آخر الموثقات

  • الفهم الخاطئ للمساواة بين الجنسين
  • أستاذ فلان ... رغم الدكتوراه
  • تفسير توقيت مصادقة موسكو على الاتفاقية الإستراتيجية مع طهران...
  • ترامب وبزشكيان في الرياض
  • الحرب الإيرانية الأمريكية : خطأ المحللين
  • طريقة إيران المبتكرة للتفاوض مع أمريكا
  • العرض المالي الإيراني لترامب .. إختراق غير مسبوق
  • إيران ووالد زيزو
  • مجابهة كل هذا القدر!
  • ضع الآتي حلقة في أذنيك
  • أنا البهية الفاتنة
  • ثقافة الاعتذار بين الأصدقاء… الكلمة اللي بتبني العمر من جديد
  • شكراً ... حضرة المدير 
  • أخاف أن أعود...
  • كذابة
  • سر القلوب النبيلة
  • دائما أشتاق إليك..
  • راقي بأخلاقي 
  • من دون سبب..
  • لحظات آنيه..
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة فاطمة البسريني
  5. كلمات على ورق - الجزء الأول

لم أكن أريد أن أجعل ما بيننا كلمات على ورق ،

لكنني اقتنعت أن كل كلمة أكتبها عنا ستظل خالدة ، مقدسة ، مخطوطة بماء الحياة .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لك كل شيء ، وكلماتي النابعة من كل مسام جسدي .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كنت أتفحص جسدك بسرعة ، حتى لا تضبطني نفسي في حالة الخيانة العظمى ، 

وحينما أشارت الساعة إلى ما لانهاية ، صدرت أوامر بالانسحاب ، 

لكن ليس منك ، ولكن إليك ، وهكذا فوجئت بنفسي الضائعة منذ زمن حول جسدي ، تطوف ضواحيه وبراريه ، غاضبة .

فوجئت بها ترتمي فيك ، بكل ثقلها ، خشيت عليها من هول سقطتها فيك ، لكنني عحينما أطللت عليها داخلك ، وجدتها مرتاحة ، هادئة ، تنتظر عشقك الكبير ، توقك ، غابات حبك الشااسعة ، تسوح فيها ,

كيف ارتضت نفسي لنفسها ذلك ؟ لست أدري .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كانت العزلة تدم كل ما يشدني إلى هذه الحياة ،

وكانت الوحدة تمزق روحي عبر هذه الليالي الكثيرة ، الباردة .

كان أملي مقطوعا في أن أجد قطرة ماء في هذه الأرض القفر ،

كنت كالحيوان التائه ، الجائع ، أسير ، أبحث في كل الظلام ، عن عشب أخضر ،

كانت كل الأعشاب يابسة ..

وبعد كل هذا السير المضني ، أجدك عشبي الأبدي ، ضيائي الشارد ، هذياني الجميل ، داليتي أتسلقها ، ترضعني رحيق أغصانها المتنامية إلى السماء العالية ، 

قمري المختفي يبزغ لتملأ أشعته السحرية كل الفراغ .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لما انخرطت يدانا في عناقها الحار ، 

علمت أن المرأة الحزينة ، المشتتة في ، يجب أن أضللها في أعماق الصحراء حتى تتلاشى وتندثر،

تلك المرأة التي كانت تفيض مرارة واشمئزازا من خبث وقذارة

هذا العالم .

علمت أنط يجب أن تمثل بالنسبة لي الجانب الأخر الرائع من هذا العالم.

علمت حينئذ أنه يجب أن أتحرر من هذه الطاقة الكبيرة الحاقدة على كل شيء .

علمت أنك ستكون خارج السائد والعادي القاتل .

ويصعد في شهيق ، إعصار رعب يهب في أعماق نفسي المنطرحة خوفا من اقتلاع أشجارك وصخرك وظلالك الوارفة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منذ اللقاء الأول ،

كنت كالإبرة التي تعيد اتوازن إلى بوصلة اتجاهي ،

كنت هدوءا أصاب هذا الهدير والضجيج الذي كان يرافقني طول حياتي.

قد أوقفت تلك الاهتزازات الدائمة التي كانت تسيطر على كياني وكان جسدي يرتج لها باستمرار،

منذ اللقاء الأول ،

لم أستطع أن أسلط عليك فخامتي المعتادة،وتصرفاتي الاستعراضية ولم أود أن أناقشك بأبهة امرأة واثقة من جسدها,

لم أكن أريد أن أمارس عليك اجتياحي ، السلاح الذي كنت استعمله كلما اقتضت الحاجة ذلك ، ولكنك أنت ، بهدوئك الكبير ، جعلتني أطرح ىكل أسلحتي ، وغمرني وهجك إلى العظم ،فأحسست وكأنني طفلة صغيرة مازالت تتعلم الكلام والحركة .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مرات كثيرة ،

تساءلت :

هل تحلمين ؟وإذا خيبك هذا أيضا ؟

وكثيرا ما سألت نفسي :

وإذا تمزق حلم الطفلة الصغيرة ، كطائرة من ورق في الهواء ؟

تساءلت كثيرا :

هل يمكن أن يحدث لي مثل هذا أنا بالذات؟ كيف تصبحين طفلة ؟

كيف يحاصرك فجره ، شمسه ،تلقائيته ، ضبابه ؟ وكيف ، كيف تكشفين له عن جراحك وتنحدرين إليه ؟كيف تنحنين ليلثم جراحك الفظيعة ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في هذا الليل من التيه والغربة ، وآلامي بحجمهما ، وآلامي بحجمهما .

وكل دقيقة من زمن هذا الليل الناري ضيقة ،تخنق أنفاسي .

وما كان أحد بريئا من عرق جبينه المتصبب ، ولا من صرخات كل أعضاء جسده التي تسام كل عذاب هذا الليل وتختنق مسامها بلسعات نارية جارحة .

لماذا كان الإحساس بك يساوي إحساس الأعمى بالنور ؟

لماذا انتشر ذلك الإحساس في بسرعة البرق ؟

لماذا تملكني صدرك الذي يشبه صدر إله إغريقي ؟

يا ليت صدرك يحتويني إلى الأبد ، فألمي متواصل ونزيف جرحي دائم ونفسي يائسة، 

وأنا لم أعش أبدا على النصف الآخر المضيء من هذه الكرة الأرضية ، لقد زلت قدمي وتدحرج جسدي ليستقر منذ زمن على النصف الآخر المظلم ..

وكان هذا الإحساس بك هو الإضاءة ،

وفي هذا الليل من الوحدة والحيرة ، أخشى على هذا البصيص من النور أن يندثر .

وأكاد أمد يدي لأقبض على أشعة سرمدية .

وأكاد أصرخ لماذا ؟ لماذا هذا العذاب ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 لا أيد أن يكون حبك فتاتا ، التقطه كطير جائع لأيم معدودة ..

أريد أن يكون حبك كيرا ، كبيرا يرتد يني ، يرتاح فيه هوسي ، جنوني ، أحزاني ، تألقي ، عذابي ، خطيئتي ، حناني وأشواقي ، صمتي وتعاستي ، يحترف كل صخبي ، عنفي ، كل سحري ، و الألوان والاشتهاء والإباء ، والأحضان ، وكل ألمي ، خجلي ، كل الخوف والمستحيل وذاكرتي ، 

أريد أن تنزلق كلماتك علي حريرية ، أضمك نارا ، رمادا ، أمطار ، عشبا أخضر ، كل حياتي .

أريد أن تكون كل الأهواس ،كل الأنفاس ، كل الناس .

أريدك جسرا ، يمر بي من كل هذا العذاب ، والانكسار والإيقاعات الملحة ، كل هذه الساعات ، 

أريدك نجاتي منهم ، من حواجزهم ، من التوجس والإدانة والانتهاك اليومي وكل هذا الرعب والقهر المريرين .

وأخشى من خطواتنا السريعة الرشيقة نحو بعضنا .

أخاف ،

أخاف من تصدع ، من زلة قدم ، فسقطة ، صدمة يرتج لها ما تبقى لي من أمان و حماية . 

أخاف منك ، وعليك ، 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منذ ذلك اليوم ، كتبت لك عشرين رسالة في الدماغ ، كغن صمتك رافدها الأساسي ، فلم تكن تخرجة عنه إلا لكي تحاول أن تكتشفني ،

وقد قمت باكتشافي عدة مرات .

وقد أفرحني ذلك كثيرا ، وأعجبتني محاولاتك أن تفهمني .

كنت دائما أسخر ممن يحاولون ذلك ، لأنهم لن يستطيعوا ذلك أبدا ، فأنا غريبة ، غامضة غموضا طاغيا ، عنيفا لا، يصفع كل من يحاول أن يكتشفني كما فعلت أنت ..

ولكنني تقبلت كل آرائك بارتياح وهدوء ، لست أدري ، ربما لأنك كنت تحاول صادقا ، صريحا ، غير ممالق أو كاذب .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

غربتي تكتنفني ، فتصبح بمرور الوقت غرابتي ، وقد كانت حالتي يومئذ عبارة عن مزيج من الغربة والغرابة .

كنت في أقصى حالات انفلات الغربة ، مني ، فتحولت إلى غريبة في أعين الناس وفي أفكارهم .

وأثناء ممارستي اللعب الكلامي معك،كنت أفضل أن أبرز لك غرابتي وغموضي الذي لا يفهم ، على أن أبرز لك غربتي ، لا أدري كيف تمكنت من الإحساس بغربتي وأفسدت لعبتي .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أتدري أن كلامك وصمتك وحركاتك اغتربت في ، وتداخلت مع غربتي وغرابتي فتقمصتني بعض كلماتك ، فتمنيت فعلا أن تكون حقيقيا في الغربة الفظيعة مثلي وقلت بيني وبين نفسي : ( لم لا ؟) ما دمنا نعيش زمن الغربة والوحشة هذا ؟ 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كنت جريئا لما عرضت هلي حبك ..

كنت تغامر ، أليس كذلك ؟

كان ذلك النوع من المغامرة العنيدة الرعناء المفاجئة لك ولغيرك ،

إنك لا تعرف أنني لم افاجأ بعرضك فقط بل إنني اندهشت ..

فالرجل في بلدنا ، لا يهمه الارتقاء إلى الأحاسيس والمشاعر النبيلة من حب وصدق وكرامة وإخلاص .

الرجل في بلدنا أناني بطبعه .

لا يطلب ، بل يأمر ويأخذ ولا يعطي .

الرجل في بلدنا ، لا يستقر على حال ،

وتبادرت إلى ذهني فكرة ، أنك ربما تكون قد طلبت من غيري أن تحبك في زمن ما ، لذلك انزاحت على شفتي ابتسامة حطمتها الغربة والوحدة ولكنك بنظرة منك مسحت الابتسامة المريرة وطلبت مني أن أثق بك ؟

أي الرجال أنت ؟ هل أثق بك ؟ 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

644 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع