كثير من الأمثلة الشعبية أراها تدعو لسوء السلوك
لذا فقد قررت أن أصحح "لنفسي" بعضا من تلك الأمثلة التي أراها ضد ما أمرنا به الله أو ضد الفطرة أو العقل أو "الرحمة".
فمثلا:
الله يقول اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم
وسيدنا النبي يقول "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث"
*وهم يقولون: "سوء الظن من حسن الفطن" ؟ طب بالذمة ده كلام؟..لا طبعا، بل إن حسن الظن من حسن الفطن
إذ كيف ينتج السوء شيئا حسنا؟
أي حسن في توقع السوء من الناس؟
بل إن أتعس الناس هو سيء الظن سريع الغضب الذي يفتقد للحِلم والصبر قبل أن يصدر أحكامه ويؤذيهم بسوء ظنه، وهو على ذلك يتعذب بفكرة أنه مضطهد محسود مبتلى بمن حوله، يكيد له الناس والحقيقة أنه لا يكيد به سوى نفسه وأوهامه ووساوسه.
إن رحمة الناس من كلمة تؤذيهم عبادة ليست هينة، ومرور كلماتنا بفلتر اسميه "فلتر الرحمة" هو منتهى البر وحسن الخلق.
أن ترحم من تستطيع أن تفحمه بكلمة، فتصمت وتدعه يتكلم ويتهم وأنت على ثقة أن كلمة منك قد تهدم ادعاءاته ولكنها قد تحرجه وتضعه أمام المرآة فيخجل، أو ربما يتمادى بعد أن تأخذه العزة بالإثم فتوقعه في شرك التكبر على الحق.
ربما عليك ساعتها أن تحاول لمرة أو مرتين أن تهدىء خواطره دون أن تؤذيه بكلمة، ثم تصمت تماما،
الصمت هاهنا تعفف وحنان من نفس كريمة على نفس معذبة، وتدعه لظنونه حتى يعود لرشده، فإذا عاد، تصفح صفحا جميلا بلا عتاب ولا ضغائن.
هذا هو البر، أفضل البر على ما أعتقد.
مبارك عليكم رجب ياخوانا.. اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين