"تأملات،،كيف اختتن سيدنا ابراهيم - سيدنا موسى، عصبي من اللي شافه مع اليهود- سيدنا عيسى كلمة الله، الذي شتم اليهود"
من أجمل قصص الأنبياء قصة سيدنا إبراهيم، قصة نعرف جميعا تفاصيلها، ولكن بالنسبة لي فإن شخصية سيدنا إبراهيم كانت محيرة من أوجه مختلفة.
سيدنا إبراهيم كان من أوائل الرجال ذوي الفضل، فهو أول من أكرم الضيف ويقال إنه لم يأكل يوما وحده فإنه كان يخرج دوما ليبحث عن ضيف يضيفه، وكلنا نعرف قصة الملائكة الذين جاءوه ليبلغوه أنهم سيقضوا على قوم لوط ويخسفوا بهم الأرض "ولهم حديث لوحدهم" فما أن وصل الملائكة بيت سيدنا إبراهيم حتى اعتقد أنهم ضيوف فأتاهم "بعجل حنيذ" مشوي يعني، تخيلوا في هذا الزمن يعمل لضيوفه عجل مشوي.وبالطبع لم يأكلوا فهم ملائكة، ساعتها سيدنا إبراهيم خاف منهم إزاي يعني يقدم طعام لضيوف فيرفضوا،، ده معناه إنهم جايين في مشكلة كبيرة وشر، لحد ما أخبروه بأنهم ملائكة.
لم يكن سيدنا ابراهيم كريما فحسب بل كان شديد الكرم للناس والحب لله وتخلل حبه لله كل ذرة في كيانه فهو خليل الله، فمرة يصفه الله بأنه أواه حليم ومرة أواه منيب والأواه كثير الدعاء لله والتبتل له حتى يغلبه البكاء والتأوه ، كما كان حليما بطيء الغضب وهي صفات تزين الرجل، الحقيقة كل صفاته جميلة.
حقيقي لو كنت أقدر اختار زوجا لي من الأنبياء لاخترت سيدنا ابراهيم،
اختار سيدنا ابراهيم لأنه أول من اتصف بصفات رائعة حين تجتمع برجل، فقد كان صبورا ونظيفا معتنيا بمظهره وذكيا وحليما مع زوجاته، طبعا كل الأنبياء معصومون ومنزهون وهم خير خلق الله
لكن مثلا، سيدنا موسى عليه السلام بيعجبني جدا رغم إنه كان عصبي، صحيح عصبي في الحق، كما كان قوي البنية رغم لثغة في كلامه، يعني ممكن "يزق" حد يموته من فرط قوته، زي الراجل المصري اللي وكزه سيدنا موسى فقضى عليه،
رغم أنه كان يادوب بيدفعه بعيدا، كان بيفض "خناقة" يعني بينه وبين راجل يهودي لئيم فاتورط في حادثة قتل، سيدنا موسى كان قوي جدا وربنا له حكمة في اختياره قوي البنية حاسم غضوب للحق لعلم ربنا إنه أرسل لقوم مجرمين وغلاظ وغاية اللؤم والفُجر هم اليهود،
مرة تانية اتعصب سيدنا موسى على أخيه سيدنا هارون راح رمى الألواح اللي ربنا أعطاها له، رماها في الأرض، تخيلوا،، ومسك برأس سيدنا هارون وظل يجره من رأسه، فسيدنا هارون قال له "دعني يابن أم ولا تشمت في بني اسرائيل" من كتر غضبه وعصبيته لما رجع لقى بني اسرائيل بيعبدوا عجل، عجل يا كفره؟؟؟ عجل؟
كانوا مجرمين بجد يخرجوا أي حد عن شعوره بفُجرهم وكفرهم،
بدليل أن سيدنا عيسى بجلال قدره وكان في منتهى الحلم والصبر "وهنحكي حكايته إن شاء الله "
سيدنا عيسى خرجوه عن شعوره فشتمهم لما نزلت عليهم المائدة من السماء تخيلوا يا جماعة لما يبوظوا أعصاب سيدنا عيسى الحليم المشهور بطيبة قلبه وعظمة سماحته واللي بيقول لهم من كان بلا خطيئة فليرمها بحجر واللي بيقوللهم أدر خدك الأيسر لمن ضربك على خدك الأيمن،
تخيلوا سيدنا عيسى، كلمة الله وروحه، يوصلوه بنو اسرائيل بكفرهم وبجاحتهم إنه يشتمهم لما عرف إنهم قتلوا ابن خالته سيدنا يحيى انهار لأنه كمان كان صديقه و قال لهم أيها الحيات يا أولاد الافاعي هتروحوا من جهنم فين
