لم أر في حياتي أرقى من حبس الغضب، أرى فيه قوة شخصية جبارة إذ يسيطر على مقاليد الأمور من يسيطر على غضبه، حتى أن اللغة ربطت معنى كلمة العقل بمعنى حبس الشيء وربطه.
فلم أر شخصا غضوبا إلا وخاصمه العقل وصاحبته الحماقة وأودت به الرعونة فخسر الكثير.
فالعقل لغويا هو الحبس ومنها "المعتقل" والعقال هو الحبل الذي تربط به الدابة والعقيلة هي السيدة التي جلست في بيتها أو حبست نفسها في بيتها وهذا دليل على رغد العيش إذ لا تحتاج للخروج من بيتها.
أما أجمل ما يمكن أن يتحلى به إنسان فهو عقل لسانه أي حبسه عن السوء، وأنبل ما يمكن أن تَحبس هي الكلمة "وأنت قادر على قولها،" الكلمة التي تثق أنها قد تودي بمن أمامك وتصيبه في مقتل، فتحفظ له ماء وجهه أو تبقي على كرامته فتؤثر الصمت وتعقل السلاحالفتاك في فمك.
فطوبى لهؤلاء الذين يعقلون ألسنتهم عن إيذاء الآخرين.. واعلم أن أبعد الناس عن الله يوم القيامة الذين يتجنبهم الناس خشية ألسنتهم.
وإن أجمل ما توصف به النساء هو حسن الحديث واللباقة، لذا فمن وصف نساء الجنة أنهم "عُرُب" عربا أترابا ومن معانيها أي التي تحسن الكلام الحلو اللين الفصيح.
والكلمة لها وقع في القلب لا يُخطأ ابدا فقد يحب الرجل امرأة لحلو حديثها وحسن منطقها حتى لو عدمت الجمال شكلا، وقد يكره امرأة لسوء حديثها وسلاطة لسانها حتى لو كانت "مارلين مونرو".
بونسوار يا حلوين
مصر حلوة
فلسطين حرة من النهر إلى البحر