هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • لو قبيحة .. شبيك لبيك
  • أتعلم تكون أنانى 
  • على كتف أبي معلقة ..
  • الفهم الخاطئ للمساواة بين الجنسين
  • أستاذ فلان ... رغم الدكتوراه
  • تفسير توقيت مصادقة موسكو على الاتفاقية الإستراتيجية مع طهران...
  • ترامب وبزشكيان في الرياض
  • الحرب الإيرانية الأمريكية : خطأ المحللين
  • طريقة إيران المبتكرة للتفاوض مع أمريكا
  • العرض المالي الإيراني لترامب .. إختراق غير مسبوق
  • إيران ووالد زيزو
  • مجابهة كل هذا القدر!
  • ضع الآتي حلقة في أذنيك
  • أنا البهية الفاتنة
  • ثقافة الاعتذار بين الأصدقاء… الكلمة اللي بتبني العمر من جديد
  • شكراً ... حضرة المدير 
  • أخاف أن أعود...
  • كذابة
  • سر القلوب النبيلة
  • دائما أشتاق إليك..
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ايهاب همام
  5. الغرفة رقم 20 - الجزء الثاني

كان يحاول فتح عينيه و هو يشعر بأنه يطوف على غيمة داخل فراغ سرمدي لانهاية له و صوتها يأتيه من بئر سحيق كان يريد أن يرى من صاحبة الصوت الهادئ الرقيق الذي يداعب خلايا مخه و يحسه على الإستيقاظ و العودة للواقع كانت تتحدث و تتحدث و كأنها تنتظر منه أن يجيب كان يريد تحريك جسده ليعلمها أنه يسمع صوتها و لكنه يشعر به ثقيلا و كأنه مكبل بالقيود التي تمنعه عن الحركة لم يستطع عقله الواعي أن يتحمل كل هذا المجهود الذي يبذله ليستيقظ فغرق مرة أخرى في اللا وعي لم يعلم كم ظل نائما عندما عاد لواقعه مرة أخرى على صوتها الرقيق و هى تقرأ شئ ما لم يستوعب عقله ماذا تقول كل ما يشعر به هو صوتها و هو يصل لخلايا مخه فتبعث به الإطمئنان و يشعر بالأمان كانت تضحك على شئ قالته ثم تعود لتكمل قرأه مرة أخرى بعد وقت قصير توقفت و هى تخبره .. ” يكفي هذا اليوم حقا لقد أستمتعت بقرأة هذه الرواية أنها مضحكه جدا “ ثم أكملت بعتاب..” و لكنك لم تبتسم حتى على شئ مما قلته “

 سمع صوت تحرك مقعدها فعلم أنها نهضت لترحل كان يود أن يخبرها الا تتركه و ترحل و لكنه لم يستطع فتح عينيه أو تحريك أصبع صغير من يده ليجعلها تنتبه سمعها تقول بهدوء ..” و الآن سأذهب فقد أنتهى وقت عملي لليوم سأراك غدا هل تريد أن أمر عليك أولاً أم بعد إنتهائي من رؤية المرضى الأخرين حتى أظل معك وقت أطول إذا كنت تريد ذلك أفعل شئ يدل على سماعك لي “

 لم يستطع أن يفعل شئ فهو يشعر بجسده مكبلا و حملا ثقيلا يجثم على صدره و يحشرج أنفاسه حتى عينيه تأبى أن تطيع إرادته و تفتح حتى يرى تلك التي تحادثه كل يوم كيف هو شكلها هل هى بيضاء سمراء هل شعرها طويل قصير هل هى جميلة كصوتها لم يستطع إكمال تصوراته عنها و هو يشعر برأسه ثقيل مرة أخرى فغرق في النوم مطمئنا أنها ستأتي غدا فتنهد براحة لذلك ...

 أبتسمت عبير قائلة ..” ها قد أعطيتني إشارة إذا أنت تسمع حديثي أليس كذلك حسنا أنا لن أيأس حتى تستيقظ و تحادثني و تخبرني بإسمك فأنا أريد معرفته ..و الآن سأذهب تصبح على خير“

 خرجت عبير و أغلقت الباب خلفها بهدوء لتذهب لتبدل ملابسها و تذهب إلى المنزل....

**************

لم تأت كما وعدته أنتظر و أنتظر حتى تأتى و لكنها لم تفعل كان يدلف لغرفته أحدا ما من وقت لآخر و يقوم بمعاينته كان يشعر بلمساتهم على جسده بعملية مفتقدا ملامستها المهتمة به و هى تنظف جسده و هى تعطيه دواءه و هى تقرأ له و حديثها الذي لا تكف عن إلقائه عليه و أسألتها السؤال تلو الآخر معطيه إياه وقتا ليجيب و عندما لا يفعل تخبره أنه لا يهم ستعرفه منه عندما يستفيق .. كان يريد فتح عينيه ليسأل القادمين أين هى أمانه من تشعره بالطمئنينة و لكنه لم يستطع دلفت إلى الغرفة تحقن دواءه كما تفعل عبير و أمرها الطبيب عندما أتت السيده انشراح سائله ..” سناء هل إنتهيتي “

 ردت سناء بهدوء ..” أجل سيدتي الرئيسة لقد أنتهيت و فعلت كما أمر الطبيب “

سألت انشراح ..” و كيف حاله “

أجابت سناء ..” بخير سيدتي حالته مستقرة “

 صمتت قليلاً ثم قالت سناء بإهتمام ..” متى ستعود عبير سيدتي هل هى مريضة لذلك الحد “

 ردت السيدة انشراح تجيبها ..” ستعود بعد غد فالطبيب وحيد أوصى لها براحة يومين حتى تتعافى من الحادث الذي تعرضت له و هى ذاهبه للمنزل أول أمس “

 خفق قلبه قلقاً فهتز جسده منتفضا فتسعت عينى سناء قائلة بدهشة ..

