أحاول أن أشعل شموع فرحي ، تطفؤها الرياح الهوجاء التي تتنا ثرني كالهباب، ربما في يوم القيامة ، سأهادن الرياح الأربعة المجنونة بحبي وأتمكن من العيش في الحاضر المريب .
أفراح الرياح تحاول أن تقترب من نوافذي المكسورة ، لتجعلها تصطدم بجدران الحياة ،
أنظر إلى الجدران أصبحت حطام ،
أنا لا أنام !،
أجري في الاتجاه المعاكس ، يتبعني نهر حياتي الفوضوي العارم ، تنبعث منه حيوانات خرافية ذات رؤوس عدة ، تتوالد مع كل خطوة من خطواتي ، يا ويحي .
إذا أخافتك أمواج نهر حياتي العاتية ،
فأنا سأركب تلك الأمواج الحمقاء ،
وسأروض تلك الحيوانات الأسطورية ،
وأعيش على ظهرها ذي الزعانف المسننة وكأنني اقتلعت من أرضي ! .
هل أكلمك عن حلمات تلك الحيوانات التي يملؤها الصديد الكريه ودم متجمد ، يسيل من أثدائها النتنة ، ويجري في مجرى نهر الحياة اللعين الذي لا يهدأ؟؟!!
هل أحدثك عن هذا الإحساس بالقلب المضغوط ؟ والنفس المقبوض والروح المتكسرة ، كما لو أن فراغا هائلا يحفر داخلي ،
وكأن المجهول سيظهر في الحال ؟؟!.
ولا أنام !.
على أية حال أن أعيش يعذبني فعلا !