آخر الموثقات

  • لو قبيحة .. شبيك لبيك
  • أتعلم تكون أنانى 
  • على كتف أبي معلقة ..
  • الفهم الخاطئ للمساواة بين الجنسين
  • أستاذ فلان ... رغم الدكتوراه
  • تفسير توقيت مصادقة موسكو على الاتفاقية الإستراتيجية مع طهران...
  • ترامب وبزشكيان في الرياض
  • الحرب الإيرانية الأمريكية : خطأ المحللين
  • طريقة إيران المبتكرة للتفاوض مع أمريكا
  • العرض المالي الإيراني لترامب .. إختراق غير مسبوق
  • إيران ووالد زيزو
  • مجابهة كل هذا القدر!
  • ضع الآتي حلقة في أذنيك
  • أنا البهية الفاتنة
  • ثقافة الاعتذار بين الأصدقاء… الكلمة اللي بتبني العمر من جديد
  • شكراً ... حضرة المدير 
  • أخاف أن أعود...
  • كذابة
  • سر القلوب النبيلة
  • دائما أشتاق إليك..
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة دينا عاصم
  5. الجار للجار "جارك قدامك ووراك إن ما شافش وشك هيشوف قفاك"-- أم سعيدة وملك الليبية -- منال الذهبي وغالية السورية)

 

كنت في بداية حياتي الزوجية اسكن بجانب الحديقة الدولية بمدينة نصر في شارع هادىء راقي جميل في كل شيء وكانت العمارة هادئة يسكنها عدة أسر في غاية الأدب والرقي ورغم أنني لم أكن أعرف شخصيا سوى جارة واحدة "منال" بحكم تقارب سن الأولاد إلا أن كل السكان أحسبهم على خير فعلا.

كانت جارتي منال الذهبي "وأصولها من مدينة برما" في طنطا " هي أقرب صديقة لي درسنا سويا علوم القرآن الكريم ودخلنا السينما بأولادنا وذاكرنا لهم سويا وتبادلنا الهموم والضحكات وصلاة التراويح في جامع "موسى بن نصير" لسنوات طوال فلم أعاشر أطيب ولا أنظف ولا أرقى منها هي واسرتها.

لا أنسى حين كانت تهاجمني أزمات "آلام الظهر" كانت هي التي تتولى تمريضي نظرا لسفر أختي ولقربها أكثر من أي شخص وكنت أخفي عن ماما تلك الأزمات التي تداهمني لأيام كانت منال تتولى خلالها شؤون بيتي وولادي رغم أعبائها كزوجة وأم.

وكان يسكن الشقة المقابلة لي أستاذ جامعة" ليبي" مع زوجته وأطفاله الثمانية وكان "رغم ثرائه الملحوظ" رجلا مهذبا خلوقا وزوجته سيدة جميلة أراها دوما إما حامل أو اوشكت على الولادة، طويلة وجميلة وفي غاية الطيبة والكرم، كلما جاءها زائر من ليبيا اهدتني من خيرات هذا البلد ولا سيما أنهم كانوا من محافظة صحراوية حسبما خمنت من ملابسهم التي تشبه ملابس أهل سيوة لدينا.

وذات يوم جاءت أم الزوج "أستاذ الجامعة الليبي" وكانت سيدة كبيرة ترتدي زيا زاهي الألوان مع حزام من القماش الأسود وطرحة ملونة وعلى ذقنها وكفيها وشم جميل، وكانت بشوشة رغم وجهها المليء بالتجاعيد

فوجئت بها تدق الباب وتدخل تلك السيدة الجميلة الطاعنة في السن وهي في غاية السعادة ومعها ما لذ وطاب من مأكولات ليبية

وكنت طيلة عمري ضعيفة جدا أمام كبار السن وأحبهم وأحب مسايرتهم والاستماع لهم بشهية لا تنضب

ولكن للأسف لم اكن افهم ما تقول السيدة الجميلة حتى جاء ابو اولادي واضطر للعمل مترجما لما تقول السيدة الجميلة التي وأثنت على جمالي وجمال بنتي ثم تسائلت باندهاش لماذا لا تنجب سيدة جميلة مثلي إلا اثنين وهل هناك سبب طبي ؟!!

طبعا أنا مت من الضحك وطلبت من أبو الأولاد أن يقول لها إني لا بد سأتلقى علاجا مناسبا لحالتي "المتدهورة" كحالة معظم المصريات، فتبسمت السيدة وتوالت زياراتها اللطيفة. 

والحقيقة أني أحببتها جدا لإصرارها على الحديث معي بلهجتها التي مع الوقت بدأت افهمها وصرنا صديقيتين "عن طريق الإشارة" وبعض المفردات المفهومة ضمنا

وكانت كلما سلمت علي بيديها قامت بتقبيل كفيها بعد السلام كنوع من السعادة بلقائي.

وحين انتقلت بشقة أخرى بنفس الحي كانت جارتي(إيمي) وزوجها طارق من اطيب خلق الله وكانت تنتمي لعائلة شهيرة تمتلك اغلى وارقى محلات بيع الحلوى (salet, sucree)

كانت ايمي بنت جميلة جدا في كل شيء ترسل لي دوما أرقى واغلى انواع الحلوى في كل مناسبة او عيد ميلاد وزوجها طيب يحب الاطفال ويسال عنا دوما أثناء سفر ابو الأولاد، ويتصدر لأي موضوع يخص العمارة نيابة عنا، ومازال على علاقة بنا رغم انه انتقل للعيش بجانب أسرته في حي آخر.

الحقيقة أن جزءا كبيرا من رزقي كان في جيراني فقد كانوا ولا زالوا من أنظف وألطف خلق الله وأكثرهم رقيا وحياءا

حتى عندما زرت سورية وبناء على نصيحة صديقة سورية طيب الله ثراها ورزقها الفردوس الأعلى ومتعها بشبابها في جناته، فإنني لم أنزل بفندق بل استأجرت بيتا جميلا بحي " حرستا " وهو أحد ضواحي دمشق الهادئة الجميلة وهو حي تم دكه ومساواته بالأرض في بدايات الثورة السورية ولا حول ولا قوة إلا بالله.

كانت لنا جارة سورية طفلة لم تبلغ بعد السادسة من عمرها واسمها "غالية"جميلة جمالا ذكرني ببنتي "لينة" التي كانت وقتها في سن 3 سنوات وكانت "غالية" ذات عينين عسليتين وشعر بني وبشرة بيضاء وملامح غاية اللطف والذكاء ، وكانت الأم ترفض أن تذهب بنتها للجيران إلا أن البنت كانت تصر إصرارا غريبا على البقاء معي منذ أن رأتني صدفة أمام العمارة في بداية إقامتي فنزلت الأم محرجة على رغبة "غالية"

كانت غالية تكتفي بزيارتي واللعب حولي كلما تواجدت بمنزلي ورغم أنني كنت اشاركها اللعب والتنطيط فقد كانت قليلة الكلام ربما لصغر سنها وربما لأنها لا تفهم إلا قليلا من كلامي فقررت أن أكلمها باللهجة السورية فتجاوبت معي وصرنا أكثر من صديقتين خلال أيام هي مدة زيارتي لسوريا وكنت أعود للبيت مسرعة وهي ما إن تستمع لخطوات قدمي لأني كنت اسكن في الشقة التي تعلو شقتها حتى تجري وتتبع خطواتي وتسبقني لشقتي.

وأما في شبرا فقد كانت جارتنا في الشقة المقابلة سيدة مسيحية وزوجها لم ينجبا أطفالا وتقدمت بهما السن فكنت دوما اسأل عليها أنا واخوتي وهي كانت تحبنا جدا وتسأل علينا وتحب دوما اللعب مع اطفالي وكنت كلما نزلت للتمشية على كورنيش النيل مع بابا والولاد وجدتها تجلس على إحدى الأرائك فنشتري البطاطا ونجلس ناكل سويا والأولاد يلعبون أمامنا.

وعندما توفي زوجها لم يكن لها سوى ماما وبابا للسؤال عنها حتى توفاها الله فحزنت أمي وحزنا جميعا حزنا شديدا على الجارة الطيبة الهادئة الراقية رحمها الله.

حقيقي الجار رزق ولما ربنا يضع عبادة التوحيد وبر الوالدين والإحسان للجار القريب والبعيد في جملة واحدة "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ"

يبقى فعلا فعلا احنا بنتكلم عن رزق عظيم جدااا اسمه "الجار الطيب" وعبادة خطيرة جدا لا يجب أن ننساها هي الإحسان للجار بالكلمة والفعل وستر عيوبه وأهل بيته ومراعاته وربنا ينجينا دوما من جار السوء.

دينا عاصم 

دينا سعيد عاصم

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1207 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع