • أنا وحدي لك
  • النعمة النادرة
  1. الرئيسية
  2. مدونة د. زينب ابو الفضل
  3. لا للعنف ضد المرأة

بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على كافة أشكال العنف ضد المرأة ، الذي قررته الأمم المتحدة ويبدأ من ٢٥ نوفمبر ولمدة ١٦ يوم 

 

أقول :

من واقع شريعتنا الإسلامية الغراء ، نحن نرفض رفضا قاطعا كل لفظ أو تصرف يسيء إلى المرأة بشكل عام ، ونتمسك في هذا بقواطع شريعتنا الإسلامية من نصوص القرآن الكريم وصحيح السنة المشرفة سندا ومتنا، وكذا كليات الشريعة الإسلامية ومقاصدها وقواعدها المقررة : 

 

وبناء عليه : نتمسك بقوله تعالى " ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء …"

ولنتأمل قوله تعالى " نفس واحدة " الذي هو أبلغ من كل مايمكن أن يقال في التأسيس للمساواة الإنسانية التامة بين الرجل والمرأة في أصل الخلق والتكوين والتكريم الإلهي للإنسان . 

 

ونتمسك كذلك بقوله صلى الله عليه وسلم " إنما النساء شقائق الرجال " 

وهذا الحديث يؤكد الآية الكريمة ، فالرجل والمرأة يشكلان شقي النفس الإنسانية الواحدة ، وكلاهما يكمل الآخر ، ولامزية لشق على حساب شقه المكمل له ،والذي يصير به واحدا مكتملا على الإطلاق . .

 

وكذا نتمسك بمقاصد الشريعة في حفظ نفس الإنسان أيا كان نوعه وكرامته وحقه الكامل في حفظ ضرورياته وحاجياته وتحسينياته ، حتى يعيش منعما سعيدا محفوظ الكرامة والإنسانية ذكرا كان أم أنثى .

 

وفي المقابل : نحن نرفض رفضا قاطعا كل رواية تنسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يفهم منها الإساءة إلى المرأة أو الانتقاص من شأنها وإنسانيتها ، أو تتوعدها بالعذاب الأليم في الآخرة فقط لكونها أنثى… 

، ونسلك في هذا مسلك أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها، حين رفضت هذا النوع من المرويات جملة وتفصيلا ، لكونها تتعارض مع ماهو أقوى من نصوص القرآن الكريم ثبوتا ودلالة ، والسنة العملية ، والعقل والمنطق .

من ذلك :

 حين بلغها رضي الله أن أبا هريرة رضي الله عنه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " الشؤم في ثلاثة : المرأة والفرس والدابة " رفضت أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها هذا الحديث مصححة الرواية والحكم ، فقالت " سمع أول الحديث ولم يسمع آخره " ماقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ، إنما قال " قاتل الله اليهود يقولون : الشؤم في ثلاثة …." الحديث .

ولم تكتف بتصحيح الرواية ، دون أن ترسي منهجا يجب أن يحتذى في تصحيح المرويات ، فقالت " أين أنتم من قول الله تعالى " ماأصاب من مصيبة في الأرض ولافي أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها "

 

أي إنها رضي الله عنها ردت الرواية المظنونة ، التي قد يعتري راويها مايعتري البشر من خطأ السمع أو عدم الإحاطة كاملة بالمروي - كما هو الحال في هذه الرواية - إلى النص القرآني الكريم القطعي ثبوتا ودلالة ، فإذا تعارضا فإن القطعي يرد الظني دون إشكال ، كما قرر الشاطبي رحمه الله .

وحين سمعت بحديث يرويه أبو هريرة رضي الله كذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " يقطع الصلاة : المرأة والكلب والحمار " غضبت رضي الله عنها وقالت " أو سويتمونا بالحمير والكلاب " لقد كنت أضطجع في قبلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ، فإذا سجد غمزني .

 

فقد ردت رضي الله عنها الرواية هنا إلى ماهو أقوى كذلك ، وهو فعلها هي رضي الله عنها بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم ، إذ كيف يصح هذا الذي سمعته ، وقد كانت تنام هي رضي الله عنها معترضة في قبلة النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا سجد غمزها بيده الشريفة لتفسح له مكانا يسجد فيه ، كيف تقطع المرأة الصلاة إذن ؟ 

 

واتباعا لمنهج أمي وقدوتي عائشة رضي الله عنها ، أرفض أي فكر تبريري أو تفسيري في سبيل قبول مثل هذه المرويات …

 

لاسيما وقد ردت رضي الله عنها ماردته من روايات ، بمنهجية فائقة حين ردتها إلى ماهو أقوى من نصوص القران الكريم الحاكمة ، أو لتعارضها مع السنة العملية ، أو مع العقل والمنطق ، وكثيرا مافعلت ذلك رضي الله عنها فيما يعرف حديثيا باستدراكاتها على الصحابة ، التي جمعها الزركشي رحمه الله في كتاب " الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة " وبلغت حوالي ستين رواية . 

 

وأنقل هنا عبارة قالها الأصولي الفقيه الدكتور محمد سلام مدكور رحمه الله في كتابه " الاجتهاد في الاسلام ص ٥٦١

يقول " ولعلنا لانبالغ إذا قلنا : إن منهج عائشة رضي الله عنها الفقهي يتفق مع منهج أصحاب مدرسة الرأي - يقصد مدرسة الإمام أبي حنيفه رضي الله عنه وتلاميذه في العراق - من زاوية أنهم لايبادرون بالأخذ بكل ما ينقل لمجرد أنه مروي ، فقد رأيت أن لها غوصا على المعاني بعرضه على ماهو أقوى منه، كما أنها رضي الله عنها أثرت في مدرسة الحديث وفقهاء مدرسة المدينه خاصة ، وكان أثرها فيهم ليس باقل من أثر عمر وزيد بن ثابت رضي الله عنهما.  

وروى عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه أنه قال: كانت عائشة قد استقلت بالفتوى في خلافة أبي بكر عمر وعثمان وهلم جرا إلى أن ماتت…

الله على العظمة !!!

 

والحاصل : أنه مهما قيل في صحة رواية من الروايات التي ردتها السيدة عائشة رضي الله عنها عامة وفي شأن المرأة خاصة ، ومهما كان شأن الراوي والشارح والمفسر ، فالسيدة عائشة رضي الله عنها : أفقه وأعلم وأثبت .

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

910 زائر، و1 أعضاء داخل الموقع