أتخيل يا صديقي...
أننا نجلس تحت شجرة عجوز تنام جانبها ساقية جفت من طول العطش، نتجاذب أطراف الود، نضحك كثيرًا ونسكب أكواب السأم خلف ظهورنا، أسمع سخريتك، أرى ملامحك تموج بداخل كلماتك، أُنصت إليك ولا أخفي بلاهتي مما تعرفه وتعيشه أنت ولا أعرفه أنا، ولا تُخفي أنت الصبي داخلك وأنا أمرر عشوائية بعض أفكاره وألاطفه، نتشارك رشفات الشاي المنعنع الذي منحنا إياه رجل كل ما لديه إبريق شاي قديم و هذا الكوب، هل شاركت كوب شاي مع أحد من قبل؟
لا أظن ..
الطقس بجلستنا سيكون باردًا لكننا نرتدي قمصان بأكمام طويلة أنت تطوي قميصك حتى مرفقك وأنا أشد على أناملي بأطراف كمي..
جلسة كل المارة سيظنون بنا الظن، وكل ما في الأمر أنني أريدك صديقي وأنت تريدني مرفأك، لن نهتم، جلستنا رغم أنوفهم تكتمل، فالأعمار يا رفيقي تمر فلنسرق لحظات لنا، نكن بصورة معًا خارج سور هذا الكون . .
كن صديقي ..
كن جيبًا لحديث لين هين ضحوك لا ينتهي ...
يمطرنا صبرًا لنكمل كل هذا الضجر..
دعنا نرسم بأعواد القصب فم على وجه الملل ..يبتسم...