هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • مشاعر لا يفهمها سوى كاتب
  • وكأنك روح تائهة 
  • الأدوية و تأثيرها على مفعول صيام رمضان على نوعية خلايا دهون الجسم و على حساسية الجسم للأنسولين.
  • علاج الصداع النصفي خلال شهر رمضان
  • سألني أحدهم..
  • ضمن البقاء
  • قراءة في فيلم Hidden Figures
  • جدلية البناء والزمن في الفيلم الروائي القصير
  • حوار مع زعفرانة ١١
  • سارقة جيبي الفارغ 
  • مي زيادة وجبران: الحب كالكتابة لا يزهر إلا في تربة الغياب
  • حيّ بن يقظان” .. مُلهم “ماوكلي” “كروزو” و”طرزان” الرواية العربية التي قلبت موازين الأدب العالمي
  • كن عربيا
  • الإغراء علي حسب نوع الرجل
  • غرفة العزل
  • أَلْقَتْ بِأَصْدَافِهَا
  • ستجبرون ٣
  • الاقتباس السينمائي
  • موعد الغداء (The Lunch Date )
  • الناس الحساسة… قلوب ترى ما لا يُرى
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة دينا عاصم
  5. حاللو يا حاللو - سطوح الواد لولو - اصحي يا دينا وحدي الله - لياليك الحلوة الزينة

الساكن في مدينة نصر يشعر بروائح رمضان مبكرا، فما أن يهل شعبان حتى تنتشر "الشوادر" التي تبيع الفوانيس بكل أنواعها وأدوات الزينة وتتبارى محلات السوبر ماركت في تشغيل أغاني الشهر الكريم وفرش الياميش والمكسرات وكل خيرات الله التي نأكلها في الشهر الفضيل.

والتي "كانت" تملأ البيوت قبل ارتفاع الأسعار.

يطير قلبي للشهر الكريم، أتذكر ما كان عليه رمضان في شبرا، وآه من شبرا وذكرياتها الحلوة التي تؤلمني أكثر من الذكريات المرة.

 

كان شباب الحي يدورون على جميع العمارات والبيوت يجمعون مبالغ مالية زهيدة ثم يجتمعون في سطح عمارة "لولو" جارنا ليقوموا بعمل جامع كبير بالورق الملون وفانوس ضخم.

 ويشترون السلك الكهربائي واللمبات التي توضع داخل الفانوس والجامع ثم يقومون بلصق الورق الملون ليصير سلاسل طويلة براقة تأخذ بالقلوب والعيون ورايات ملونة ويصعد الشباب لجميع البيوت لتوصيل سلاسل النور والزينة في البلكونات حيث يقومون بتثبيتها في الذراع الحديدي "لحبل الغسيل" أو "درابزين البلكونة".

 

كانت الأيام التي تفصلنا عن الشهر الكريم تمر بطيئة ونحن نتحرق شوقا للشهر الكريم بتفاصيله المصرية الصميمة، الشباب يستيقظون عصرا ويتجمعون ليلعبوا الكرة حتى انطلاق مدفع الإفطار وأما البنات الصغيرات فهن يتقافزن ما بين التليفزيون والمطبخ.

ورغم أني لم أدخل المطبخ إلا بعد زواجي بحوالي العامين حيث لم أكن أجيد الطهي - بعدما حرصت جدتي على إبعادنا "نحن حفيداتها" تماما عن المطبخ - إلا أن يومي كان يبدأ مبكرا جدا كالعادة لأني أنام مبكرا منذ كنت طفلة وليدة حسب كلام ماما.

، واكون بكامل نشاطي وانا صائمة مهما كان الجو حارا ولا أجلس في مكاني اعود من العمل فلا اخلد للراحة أبدا بل وأظل اتحرك من المطبخ للسفرة حتى يؤذن الشيخ محمد رفعت 

وأسمع تواشيح الشيخ سيد النقشبندي واطمئن لرائحة الشوربة بالحبهان.

وأترك "السكر" يعقد على نار هادئة وصينية الكنافة في الفرن تستوي على مهلها حتى أقدمها مع الشاي بالنعناع في بلكونتي العزيزة والمصابيح الخضراء تزين مئذنة الجامع التي تحتضن بلكونتي (دايرن داير) وتلقي بانوارها على بلكونتي.

وانا استمع لتمتمات المصلين استعدادا لصلاة التراويح من المسجد الملاصق لبيتي.

وفي ليلة من لياليه الحلوة الزينة وكنت بعد طفلة لم أتعد الخامسة واستيقظت على يد تحملني فإذا بي بين أحضان بابا وقد لفني "بكوفرته" لا أنسى لونها وضمني لصدره ليخرج بي للبلكونة حتى اسمع المسحراتي الذي لم أكن أسمعه لأني أنام مبكرا،

 لا أنسى رائحة أبي "خليط من التبغ وبارفان أولد سبايس" ويدي تلتف حول رقبته ووقف أبي يحملني حتى مر المسحراتي وهتف قائلا "اصحي يا دينا وحدي الله اصحى يا إيهاب وحد الله، امانة يا شهرنا لا تحكي ذنوبنا" إيهاب اخي كان يقف في البلكونة بجانب بابا

وحين سمعت اسمي من المسحراتي أعطاني بابا فلوس أرميها على المسحراتي انا وأخي فرميتها واختبأت في "رقبة" بابا وانا سعيدة، لا أنسى أبدا تلك الليلة.

كانت سعادتي رغم اني كنت بين النوم واليقظة غير طبيعية لسماعي صوت المسحراتي يناديني للمرة الاولى بحياتي، كان أخي يغيظني لأنه يسهر و يسمعه وأنا أنام مبكرا.

مرت الأيام ورحل بابا وماما مع الكورونا وخفتت مظاهر البهجة في حياتي عموما، لكنني وبعد رحيلهما قررت أن أصنع لأولادي ذكريات جميلة مثل ذكرياتي وصرت آخذهم معي وانا اشتري حاجة رمضان وأقوم معهن بتعليق الزينة في البلكونة وباقي البيت وأحرص أن يسمعن معي آذان المغرب من البرنامج العام بصوت الشيخ محمد رفعت ولا تجرؤ إحداهن على غلقه إلا بعد انتهاء تواشيح الشيخ سيد النقشبندي.

 

اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام هلال خير ورشد.

 

و...لياليك الحلوة الزينة ع الجمهورية هلّوا

 

يتبع

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1445 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع