قابلتُكَ كزهرة لوزية على جناح الحياة، رهيفة تُزْرِيها الرياح.
وأخبرتني بأنك أولُ عودِ قصبٍ حوَّلوهُ إلى ناي.
ومددنا جسورَ الرسائلِ بيننا؛ رسالتي بعطرِ الزهر، ورسالتُك لها أنينُ الناي حين يكونُ بخلفيةِ قاصٍّ يعرفُ من أينَ يسرقُ النومَ من أحداقِ الصِّغار؛ جادٌّ، وصادمٌ، جريءٌ، وواضحٌ، مشوِّقٌ، وممتع.
وأنا... مُرتعِشةٌ، أضمُّ الشالَ على صدري كي لا يتساقطَ نبضي على الأوراق، فتكشفَ أمري...
أيُّها النايُ العصيُّ،
كيفَ نبتتْ على موسيقاكَ زهرةٌ لوز سقطتْ من مهبِّ الكون؟
حكايا النساءِ تغمرُ حديثكَ هذا المساء، وأنا أبتسمُ لقلمي، أُرغِمُهُ بلطف أن يكتبَ عكسَ ما تجري عليه أمورُ شعوري.
أقرأُ لك، وعيني تأكلُ حروفَك تغيُّظًا، والغيرةُ تأكلُ قلبي، ويدي تكذِبُ وفقًا لخجلٍ لا يبوح،
وعشقٍ يكفيهِ منك أن تحكي، أن يتنقلَ شعورك بفتحاتِ الناي، وألفِ قصيدةٍ تساقطت مع موسيقاكَ...
لن أوقفكَ الآن، يا ونيسي بشعورٍ لعوبٍ لا يناسبُ كونَنا فقط... أصدقاء.
نعم... أصدقاء...
هل كتبتُ عشق منذ قليل؟!
يمكن هو شعُور الحزن بقلبي هذه الأيام، فالإحباط يجعلنا نتوهم، والحَرب تخيفنا فنتمنى لو نعشق قبل فوات الأوان ...
أو يمكنُ أنها أغلاطُ كتابةٍ لا تهمُّ، يا صديقي، لا تهم...