هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • لو قبيحة .. شبيك لبيك
  • أتعلم تكون أنانى 
  • على كتف أبي معلقة ..
  • الفهم الخاطئ للمساواة بين الجنسين
  • أستاذ فلان ... رغم الدكتوراه
  • تفسير توقيت مصادقة موسكو على الاتفاقية الإستراتيجية مع طهران...
  • ترامب وبزشكيان في الرياض
  • الحرب الإيرانية الأمريكية : خطأ المحللين
  • طريقة إيران المبتكرة للتفاوض مع أمريكا
  • العرض المالي الإيراني لترامب .. إختراق غير مسبوق
  • إيران ووالد زيزو
  • مجابهة كل هذا القدر!
  • ضع الآتي حلقة في أذنيك
  • أنا البهية الفاتنة
  • ثقافة الاعتذار بين الأصدقاء… الكلمة اللي بتبني العمر من جديد
  • شكراً ... حضرة المدير 
  • أخاف أن أعود...
  • كذابة
  • سر القلوب النبيلة
  • دائما أشتاق إليك..
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة سهر صيام
  5. أخاف أن أعود...

أخشى أن تلدغني الذاكرة،

أن تعيد لي طيفَ اللحظة التي انكسر فيها كلُّ شيء،

يوم تهاوى الأمان أمام عينيّ الصغيرة،

وكان عمري لا يتجاوز الرابعة.

 

لن أُخفيك،

كنتُ أعي — بحدسٍ لا يُعلَّم —

أن صوت شقيقة أبي وهي تركض، حافيةً، مغطاةً بالتراب،

تصرخ باسمه كأنها تستنجد بالكون كله،

لم يكن عاديًا،

حُجبت الشمس وكأنهم غرابيب سود ...

 كان إيذاناً بانتهاء البراءة،

و كان الأمان يُغادرني.

 

أخاف أن أعود...

 

كيف ألمس وجوه إخوتي؟

كيف أذود عن ضحكاتهم،

وأكون درعًا لأحلامهم حين تتحوّل قبورًا؟

أمنحهم كلَّ ما أملك...

فلا طَعمَ للحياة إلّا بملحهم،

ولا ضوءَ إلا من عيونهم.

 

أتذكّر...

لعبة الغميضة على الدَّرَج،

ضحكات تتقافز كالعصافير،

 أعين تلمع أمام أفلام "أميتاب باتشان"،

ورائحة الصيف تمزج بين الذرة والتوت والبسمة.

لكنّ صدري — كلما تذكّرت —

ينغرز فيه شيءٌ يشبه الخذلان.

 

للأسف،

أسكنتهم وتين قلبي،

فخانوه...

قايضوه بثمنٍ بخس لا يُساوي دفقة حبٍّ واحدة.

 

ومع ذلك، ماذا لو عدتُ؟

 

أعود إلى حضن جدّتي،

أتنفّسها كما لو كانت الحياة نفسها.

ألتصق بها،

بذاك الحنان الذي لا يُشترى،

بيدها التي كانت تصنع الخبز وتوزّع الطمأنينة في آن.

 

هي السلام حين يعلو الضجيج،

هي المذاق حين تفقد الأشياء طعمها،

هي الحكمة التي اختصرت أعمارًا في نظرة.

أحنّ إلى قلبها...

الذي كان سيفًا مسلولًا على كلّ من أراد كسر خاطرنا.

 

أريد حياة...

بنكهة جدّتي،

ببركة في اليد،

وطيبة في القلب،

وحكمةٍ عمرها ألف ألف يوم.

 

ماذا لو عدتُ؟

 

لكرسيي الخشبي، قلمي و كراسي،

وشيخي الذي ناداني أمام الجميع،

مُكرمًا علمي، ومُباهيًا بي.

 

لمعلمتي التي قالت بدهشة:

"أأنتِ من الأوائل؟!"

وأنا أضحك ببراءة شغبٍ لا يُقاوَم.

 

أنا بسيطة حدَّ الغباء،

لكن ذكائي،،

  بلغ عنان السماء.

رقيقةٌ حدّ الانكسار،

لكن قوتي،

لا تُلامس... تُهاب.

 

لا، لا أريد أن أعود...

 

أريد فقط أن أنامَ قريرةَ العين،

أن أُغمض جفني على صدقٍ لا يُكسر،

وهدوءٍ لا يُسرق.

 

أريد أن أحيا نفحات الرحمن ....

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

411 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع