صغارًا كُنا يا أمي
صغيرة كانت مآسينا
لا شئ بالحياةِ يُلهينا
وبعض الدُمى تُلهينا
كُنا صغارًا يا أمي
أُرجوحة هى كل أمانينا
ما كان الدمع يزورنا
والبصل فقط كان يُبكينا
صغارًا لا شئ يشغلنا
عدا حضن يضمنا ويحتوينا
كم تدللنا عليكِ صغارًا
والآن ما عاد شيئًا يستهوينا
وها قد كبرنا يا أمي
فأصبحت الأوجاع تُدمينا
والدمع أسير الأحداق
أمسى يستوطن مآقينا
ما عاد شيئًا يضحكنا
كأنما البراءة ماتت فينا
كبرنا واتسعت خطانا
ألا ليتها ما اتسعت خطاوينا
آه يا أمي من الأوجاع
تسكن هنا بالأحشاءِ وتكوينا
رائحة الموت تحاصرنا
آه من العجز قد كبل أيادينا
ما أقسى فراق الأحبة
فلا شئ بعد الفراق يواسينا
إنا أبناء الأرض يا أمي
وملح الأرض بحزن ينادينا
أترانا حقًا كبرنا يا أمي
وضلت أقدامنا رُغمًا موانينا
نعم كنا صغارًا يا أمي
فَلما كبرنا قد خابت مساعينا
ألا ليتنا ما كبرنا يا أمي
وظل البصل وحده ما يُبكينا