” سيدتي هل رأيتي ذلك لقد تحرك “

 عقدت انشراح حاجبيها بإهتمام و قالت بحزم ..” نعم لقد رأيت سناء أذهبي لتخبري الطبيب شريف ليأتي لمعاينته أسرعي “

 أنصرفت سناء فتجهت إليه انشراح تفحص مؤشراته الحيوية التي تظهر على الأجهزة عندما رأته يفتح عينيه ببطء يتطلع إليها بغرابة و يحاول تحريك رأسه ليتفحص المكان حوله يريد أن يخرج صوته و لكنه لم يستطع حاول إبقاء عينيه مفتوحة و السيدة انشراح تسأله ...” هل أنت بخير يا سيد “

 لم يستطع أن يجيب فأتى الطبيب في ذلك الوقت مسرعا ليعاينه و قال مبتسما ..” حمدا لله على سلامتك يا سيد كيف تشعر الآن “

 لم يجب و هو يحاول النطق ليسأل عنها فالتفت الطبيب إلى السيدة انشراح مطمئنا ..” هو بخير الآن سيدتي لا تقلقي “

 أبتسمت سناء قائلة ..” ستفرح عبير كثيرا عندما تعلم أنه أستفاق و لكنها لن تستطيع رؤيته الآن لحين عودتها “

سأل شريف ..” كيف حالها الآن “

 أجابته انشراح ..” بخير ستعود بعد يومين كما أمرها دكتور وحيد “

 رد شريف ..” حمدا لله أنها كانت أمام المشفى ليحضرها الرجل إلى هنا فوراً “

 أجابته انشراح ..” نعم معك حق و الآن لنتركه حتى يستريح “

 أنصرفوا جميعاً تاركين إياه خلفهم يشعر بالفقد ...

****************

 مر يومين و عادت عبيرللعمل بحماسة و لهفة لرؤيته بعد أن تحسنت حالتها خاصةً أن الحادث كان بسيطا و لكن الدكتور وحيد أصر على أن تستريح حتى تتعافى من الصدمة بسبب الحادث الذي تعرضت له و هى ذاهبه للمنزل ..دلفت لغرفته فرحه بعد أن أخبرتها سناء أن مريضها قد أستفاق و لكنه لا يستطيع التحدث أو أن يظل مستيقظا وقتا طويلا و لكنه يظل وقتا قصيرا ثم يعود إلى النوم مرة أخرى وجدته مغمض العينين فظنت أنه نائم فقالت بمرح..” صباح الخير ها قد عدت.. كيف حالك لقد أخبرتني سناء الممرضة المسئولة عنك أثناء غيابي أنك قد أفقت هل أنت كذلك “

 مازال مغمض العينين و لكنه أستطاع سماع صوتها و الشعور بها عند دلوفها للغرفة فحاول فتح عينيه ليرى تلك التي أفتقد صوتها و أنفاسها حوله الأيام الماضية و التي كانت تشعره بالأمان كشعور طفل صغير في حضن أمه ..أكملت حديثها بمرح قائلة..” أسفة لم أستطيع المجئ الأيام الماضية لقد تعرضت لحادث ..لا تقلق هو بسيط و لكني شعرت بالرعب لقد أتت سيارة مسرعة عبر الطريق جعلتني أتسمر مكاني كانت تتجه إلي بسرعة كالحبيب الغائب وقتا طويلا و يشتاق لحبيبه و يريد أخذه في أحضانه “ ..ضحكت عبير و هى تكمل ..” تخيل ظننت أنها ستأخذني في أحضانها و لكن أحدهم دفعني عبر الطريق قبل أن تصل إلي و لكن كانت دفعته قوية فقد أرططمت بالحائط و أصيب رأسي و لكني الآن بخير لا تقلق ..لقد جلبت اليوم كتابا عن المغامرات سأقرأ لك بعد إنتهاء مروري على المرضى ما رأيك و الآن سأتركك و أعود بعد قليل “

 كان يستمع لحديثها المتواصل و هو يحس نفسه على فتح عينيه ليرها قبل أن ترحل أستدارت لتهم بالرحيل عندما سمعت صوته الخافت و هو يسألها ...” أنتظرى “

 التفتت إليه مسرعة تنظر إليه بلهفة هو يتحدث العربية كانت عيناه مفتوحتان تتطلعان عليها بغموض كان يحاول الحديث مرة أخرى سألا إياها بصوت متقطع ..” هل...هل.. أنت.. زوجتي “

 نظرت إليه عبير بصدمة و هى تسمع حديثه بالعربية المصرية أيضاً و يسألها إن كانت زوجته هل يظن أنها زوجته خفق قلبها و هى تجيبه بدهشة ..” أنت مصري “

 عاود الرجل سؤالها بتصميم ...” هل..أنت.. زوجتي “

 أرتبكت عبير و قالت بنفي ..” لا لست زوجتك .. أنا “ و أشارت لردائها و هى تكمل ..” أنتظر سأخبر الطبيب أنك قد أستفقت “

 عاود الحديث بخفوت و كأنه يبذل مجهودا ليخرج من فمه هذه الكلمات القليلة أمرا ..” أنتظرى “

 أستدارت و دنت منه تسأله ..” ماذا تريد سأحضر الطبيب حتى نطمئن عليك “

 حرك رأسه بنفي و قال ما جعلها تصدم ..” هل تعرفين..إسمي “

 نظرت إليه عبير بصدمة و هى تقول بذهول ..” ماذا “

 أصدر الرجل صوت نفاذ صبر و قال ..” إسمي..إسمي هل تعرفينه “

 أرتبكت عبير و رفعت يديها علامة إنتظار و هى تخبره بحزم ..” أنتظر سيدي سأذهب لإحضار الطبيب لن أتأخر “

 أندفعت تاركه إياه يشعر بالحنق منها لعدم إجابتها على سؤاله عن هويته ...

 أتى الطبيب و السيدة انشراح معه فهى المسؤلة عن حالته بأمر من دكتور وحيد لعدم وجود هوية لديه قال له الطبيب بتساؤل ..” كيف حالك يا سيد لقد أخبرتني عبيرأنك تسأل عن إسمك الا تعرفه “

 كان ينظر إلى الطبيب بجمود و كأن الأمر لا يعنيه و هو يسأل الطبيب ..

” أين هى “

 عقد الطبيب حاجبيه بعدم فهم و سأله ..” من هى “

 رد الرجل بتعب و هو يحاول فتح عينيه لأطول وقت ممكن ..” الفتاة ..الفتاة..الجميلة السمراء “

 أبتسم الطبيب و قام بفحصه و هو يطمئن على مؤشراته الحيوية قائلاً متجاهلا سؤاله ..” هذه السيدة الرئيسة و هى من قامت بإدخالك هنا و هى تريد أن تعرف هويتك لتبلغ ذويك حتى يأتون للإطمئنان عليك “

 هز الرجل رأسه ببطء و قال بحيرة ..” لا أعرف أنا لا أتذكر شيئاً .كل ما أذكره هو صوتها و هى تحادثني أين هى “

 أعاد الرجل سؤاله فتعجب الطبيب و قال ..” هل مجيئها أهم من معرفتك لهويتك حاول التذكر حتى نعلم من أنت و من الذي تسبب في إيذائك هكذا “

 رد الرجل بضيق و هو يهز رأسه بعنف ..” لا أعرف لا أعرف أتركني.. أتركني الآن “

 هدئه الطبيب ..” حسنا أهدء قليلاً و أسترح لعل النوم يساعدك على التذكر حين تفيق “

 أعطاه الطبيب مهدئا حتى ينام و خرج من الغرفة هو و السيدة انشراح التي كانت تراقب بصمت .. قال لها الطبيب بعد غلقه باب غرفته ..

 ” أعتقد أنه قد فقد ذاكرته يحتاج لطبيب نفسي لتقيم حالته أما حالته الجسديه فهى في تحسن لبنيته القوية و أسبوع أخر يستطيع التحرك بمساعدة أحد “

 سألته انشراح ..” الا تظن أنه فقط مشوش بسبب الحادث “

 أجاب الطبيب ..” لا أعتقد ذلك عموماً سنعرف عندما يعاينه الطبيب خالد “

سألته انشراح ..” و ما العمل بشأن هويته “

 قال الطبيب مجيبا ..” علينا إبلاغ الشرطة بما جد عن حالته حتى إذا كان هناك إجراء ما بشأنه يقومون به “

 قالت بهدوء و هما ينصرفان من أمام غرفته ..” حسنا سأقوم بذلك بنفسي حتى أعلم ما سيكون وضعه فيما بعد “

 أنصرفا من أمام الغرفة عندما دلفت عبير إليه تنظر إليه بحزن و هى تحادث نفسها ..” حقا الحياة قد تكون صعبة على البعض و لكنها أحياناً قد تكون أسوء “

*********************

 دلفت إلى المنزل بتعب و هى تجلس بجوار والدتها التي تجلس تشاهد التلفاز و الولدين يوسف و مهند يجلسان أمامها يلعبان بلعبتهما التي جلبتها مؤخرا لهما قائلة ..” مساء الخير أمي “

 أجابت والدتها باسمة مرحبة و هى تمد يدها ببعض حبوب الفول السوداني لها ..” مساء الخير حبيبتي تبدين متعبة اليوم “

 أخذت عبير من يدها الحب و تناولت البعض منها و هى تجيب ..

 ” كُفي عن سؤالي عن تعبي بل عندما تجدينني بخير أسأليني تبدين بخير اليوم عزيزتي ..أسهل لكلينا “

 ضحكت زينب و سألتها بمكر ...” ماذا هناك هل الرجل أستفاق و نهرك على ثرثرتك كل يوم فوق رأسه و هو فاقد الوعي “

 أبتسمت عبير برقة و هى تتناول بعض الفول السوداني قائلة ..” أجل لقد أستفاق أخيرا و لكن لن تصدقي ماذا قال لي عندما فتح عينيه و رآني“

 جلست زينب معتدلة و سألتها بإهتمام ..” ماذا ماذا قال ها أخبريني “

 ضحكت عبير و قالت بمرح ..” أمي أنت تبدين كالطفل المنتظر ليذهب لحديقة الحيوان لرؤية الأسد “

 هنا زمت زينب شفتيها ثم قالت بحنق ..” هيا أخبريني يا فتاة ماذا قال لك عندما آفاق “

 ردت عبير بخفوت ...” لقد سألني إن كنت أنا زوجته “

 نظرت إليها والدتها و قالت بتعجب ..” ماذا تعنين بزوجته و لما يسألك شئ كهذا “

 تنهدت عبير و هى تتذكر ما حدث اليوم و سمعته من الطبيب ..” لقد فقد ذاكرته أمي هل تصدقين لقد فقد ذاكرته أيضاً مع هويته هو لا يعرف شئ ..لا يعرف من هو ما هو إسمه ..في الحقيقة لا أعرف ما هو شعوره الآن و هو لا يعرف شئ عن نفسه أو عن ماضيه و الآن ينتظره مستقبل غامض لا يعرف إن كان جيدا أم سئ و كيف ستكون حياته الآن و كيف سيعيش وحده لا عائلة و لا هوية و لا داعم و لا بيت يأويه“

 أجابتها والدتها بهدوء ..” تنظرين للأمر نظرة متشائمة و كأنه كارثة ربما هذا رحمة من الله سبحانه وتعالى لينجيه من أمر أسوء بكثير مما حدث له إن كان حقاً هناك من يهدد حياته بالقتل كما تقولين ربما لو عاد لحياته السابقة بعد أن يشفى و هو يتذكر من هو ربما يستطيع الذي تسبب في إيذائه من قبل و نجاه الله أن يؤذيه مرة أخرى و لن يجد أحدا ينقذه هذه المرة “

 أقشعر جسد عبير و أرتجفت شفتيها فلاحظت والدتها ذلك فأبتسمت بحنان تطمئنها فإبنتها دوماً تظن أنها قوية و تتحمل أصعب الظروف و لكنها تعلم أنها مرهفة الإحساس و المشاعر تتذكر معاناتها في الفترة التي مرض زوجها والد عبير كيف كانت حالتها وقتها ...” لا تقلقي حبيبتي كل شئ سيكون كما أراد الله لنا و هو دوماً يختار لنا الأفضل و الآن هيا لتبدلي ملابسك لنتناول العشاء و بعدها تذهبي للنوم باكرا و اليوم أنا أصر أنت لن تفعلي شيئاً آخر بعد الطعام غير النوم فهمتي“

 أبتسمت عبيرو هى تنهض ..” حسنا أمي أءذني لي “

 ربتت والدتها على وجنتها بحنان قائلة ..” أذهبي حبيبتي “

 ذهبت عبير لغرفتها فتنهدت امينة بقلق فهى تخشي على ابنتها كثيرا فهى تعلم كم هى تحب مساعدة الآخرين و من الواضح أنها تشعر بالمسؤولية تجاه هذا الرجل شعرت امينة بالقلق و هى تحاول إبعاد الشك عن قلبها تجاه الأمر عليها أن تتحدث مع انشراح لتفهم ما يحدث معها هناك تمتمت بقلق .. خيراً إن شاء الله خيرا

بعد يومين ذهبت عبير إلى العمل باكرا عن موعدها حتى تمر به قبل أن ترى باقي المرضى لترى كيف تقبل أمر فقدانه لذاكرته فهى علمت أمس قبل أن ترحل عندما سألت السيدة انشراح أنه لم يحرك ساكنا عندما أخبره الطبيب بفقدانه لذاكرته و أنه يحتاج إلى الوقت حتى تعود إليه و لم يحدد وقتا معينا له سواء كان طويل أو قصير كان الطبيب متعجبا من أمره فسأله بإهتمام..” الا تهتم بالأمر ولو قليلاً الا يؤثر عليك أن تفقد هويتك و ذكرياتك و لا تستطيع أن تعلم من أنت أو من عائلتك “

 أخبرت انشراح عبير أنها كانت تجلس أثناء محادثة الطبيب له عندما أجاب الطبيب ببرود و هو يحاول إخراج صوته بقوة ...” لا ..لا أهتم و هل بيدي شئ أفعله هل غضبي و حنقي و صراخي سيعيدها إلي هل قلقي و خوفي سيعيدها إلي أنت تقول أحتاج إلى الوقت حسنا ربما لا أملك غيره في الحياة سأنتظر حتى تعود و لن أتذمر أو أغضب أو أصرخ .. إذا كان لي عائلة ستبحث عني أما إن لم يكن فهذا أفضل حتى لا أكون سببا في قلق و حزن أحدهم و الآن يكفي الحديث عن الأمر لم يعد هاما الآن “

 كانت عبير تتذكر ما قالته السيدة انشراح من أن الطبيب خرج و هو فاغر فاه ذهولا من تصرف هذا الرجل و هى تكاد تجن من بروده و لامبالاته في إستقبال هكذا كارثة مما جعل عبير تبتسم فهذا الرجل يبدو شخصاً فريدا من نوعه أولا لنجاته من هكذا حادث كاد يودي بحياته و ثانياً لتعامله اللامبالي مع فقدانه لذاكرته ببرود ..دلفت إلى الغرفة بهدوء و لم تتحدث حتى إذا كان نائما لا توقظه و لكنها حين دلفت للغرفة أدار رأسه ينظر إليها بجمود و هو يتفحص ملامح وجهها الهادئة الباسمة بعينيها السوداء الكبيرة التي تبدو كالبئر السحيق التي تشعرك و كأنك تغرق به وقفت أمامه تنظر لمؤشراته و هى تقول بهدوء ..” صباح الخير سيدي كيف حالك اليوم “

 نظر إليها بصمت يتفحصها من رأسها المغطى بحجابها الأبيض بملامح وجهها الرقيقة و ردائها الطويل الذي يخفي جسدها و لا يظهر غير خفها الأبيض الخفيف كل ذلك يتناقض مع بشرتها السمراء التي يريد أن يعرف ملمسها تحت يده هل هى ناعمة كما تبدو قال ببعض العتب في سؤاله ..” لم لم تأت. أول أمس عندما طلبت من الطبيب ذلك أو أتيتي اليوم التالي أيضا لترينى “

 تعجبت عبير و هى تنظر إليه بحيره ..” و هل طلبت رؤيتي سيدي أسفة فأنا لم أعلم ذلك و الآن هل أنت بخير هل تريد شيئاً قبل ذهابي لبدء عملي “

 رد بأمر كمن تعود على إلقاء الأوامر و الكل يطيع ..” أجلسي معى و تحدثي إلي “

 نظرت إليه بدهشة و قالت تجيبه بهدوء حتى لا تغضبه فيتوتر و تسوء حالته خاصةً أن جرح صدره لم يبرء بعد ..” لا أستطيع سيدي فلدي مرضى أخرين ينتظرون منى الإهتمام بدوائهم أعدك عندما أنتهي سأتي للجلوس معك قليلاً قبل الذهاب للمنزل و الآن أسمح لي بالإنصراف “ قبل أن ترحل سألها بجدية ..” ما إسمك “

