مصر بالقلب والفؤاد لها يبصر
وحنيني اليها يأخذني ويعبر
فإن أشحت أو أغمضت عينيّ
طيفها بذاكرتى يأسرني ويحضر
عشقها أزلي لا تخطئه جوارحي
شراع يختال بشراييني ويبحر
لها المجد ينحني بقامته عنوة
والتاريخ بإعزاز يسطرها ويذكر
من ذا الذي يضاهيها عزاً وفخراً
ومن مثل مصر حبها بالقلب يزهر
لله درها الكنانة أرضها ومجدها
والماضي السحيق عن مصر يخبر
قلب الأمة ونبض نبضها الدافق
وهل تحيا الأمة بلا نبض أو تقدر
كم جارت عليها الليالي بنوائبٍ
وكم من خسيس يكيد لها ويغدر
ولكنها تنأى بجراحها وتنتفض
كالأسد الجريح عند الشدائد يزأر
مصر الحضاره مهد الرسالات
فهى المجد التليد وهى الأزهر
هي المروج عبيرها دوما يفوح
ومن شذاها الفل والياسمين ينثر
مريض أنا وعشقها دائي ودوائي
ونسيم بضفافها يداويني وأكثر
ثملت أنا بحبها ولست بشارب
وشارب الخمر مثلى لا يسكر
هى جنتى وجنونى ومدامعى
هى الجنة ونيلها الأغر كوثر
مقر بذنبي أنا فالعشق جريمتي
سألت الله لهذا الذنب ألا يغفر
باق أنا على عهدي لك يا مصر
فلا براءة من حبك أو أضجر