من أكثر المشاهد التي كانت تعجبني وتهزني كثيرا مشهد حنان ترك في أوبرا عايدة عندما تقول "أصعب شيء ان نكون أطباء ونكون عاجزين عن تخفيف الألم عن أقرب الناس لينا" لست طبيبة بالرغم من أنني كنت أتمنى أن أكون فإنني أعتقد أن أجمل إحساس في الكون أن يجعلك الله سببا في تخفيف آلام الآخرين ولكن كرهي الشديد لمادة الأحياء حال بيني وبين تحقيق هذا الحلم .. المهم أنني وبرغم أنني لست طبيبة الا أنني هذه اليام أعيش نفس شعورها وأنا أرى أعز مخلوق لدي في الدنيا أمي تتألم أمامي ولا أجد سبيل أمامي لتخفيف آلامها سوى "الطبطبة" والتمتمة ببعض الدعوات لها بالشفاء .. غهي تعاني بكسر في مفصل الفخذ منذ سنوات وكل مرة تجرى لها جراحة تركيب مفصل لا تمضي سنوات الا ويتآكل المفصل نظرا لاصابتها بمرض السكر .. والآن لابد من تكرار الجراحة مرة اخرى والمشكلة أن قلبها لا يتحمل تلك الجراحة نظرا لتقدمها في السن وإصابتها بقصور في القلب .. والآن أجدني أمام خيارين كل منهما أفظع واقسى من الآخر إما أن تستمر تتألم أمامي وأقف بصمتي العاجز وقلة حيلتي أستمع إلى أناتها كطلقات رصاص نافذة إلى صدري .. أو تدخل لإجراء جراحة غير محمودة العواقب .. ومما يزيد من الأمر صعوبة وإلاما لقلبي هو أنني مضطرة أن أبثها الصبر على تحمل الألم وأنه قد هانت الأمور فقريبا ستجرى الجراحة وتتعافي وتتمزق نياط قلبي وأنا أجدها تعض شفتيها من الألم منتظرة تلك الجراحة التي سترحمها من آلامها وهي لا تدري مدى خطورة الجراحة
إنني في حيرة شديدة أأجري لها الجراحة مغامرة بحياتها وبوحدتي وحرماني منها وبظلام حياتي للأبد .. أو أتحمل ألمها وصراخها الذي لا ينقطع
ربي يا أكرم من سؤل إرحمني برحمتك بإمي وأوجد لها حلا وشفاءا من عندك فقد أصبحت لا أطيق ألمها ولا أطيق عجزي