 أستدارت بلامبالاة ..” لقد أخبرتك إياه مرارا حاول تذكره “

 قال بغضب ..” متى متى أخبرتني به أنا حتى لا أتذكر إسمي “

 هدئته عبير فهذا الرجل داخله غير ما يظهره ..” حسنا سيدي أهدء إسمي عبير..عبير سيدي هل تريد شيئاً آخر قبل ذهابي “

 أجاب بهدوء ..” أجل أجلبي معك كتابا لتقرأي لي قليلاً كما كنت تفعلين و أنا نائم “

 وضعت عبير يدها على خصرها قائلة بحنق ..” إذا أنت تتذكر هذا و لا تتذكر إسمي كيف ذلك لقد كنت أخبرك به كل صباح عند دخولي إليك“

 أبتسم و هو يغمض عينيه بتعب ..” سأنتظرك حين تنتهين الآن سأغفو قليلاً لحين مجيئك “

 أبتسمت عبير برقة و هى تعيد وضع الغطاء عليه جيداً و خرجت من الغرفة مغلقة الباب خلفها بهدوء متعجبة من أمر هذا الرجل ..

*********

بعد أسبوعين

قالت تحسه على السير ..” هيا لقد أقتربت كثيرا لم يبقى سوى القليل سيدي هيا واصل “

 كان الطبيب قد أمره بالسير و أن يتحرك كل يوم لمدة نصف ساعة حتى تعود الحركة لجسده بعد طول رقاده كان قد أزال الطبيب جبسين ذراعه منذ يومين و لم يبقى غير قدمه و قد أمر له بعلاج فزيائي لمدة أسبوع بعد نزع جبسين قدمه أيضاً كانت الشرطة قد نشرت صورته حتى إذا كان مفقودا يراه أحد يعرفه فيأتي للتعرف عليه و لكن لا أحد و عندما لم يأت أحد أخبرتهم الشرطة أنه حر في تحركاته فهو ليس لديه سجل لديهم أو مطلوب في قضية ما كان قد أخبر عبير أنه سيترك المشفى ما أن يزيل جبسين قدمه ..سألته عبير بجدية ..” إلى أين ستذهب عندما تترك المشفى “

 أجابها بلامبالاة ...” لأي مكان لن يفرق معي أنا لن أشغل عقلي بهكذا أشياء تافهه مثل أين سأعيش أو ماذا سأكل أو أين سأعمل أنا سأعيش ليومي فقط “

 تعجبت عبير من عقل هذا الرجل فهى رأت حالات مشابهة و لكن كانت الهستيريا عنوانهم للإعتراض على ما يحدث معهم و لكن هذا الرجل عنوانه البرود و اللامبالاة فهو يبدو كالذي لا يحمل للدنيا هما فقالت تخبره بجدية ..” هل تريد شقة لك إذا كنت تريد لدي واحدة لك “

 نظر إليها بصمت فقالت تكمل فهو كمن يشك في حديثها ..” حقاً لدي شقة و سأخذ إيجارها من أول راتب لك عندما تجد عمل “

 أبتسم ساخرا و قال ..” و ماذا سأعمل برأيك و أنا لا أملك هويةو لا مهنة و لا شئ و لا أعرف ماذا أستطيع أن أفعل في الحياة “

 أبتسمت عبير أتجيبه فها هو يفكر في المستقبل في ما سيفعل و منذ قليل قال إنه لن يفعل ..” لا تشغل عقلك بشئ الآن أتركها لوقتها إتفقنا “

رد مبتسما ..” إتفقنا “

 عادت عبير لحاضرها على صوته المتذمر و هو يقول بإرهاق و وجهه يتصبب عرقا ..” يكفي عبير لقد تعبت لقد أمر الطبيب بنصف ساعة بينما أنت تعذبينني لساعة كاملة “

 ضحكت عبير قائلة ..” أيها الكسول هى فقط نصف ساعة و خمس دقائق ليس أكثر “

 تذمر قائلاً ..” حسنا هذا يكفي أشعر و كأنها يوم كامل “

 أجلسته عبير على مقعد في ممرات المشفى الذي كان يسير فيها كل يوم بأمر الطبيب ..” حسنا أسترح الآن و بعدها ستعود لسريرك و الآن أخبرني لقد مر شهرا كاملا منذ أفقت و أنا أناديك سيدي سيدي الا تريد أن يكون لك إسما مثلنا سيدي حتى يسهل محادثتك بدلا من الرسمة في الحديث بيننا “

 صمت قليلاً مفكرا ثم أبتسم و قال بلامبالاة ..” أختاري لي إسما عبير “

 أجابته باسمة ..” بل أختاره أنت هذه فرصة لا تعوض أن يختار المرء إسمه هذا سيكون شئ لا يصدق حقا “

 ضحك الرجل و قال ..” لا بل أختاريه أنت فأنا أريد أن أسمعه لأول مرة من بين شفتيك “

 شعرت بالإرتباك فأكمل ..” و أخشى أن أختار إسم سئ “

 فقالت بتردد ..” حسنا أعتقد أنه سيليق بك سامح أنه مناسب لشخصك سيدي بعد كل ما مررت به “

 قال مرددا ..” سامح ..سامح ..سامح أنه إسم جميل شكراً لك عبير لإختيارك لي إسم مميز سأحتفظ به طوال حياتي حتى إذا عادت لي ذاكرتي “

 ضحكت عبير برقة و هى تنظر لملامح وجهه الوسيمة بعد أن زالت معظم كدمات وجهه ..” هذا إذا تذكرت سامح هذا إذا تذكرت “

 ضحك كلاهما و هى تساعده على العودة لغرفته تحت نظرات انشراخ القلقه ...