متى 12 : 33 " يا اولاد الافاعي كيف تقدرون ان تتكلموا بالصالحات وانتم اشرار"
متى 23 : 33 "ايها الحيّات اولاد الافاعي كيف تهربون من دينونة جهنم. "
المهم نرجع لسيدنا إبراهيم بقى بيقول عنه ربنا إن "إبراهيم كان أمة" يااااه امة ؟؟ أمة لوحده؟؟ ايوة فقد كان إيمانه يعادل ايمان أمة، حتى بعدما رموه في نار ظلوا يعدونها له ويحموها ٤٠ يوما ومع ذلك لم يهتز والتزم بقول(لا حول ولا قوة الا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل)
وأما أجمل صفاته على الإطلاق من وجهة نظري فهي إنه أول من اهتم بنظافته الشخصية بشكل علمي منهجي رغم أنه عاش في عصور أقل ما يقال عنها إنها عصور وحشية همجية
بعض البرديات أوالجداريات بتثبت إن كان فيه ختان للرجال في مصر القديمة وربما تسبق سيدنا إبراهيم وسواء سبقته أو لم تسبقه أو عاصرته فقد كان سيدنا إبراهيم يعيش في الجزيرة العربية وقبلها بابل العراق كما عاش في الشام ولم يكن الختان معروفا بتلك المناطق، (مصر حاجة تانية حرفيا)
ربنا بيقول "واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن"
أي أرسل له أوامر ونواهي فأتمهن أي قام بهن على الوجه الأكمل
سيدنا إبراهيم أول من قص الشارب والتزم بالمضمضمة والاستنشاق واستعمال السواك وفرق الرأس اي غسلها وتمشيطها والتزم بخمسة في الجسد هو أيضا أول من قام بهن وهي الختان (ختان الرجال فقط يا جماعة) ونزع شعر مناطق معينة من الجسم طلبا للنظافة وحسن الرائحة وتقليم الاظافر وغسل الجسم من أثر البول أو الغائط.
سيدنا إبراهيم كان راجل جميل منتهى النظافة والطهارة والعناية بمظهره ومخبره،
تخيلوا إن هو أول إنسان يعمل كل ده وبمنتهى الدقة والعناية وبأدوات بدائية يعني بمنتهى الصعوبة
يكفي أن نعرف أنه اختتن بالقادوم أي بالفأس أول ما ربنا أمره بالختان نفذ فورا وجاب فأس وهوب عمل لنفسه عملية الختان.
ولا غرابة فقد أمره الله بذبح ابنه وحيده سيدنا إسماعيل"كان ساعتها وحيه ولم يكن قد أنجب إسحق" فامتثل وأمره بترك هاجر واسماعيل في الصحراء فامتثل، ده ايه الحب والتسليم والرضا والثقة في ربنا دي؟ حق لله فعلا أن يكون ابراهيم خليله!!
سيدنا إبراهيم كان يعطي نظافة جسده والعناية بأسنانه وشعره وقتا كبيرا يعتني بهم بدون ان ينتقص من عباداته وحياته العادية، وكان أشبه الناس بحفيده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فما أجمله !
بذمتكم فيه أجمل ولا أرقى من سيدنا إبراهيم؟ ربنا كمان بيمدحه في القرآن بشكل غريب فيقول "وإبراهيم الذي وفّى"
الله الله طبعا وفّى بكل أمر ربنا أمره به وبكل عهد عاهد ربنا عليه، سيدنا إبراهيم أمة يستحق نذكره هو وأهله في كل صلاة ونصلي ونسلم عليه.
عشان كده يقال أنه كانت تطوى له الأرض طيا، يكون بالشام يذهب للجزيرة لزيارة ابنه سيدنا إسماعيل في لمح البصر والبعض قال إنه كان يركب البراق، أيا كان فنحن لا نصدق ولا نكذب طالما لا يخالف الكتب السماوية
فاللهم صل على سيدنا محمد وعلى ال سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى ال سيدنا إبراهيم في العالمين آمين إنك حميد مجيد.
دينا عاصم
دينا سعيد عاصم
المراجع: القرآن الكريم
الإنجيل - التوراة
البداية والنهاية لابن كثير
قصص الأنبياء للدكتور مصطفى عبدالواحد