دائماً ماكانت تريبني مظاهر العزاء .. أنا المتجنبة دوماً لحضورها لأنني أكره النحيب والعويل وأكره الاكتساح بالأسود ....
تزعجني مظاهر الحزن العميق ...💔
وإني وقد اضطررت أحياناً لحضورها كنت أعجب من تقدير الناس لمن تنتف شعرها وتشق هدومها -أي تمزقها- .. وتحكم عليها بالحزن الصادق العميق ...؛!!!!
أما أنا التي كنت أجلس ساكنةّ لا حراك لي .. تعجز دموعي حتى عن النزول من الحزن .. كنت أوصف باللامبالاة .. ولشدة ماوصفت بعدم الشعور وفي أحد مجالس العزاء .. سقطت أرضاً أمثل العويل والنحيب .. حينها أحببتني النسوة وقالوا يالصدق عزائها .. كان ذلك آخر مجلس عزاء حضرته ... يالكذبنا ونفاقنا حتى في مجالس العزاء .. تقبلوا أن في الناس أصنافاً تبكي من الداخل .. وتلك وجعها يكون أقوى .. لأنها لاتجيد فنون التعبير .. كلما صادفت شخصاً حزيناً جلست أشاطره الحزن .. صامتة .. حتى ظن من فرط صمتي أني لا أشعر...لكني كنت أتمزق كثيراً من الداخل عليه .. فاشلة بالتعبير عن الحزن رغم أني أرتديه ..
فعجباً من رداء أرتديه ...خفي شفاف ...
أبدو عارية به .. أرتجف دوماً ...
أبحث عن رداء يكشف خوفي ..
يفضح الحزن الساكن بي ... #الفيروز💜