جلست عبير بجوار والدتها على الأريكة بعد أن عادت من العمل بصمت على غير عادتها فالتفتت امينة إليها تسألها بهدوء ..” أخبريني مابك هل هناك ما يضايقك عزيزتي “

 أسندت عبير رأسها على ظهر الأريكة و قالت بصوت خجل خافت ..”أمي أنت تعرفين أني لا أخفي عنك شئ مما أمر به طوال يومي في الخارج أليس كذلك “

 هزت زينب رأسها موافقة و قالت مؤكدة ..” أجل حبيبتي و هذا لأننا أصدقاء أكثر منا أم و ابنتها أليس كذلك أمل “

 تنهدت عبير خجله ..” أجل أمي و لكن أنت في النهاية أمي و إذا فعلت شئ خاطئ ستوجهينني للصواب أليس كذلك “

 ردت زينب بحزم ..” أجل عبيرو الآن أخبريني ما الأمر الذي يؤرقك حبيبتي “

 صمتت عبير ثوان قليلة و قالت تحسم أمرها تسألها ..” أمي هل لديك مانع في إعطاء الشقة التي أمامنا للرجل الذي فقد ذاكرته لدينا في المشفى “

 عقدت زينب حاجبيها و هى تتفرس ملامح ابنتها و قالت بعدم فهم..

 ” كيف يعني إعطائها له أشرحي أكثر حتى أفهم ماذا تقصدين “

 زفرت عبير بضيق فهى تعلم أنها أخطأت ..” أمي أنا أسفة لقد تصرفت من عقلي دون الرجوع إليك سامحيني لقد وعدت سامح أني سأعطيه الشقة التي أمامنا و سيدفع إيجارها عندما يجد وظيفة .. أنا أسفة حقا كل ما خطر لي وقتها هو إلى أين سيذهب و كيف سيعيش وحيداً و هو حتى لا يتذكر إسمه و لذلك وجدتني أقول له أنه لدي شقة له و سيدفع إيجارها عندما يجد عملا ما “

 تلا ذلك صمت طويل من زينب أشعر عبير بفداحة ما فعلت الآن بدون الرجوع إلى والدتها أولا ..نظرت لوالدتها برجاء فأبتسمت زينب بحنان قائلة ..” لا حبيبتي أنت فعلت الصواب بإقتراحك هذا فعلى المرء أن يساعد أخيه إن أستطاع فهذا فيه خير للناس جميعاً ..و لكن أخبريني الآن من هو سامح هل هو إسم ذلك الرجل هل تذكره “

 أبتسمت عبير متذكرة ذلك الوقت الذي جعلها تختار له إسمه ..” لا لم يتذكره هذا الإسم الذي أطلقته عليه ليسهل منادته به أليس جميلا “

 ردت زينب مؤكدة ..” نعم بالفعل أنه جميل و الآن متى سيأتي إلى هنا هل شفى تماما “

 قالت عبير تجيبها و قد شعرت بالراحة لمرور الأمر على خير و أنها لم تضايق والدتها بتصرفها هذا ..” لا ليس تماماً سيحتاج علاج فيزيائي لفترة قصيرة بعد و لقد أمرت به السيدة انشراح في المشفى فهى لا تريد منه الخروج و حالته الصحية مازالت متوعكة حتى يكون قادراً على الإعتناء بنفسه “

 ردت زينب و هى تنهض ..” حسنا أتفقنا إذا و لكن أنا أحذرك أن بدر منه شئ أنا لن أتردد في طرده أتفقنا “

 أبتسمت عبير و هى تقفز محتضنه والدتها بمرح قائلة بحماسة ..” أتفقنا أمي و الآن أين هما الولدين لقد جلبت لها حلوى كثيره لا أعلم لما لم يعودا يهتمان بما أجلب لهما منذ جلبت تلك اللعبة البغيضة “

 ” هذا جيد لا تستائي فهما ينسيان تنظيف أسنانهما معظم الوقت “ قالتها زينب ضاحكة فهى حقاً منذ جلبت هذه اللعبة و هما أصبحا كالملاكين لا يصدر عنهما صوت حتى اللعب في الشارع لم يعودا يهتمان به قالت امينة ..” هيا أذهبي لتبديل ملابسك و غداً سأرى الشقة و ما تحتاجه أستعدادا لإستقبال ذلك السامح “

 أبتسمت عبير و ضمت والدتها بقوة ..” أحبك أحبك أمي “

كانت تجلس على المقعد الصغير بجوار سريره و هى تقرأ بصوت هادئ كان يستلقي مغلق العينين يستمع لصوتها الهادئ الرقيق كتغريد العصافير و الذي يشعره بالأمان في هذا الكون و هو وحيد لا يعلم ما هى هويته أو من هو كان يشعر بالخوف من القادم يخشى الا يستطيع التعامل معه و لكنه لا يظهر ذلك لأحد حتى لا يضعف و ينهار يحاول بشتى الطرق التماسك و تخطي الأمر بقوة و عزيمة و المستقبل أمامه غامض مرعبا يحاول أن يكون له حظ من إسمه لعله يجدي نفعا كانت هى اليد التي أمتدت لتنتشله من الظلمة تمدة بالقوة حتى يستطيع تحمل ما هو آت هذه الفتاة بعينيها السوداء الواسعة والتي يشعر بالغرق و هو ينظر لعمقها و ملامحها رقيقة لما يشعر بأنه هناك رابط يربطهما معا و كأنها وسيلة أمانه في هذه الحياة كان يتقربان من بعضهما يوماً عن يوم ما يقلقه هو أنه يخشى أن تكون مشفقه عليه لا أكثر لوضعه المزري هذا صمتت قليلاً ففتح عينيه ينظر إليها بتساؤل فقالت بهدوء ..” لما لا تقراء أنت سامح ألم تحاول أن تعرف إذا كنت تجيد القراءة أم لا “

 رد بلامبالاة ..” أجيدها عبير أجيدها و لكني أحب سماع صوتك ز و أنت تقرأين لي هل بتي تتضايقين من ذلك إذا كنتي ...“

 قاطعته عبير غاضبة ..” أصمت سامح أنا لا أتضايق أنا كنت أسأل فقط هل هذا ممنوع “

 قبل أن يجيب دلفت انشراح إلى الغرفة و هو تقول بهدوء ..” مساء الخير سامح كيف حالك اليوم “

 أجابها باسما ..” بخير سيدتي شكراً لك على كل ما فعلته لاجلي سيدتي شكراً جزيلا “

 كانت عبير قد نهضت عند دخولها فأجابت انشراح ..” هذا واجبي بني أنا لم أفعل شئ “

 التفتت إلى عبير قائلة ..” عبير أريد الحديث معك قبل رحيلك للمنزل تعالي لمكتبي حين تنتهين “

 هزت رأسها بقلق و قالت ..” حسنا سيدتي الرئيسة سأتي “

 أنصرفت انشراح من الغرفة تاركة عبير في حيرتها مما قد تريد قوله لها شعر سامح بالضيق و القلق لصمتها و إبتعادها عنه بأفكارها فهى عندما تكون هكذا يشعر بالوحدة و هذا يقوده ليفكر في وضعه ليصل لطريق مظلم ..” ما بك عبير لم أنت هادئة هكذا “

 التفتت إليه بإرتباك تجيبه..” لا شئ سامح أنا سأذهب لأرى الرئيسة ماذا تريد و سأراك غدا “

 قال بقلق ..” لم عبير الوقت مازال باكرا فلتبقي معي قليلاً بعد “

 ردت عبير بحيره ..” و ما الداعي سامح لقد انهينا القراءة لليوم “

 قال يحسها على الجلوس ..” أريد أن أعرف شيئاً منك “

سألته بحيره ..” ما هو “

 رد بجدية ..” ما هو شكلي عبير أريد أن أعرف ما هو “

 أرتبكت عبير قائلة غداً سأتي لك بمرآة سامح و غير ذلك هناك مرآة في المرحاض لم لا تنظر إليها لتعرف “

 رد بضيق لم يخطر ذلك ببالي و الآن أريد أن أعرف هل لديك مانع “

 تنهدت بحنق فهو يبدو طفل صغير مدلل حد الفساد يأمر فيطاع ..

 ” حسنا أنت أبيض اللون “ قاطعها ساخرا ..” أعرف عبير فأنا أرى جسدي“

 زمت شفتيها حانقة فضحك و قال أكملي ..” عيناك زرقاء و جبينك عريض يزينه حاجبين عريضين أشقرين كلون شعرك و أنفك طويل قليلاً و لكنه يليق بوجهك و فمك ..“ صمت قليلاً تبحث عن كلمة مناسبة فأكملت بخجل ..” جميل و ذقنك شعيراته القصيرة قد أستطالت و أخفت الكثير و هذا كل ما أراه هل استرحت الآن “

 ضحك سامح قائلاً ..” هل ترينني وسيما عبير أم لا “

 أحمر وجهها و قالت مسرعة ..” سامح لقد تأخرت في الذهاب إلى الرئيسة أراك غداً تصبح على خير “

 خرجت دون أن تنتظر إجابته مما جعله يزفر بضيق لم يشعر بأن السيدة تريد الحديث معها في أمره طمئن نفسه .. و أن يكن ماذا ستقول لها ..عقد حاجبيه بقلق يخشى أن تبعدها عنه ..لا لا لن تفعل فهى تعاملة كأي مريض آخر لديها فلم تبعدها عنه ..زم شفتيه بسخرية ..و هل هى كذلك سامح لاتكذب على نفسك هى لا تعاملك كالمرضى الآخرين و هل تريدها أن تعاملك مثلهم ..لا لا أريد ذلك أريد أن أكون مميزا لديها و ليس كالباقين إذا ماذا يقلقني الآن فلتهدء و أطمئن عبير أن تتركني أنا أعلم ذلك هى لن تتركني ..

5

طرقت عبير الباب و انتظرت الأذن بالدخول عندما سمعت صوت انشراح الهادئ تقول ..” تعالي عبير أدخلي “

 دلفت إلى الغرفة كانت قد بدلت ملابسها إستعداد للرحيل قالت بتساؤل ..” سيدتي هل هناك شئ تريدينه قبل أن أذهب إلى المنزل “

 ردت انشراح بهدوء و هى تشير إليها لتجلس ” أجلسي عبير أريد التحدث معك في شئ هام “

 جلست عبير بقلق و هى تقول ..” تفضلي سيدتي الرئيسة كلي أذان صاغية “

 صمتت انشراح و هى تتفرس ملامح وجهها و قالت ..” تعلمين أن سامح سيخرج بعد ثلاثة أيام من المشفى أليس كذلك “

 ردت عبير و تملكتها الحيره مما تقصد بحديثها ..” أجل سيدتي أعلم ذلك هل هناك شئ بشأن خروجه “

 نفت انشراح بحزم ..” لا لا شئ يمنع خروجه هو بصحة جيدة و أنا أعلم أنك قد عرضت عليه الشقة التي أمامكم في البيت بموافقة والدتك “

 ردت عبير و حيرتها تذداد أكثر ..” هل هناك ما يمنع ذلك سيدتي فأنت قد أخبرتني أنه ليس لديه ملف لدى الشرطة و لا مشتبه به في قضية ما ما الأمر إذا “

 تنهدت انشراح و قالت بحنان ..” المشكلة هى أنت عبيرأنت هى المشكلة“

 صمتت عبير و هى تتفحص ملامح رئيستها بقلق لتصل إلى ما تريد قوله لها ..” لا أفهم سيدتي ماذا بي ما هى مشكلتي “

