الحقيقة طول عمري أشعر بتميز شديد بسبب هويتي المصرية وأعتز بها بشكل يعتبره البعض مبالغ فيه، وخصوصا حين اسافر للخارج، أشعر أن لا شيء يثبت قدمي ويرفع رأسي مثل السؤال المعتاد... "مصرية"؟ لأجيب بشيء كثير من السعادة والزهو "نعم,, مصرية طبعا".
وحين يخمن شخص أنني من جنسية اخرى وهو - شيء مزعج يحدث بشكل متكرر - أسارع بنفي "التهمة" مؤكدة أني مصرية أبا عن جد، ومن شبرا كمان يعني معقل المصريين وسدنة الهوية المصرية وولاد البلد.
لكن الحقيقة أنني كلما زرت أماكن في القاهرة أزداد فخرا ويتعالى عندي هذا الشعور الذي ينتابك مثله حين يذكر أبوك بالخير وتظل سيرته الطيبة كلما ذهبت لمكان، بالضبط نفس الإحساس.
وفي الفترة الأخيرة أسعدني الحظ بزيارة أماكن أثرية كتيرة - حلمت بزيارتها ولم يسعفني الحظ - من مختلف العصور الأهرام وسقارة والآثار الفاطمية والمملوكية، وأضرحة آل البيت.
الشيء المهول فعلا هو أن الحاضر لا يتماشى مع الماضي لكنه لا ينفيه، بل من وقت لآخر تشعر أن هناك أمل وأمل كبير كمان وان الشخص "أصله بيرد عليه مهما تاه" كما كانت تقول جدتي، كذلك المصريين.
قد يشعر البعض بالدونية وخصوصا هؤلاء الذين يسعون وراء المال، فما أن "يشخشخ" له شخص بدنانير أو دراهم معدودة حتى ينبري "حلوة ينبري دي" للتهويل من شأن صاحب المال والتهوين من شأنه أو شأن بلده، هؤلاء هم سفلة القوم وأرذلهم وهم لا يحظون باحترام أحد حتى صاحب المال، وهؤلاء يجب أن نوقفهم عند حدودهم ونعرفهم من هي الست مصر ومن هم المصريين.
ولكن...
قد يخطأ البعض في مفردة تسقط منه سهوا أو بدون قصد أو يجتزأ كلامه من سياقه أو سوء تقدير، أو مزاح سمج، وسط "هوجة" الهزار والاحتفالات والخايلة الكذابة، لكن تاريخه "تاريخ الشخص" يثبت حبه لوطنه واحترامه لجمهوره،
هذا لا ينبغي أن نطلق عليه الكلاب المسعورة على السوشيال، مثل الفنان أحمد حلمي، أحمد طول عمره محترم بيحب بلده وبيحترم جمهوره في ما يقدمه ومحاولاته كلها معتبرة و جيدة، فلو سقطت منه عبارة سهوا أو اجتزئت من سياقها، له عندنا ألف عذر، مفيش داعي نكون مثل "خالتي فرنسا" والتي يؤجرها البعض للنيل من كرامة الناس وشتمهم ومسح بلاط السوشيال بكرامتهم وخصوصياتهم ومعايرتهم بزوجة أو ابنة أو أو...عيب يا جماعة،، لا تسيروا خلف الجموع الزرقاء، حكموا العقل والضمير.
إرحموا من في الأرض..
----
ملحوظة:
1-"أول جملة في العنوان فقط هي جزء من قصيدة للشاعر مصطفى إبراهيم"