ما تزال مجتمعاتنا العربية و منها مجتمعنا المصري,, ترزح تحت وطأة الأحكام المجتمعية القوية التي تحرك الكثير من العادات و التقاليد و القيم المجتمعية بما يشكل الوعي العام و العقل الجمعي لمجتمعاتنا,,
نلحظ ذلك بشكل يطغى على الكثير من الأسس الصحيحة أحيانا و بما يتعارض مع الصالح العام أحياناً أخرى.
غير أن هذا لا يعد وصفا لكل التوجهات المجتمعية بصفة عامة, فهناك الكثير من سطوة المجتمع و توجهاته التي تحض على الفضائل و تحث على الإيجابيات و ترفض السلوكيات المشينة, و لحسن الطالع أن ذلك كثير و قد يتعدى ما يُعد سطوة غير إيجابية.
و لقد أسهم في انتشار الكثير من المفاهيم المجتمعية السلبية, ظهور منصات التواصل الاجتماعي المتعددة و التي يستقي منها الجموع الغفيرة مفاهيماً قد تكون هي الأسوأ, لسهولة انتشار الأفكار بين القابعين على تلك المنصات ليل نهار و تأثيرها الشديد بين المتابعين.
و لا شك في أن نتيجة هذه السطوة ذات المفاهيم السلبية, تعود بالضرر حتماً على أفراد و جماعات المجتمعات التي تستسلم لبعض تلك الأعراف مما ينحو بها إلى ممارسات يعاني منها كثيرون و يتضرر منها من يقع تحت براثنها, كما يقع من يعارضها في إشكاليات كبيرة من تشويه الصورة و الاغتيال المعنوي و التشهير,
و قد لاحظنا بعضاً من تلك المفاهيم السلبية –و ليس حصراً- في حالات الزواج و الطلاق و في حقوق الإرث و توزيعه و في التعامل مع المرأة في أحيانٍ كثيرة و كذلك حين يكون الأطفال طرفا في كثيرٍ من الأحوال و تتفاقم الحالة حين نرى ضعف الانتماء للوطن يسري بين البعض من أبنائه فيصير من يناصر الدولة منبوذا, و من يعمل على هدمها مقداما بشكل تُقلَب فيه الحقيقة.
و لا يمكن أن تُبنى المجتمعات, أو تصل إلى الأصوب من القيم و العادات و التقاليد و البناء, إلا إذا انتبه مفكروها و مثقفوها و كل رموزها الوطنية, ليصححوا و يوضحوا و يدقوا ناقوساً لخطر الاستسلام لتلك المفاهيم المجتمعية التي تكون في كثير من الأحيان أقوى من المنطق و أعتى من قوة العقل لدى الحكماء, الذين عليهم مسئولية التركيز على تفنيد تلك المفاهيم,
و على الإعلام بأدواته المختلفة أن يساعدهم في نشر تلك التصويبات اللازمة,
و لا أنسى الدور الأهم لدور الثقافة المنتشرة في ربوع وطننا مصر, و هو الدور الذي يجب أن يكون في أعلى صوَرِه لتوضيح تلك التشابكات بين سطوة المجتمع بمفاهيمه الراسخة, و الصائب من المنطق و القيم و القانون الذي نود أن نرسخه كمجتمع.
و لابد وجوبا, من تواجد الحكماء و العقلاء بشكل دائم و مستمر على مواقع التواصل الاجتماعي التي ينتشر فيها الكثير من المفاهيم السلبية لوأد انتشارها بين الشباب و بخطاب يناسب هذه المنصات و من يتابعها, باعتبار أن تواجد هؤلاء الحكماء رسالة سامية يجب أن يقوم بها الأفراد و الهيئات كلٌ حسب تخصصه و اهتمامه.
كما ينبغي أيضا على الأسرة, بعد ترقية وعي الآباء و الأمهات فيها أن تربي الأبناء على الأصوب في مواجهة تلك المفاهيم المجتمعية التي نشير إليها, و يكون أيضا على دور العبادة مسئولية كبيرة في القيام بمسئوليتها التوجيهية حيال ذلك.