 أشارت انشراح لقلبها و هى تقول بتأكيد ..” هذا مشكلتك أنت تحبينه عبير أليس كذلك “

 أتسعت عينيها بصدمة و قالت بصوت خافت ..” لا أفهم سيدتي ماذا تقصدين “

 أبتسمت انشراح بشفقة و أجابت ..” أنت تحبين سامح عبير و هذا أمر ليس جيداً بالنسبة لك يا عزيزتي فهو غير مناسب لتفكرى به هكذا “

 ردت عبير و قد أحتقن وجهها ..” و لكني لا أفعل سيدتي أنا لا أحبه كما تتصورين أنا فقط أريد مساعدته ليس أكثر “

 أبتسمت انشراح بسخرية على حديثها فهى لديها عينان و أذنان ترى و تسمع بهما فقالت تجيبها بمكر ..” حقاً عبير تساعدينه فقط “

 صمت سيطر على الغرفة لبعض الوقت فقالت انشراح ..” هل تعلمين ماذا قال الطبيب عبير عن حالة سامح “

 أومأت برأسها فأكملت انشراح..” لا لا تعرفين كل شئ عزيزتي لقدقال الطبيب أنه إحتمال إذا عادت ذاكرته أن ينسى هذه الفترة من حياته و أقصد بهذه الفترة هى فترة فقدانه لذاكرته بإختصار هو لن يتذكرنا عبير إذا عادت له ذاكرته هل تريدين أن تجازفي معه عبير“

 أحنت عبير رأسها تنظر ليدها المضمومة بتوتر على قدميها و قالت بصوت خافت ..” لا سيدتي لا أريد أن يحدث معى هذا “

 نهضت انشراح من خلف مكتبها و دنت منها تمسك بيدها مؤكدة ..” إذن لا تفعلي عزيزتي أنا لا أريدك أن تتألمي صدقيني “

 هزت عبير رأسها بصمت عندما أكملت انشراح ..” هل تعلمين دكتور وحيد سيستخرج له هوية بإسمه “

 نظرت إليها عبير بعدم فهم فأكملت انشراح ..” هو سيعطيه إسمه في هويته الجديدة إلى أن يستعيد ذاكرته و يستعيد هويته “

 سألت عبير حتى تطمئن أكثر ..” و هل هذا يجوز أن يستخرج هوية بإسم غير إسمه “

 أبتسمت انشراح ..” أجل و دكتور وحيد له اتصالاته و سامح حالته تستدعي ذلك أليس كذلك“

 أومأت عبير برأسها موافقة فقالت انشراح ..” هيا أذهبي للمنزل لقد تأخر الوقت و أرسلي سلامي لزينب و أني سأتي لزيارتها يوم العطلة“

 نهضت عبير و أبتسمت لها قائلة ..” حسنا سيدتي الرئيسة عمتي مساءا“

 ردت انشراح بحنان فهى تعتبر عبير مثل ابنتها و لا تريد لها أن تتأذي ...

 ” عمتي مساءا يا عزيزتي أراكي غداً إلى اللقاء “

****************

” أهلا بك سيدتي “ قالها سامح و هو يصافح زينب والدة عبير بعد أن خرج من المشفى أخذته عبير لرؤية الشقة التي حادثته عنها كانت شقة صغيرة غرفتين و ردهة واسعة تحتوي على بعض الأثاث والمفروشات الذي تركها المستأخر القديم قبل رحيله كانت زينب قد قامت بتنظيفها بمساعدة عبير و جلبت له غطاء نظيف للسرير .. كان قد أستلم متعلقاته من المشفى و بعد محاولته دفع تكلفة علاجه و رفض دكتور وحيد بشدة أستسلم سامح للأمر و شكره بشدة على كل ما فعلاه معه هو و انشراح أخذ المال و أشترى بعض الأشياء الضرورية و الملابس و بعض الطعام كانت الشقة مريحة وهادئة و تشعره بالأمان خاصةً أنها بجوار عبير كانت زينب تتفرس ملامح وجهه الوسيمة و هى تنظر لابنتها بغموض و سامح يرحب يصافحها بأدب ..” أهلاً بك بني حمدا لله على سلامتك “

 أبتسم سامح..” شكراً لك سيدتي “ مد يده ببعض النقود و هو يقول بحرج ..” سيدتي هذا جزء بسيط من إيجار الشقة لحين أجد عملا و أنا أعدك أني لن أتأخر بعد ذلك في السداد “

 تعجبت زينب من موقفه فعبير قالت إنها أتفقت معه أنه سيدفع بعد أن يجد عملا أزاحت زينب يده الممدودة بالنقود فقد شعرت بالراحة له فهو يبدو دمث الخلق حسن المعشر ..” لا بني ابقهم معك أنا لن أخذ قرشا واحدا إلى أن تجد عملا لا تقلق أنا لن أطردك من الشقة إذا لم تدفع“ قالتها مازحة فأبتسم سامح..” لا سيدتي أنا لم أقصد ذلك أنا فقط وجدت معى بعض المال فلا ضير من دفع جزء من الإيجار حتى يسهل سداد الباقي فيما بعد عندما أجد عملا “

 شعرت زينب أنه سيكون سعيدا نوعا ما إذا أخذت منه النقود ففعلت حتى لا يشعر أنها تتفضل عليه فأبتسمت زينب ..” حسنا بني و أعتبرني كوالدتك أتفقنا “

 هز رأسه موافقا و تنهد براحة فقد أستراح من العقبة الكبرى و هى وجود مكان يأوي إليه حتى يستطيع التفكير كيف سيتصرف في حياته القادمة التي تبدو له مظلمة ...

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1135 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع